بعد موسم "مخيب"، بايرن أمام مرحلة إعادة الحسابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد أحد يجادل حول مستقبل بيب غوارديولا مع نادي بايرن ميونيخ، فالرجل باقٍ على الأقل حسب التأكيدات الحالية، لكن نتائج الموسم الحالي تجبر النادي البافاري على إعادة حساباته بخصوص مستقبل أربعة لاعبين على الأقل.

بعد خروج فريق بايرن ميونيخ لكرة القدم من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة الإسباني، وخروجه قبلها من نصف نهائي كأس ألمانيا بضربات الترجيح على يد دورتموند، واكتفائه "فقط" بلقب الدوري المحلي (بوندسليغا) بات الفريق مجبراً على إحداث تغييرات في صفوفه بعد أن اتضح الفارق في مستواه بغياب الثلاثي فرانك ريبري وآريين روبن وديفيد آلابا.

برشلونة الإسباني أسقط ورقة التوت عن غوارديولا ليظهره كغيره من المدربين، عاجزا عن سد الفراغ الذي يتركه الكبار. ومن هذا المنطلق يلخص كارل هاينز فيلد مدير تحرير صحيفة كيكر الرياضية مسيرة غوارديولا هذا الموسم بالقول "رفع صناع القرار في بايرن من قدر غوارديولا عاليا، إلى أن اكتشفوا أنه مدرب مثله مثل غيره من المدربين بحاجة إلى نجومه أمثال ريبري وروبن..وهذا مهما تعددت أفكاره أو كانت له فلسفة مميزة عن الآخرين".

لقد حاول المدير الفني لبايرن التغيير من خططه وإدخال أفكار جديدة بشكل متواصل، وهذا ما أدى في بعض الأحوال إلى إحداث نوع من عدم الثقة لدى بعض اللاعبين. وإذا ظهر اليوم بايرن متشبثا بمدربه الإسباني مستبعدا أية فرضية من انتقاله الموسم القادم إلى نادٍ آخر، فإنه من المؤكد أنه يقف الآن أمام ضرورة إعادة النظر في تشكيلته الحالية، خاصة وأن المال لا يشكل أدنى مشكلة بعد أن أعلن رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه استعداد الفريق لإنفاق مائة مليون يورو لتعزيز صفوفه.

أول الملفات، التي تؤرق بايرن حاليا، تتعلق بمستقبل أربعة لاعبين، ومدى جدوى بقائهم أساسيين:

تشابي ألونسو: انتقل نهاية الموسم الماضي لبايرن بقيمة عشرة ملايين يورو وبموجب عقد إلى غاية 2016. وعقدت الصفقة بناءً على رغبة مواطنه بيب غوارديولا. يتميز اللاعب بدقة هائلة في تمرير الكرة وفي منح اللعب الإيقاع المطلوب، كما أنه حلقة الوصل أمام رباعي الدفاع. وفي المقابل، تصدر عن ألونسو أخطاء وهفوات كثيرة في حال تعرضه للضغط. قدم الإسباني المخضرم أداء جيدا في النصف الأول من الموسم، ليتراجع بحدة خاصة في الأدوار الحاسمة لدوري الأبطال كما حدث في ذهاب ربع النهائي الذي فاز فيه بورتو البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف. ملامح التعب والإرهاق ظهرت بقوة على اللاعب البالغ من العمر 33 عاما، ما أدى إلى تراجع وتيرة أدائه.

مهدي بنعطية: 26 مليون يورو دفعها بايرن للاستفادة من خدمات المدافع المغربي، في صفقة يراها البعض أنها لم تكن ناجعة. أبدى بنعطية قوة في حسم النزالات الثنائية والضربات الرأسية، لكنه أيضا قام بارتكاب أخطاء مصيرية أمام برشلونة كانت سببا بأن يواجه وابلا من الانتقادات. وقد يواجه بنعطية خطر العودة إلى دكة البدلاء في حال تعافي الألماني هولغر بادشتوبر العائد من الإصابة.

دانته: المدافع البرازيلي متهم بالتسبب بالأهداف العكسية، وهناك جدل حول مدى صحة هذه الانتقادات. لكن المؤكد هو أن مستوى دانته تراجع بشكل كبير في الموسم مقارنة بسابقه، والسبب يعود إلى تجربته الكارثية التي مر بها هو وزملاؤه في منتخب بلاده أثناء مباراة الفريق أمام بطل العالم، المنتخب الألماني، والتي تكبد فيها راقصو السامبا خسارة تاريخية بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم.

ماريو غوتسه: لعله الملف الأكثر جدلا بالنسبة لغوارديولا. فبعد تصريحات القيصر بيكنباور، التي اعتبر فيها غوتسه "طفلاً لم ينضج"، دافع غوارديولا عن المهاجم الألماني باستماتة للرد على تلك التصريحات ومشددا قبيل إياب نصف نهائي الأبطال على موهبته وإمكانياته الكبيرة. لكن غوارديولا لم يدخل غوتسه مباراة برشلونة إلا في الدقائق الثلاث الأخيرة من عمرها، ما يعد انتقاصا كبيرا من شأن اللاعب صاحب هدف كأس العالم.

ويواجه غوارديولا اتهامات من قبل الصحافة الألمانية بأنه في طريقه إلى قتل موهبة هجومية فذة، في وقت تشدد إدارة بايرن ميونيخ سواء عبر رئيس النادي كارل هاينز رومنيغيه أو مدير الكرة ماتياس زامر على أهمية غوتسه بالنسبة للفريق. ومن هذه الزاوية يتوجب على النادي تحديد سياسته عبر منح اللاعب فرصا أكبر لإثبات قدراته، أو إطلاق سراحه لصقل موهبته في مكان آخر. وهذا مطلب يتماشي بالدرجة الأولى مع ما ينتظره الإتحاد الألماني لكرة القدم، لكون غوتسه من بين أهم الأوراق التي يراهن عليها يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني.

Email