ألمانيا بانتظار بوريس بيكر جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما اعتبرت ألمانيا رائدة في رياضة التنس بفضل المعجزتين بوريس بيكر وشتيفي غراف، لكن وبعد أن ذهب الجيل القديم لم يعد هناك أثر للاعبين الألمان خاصة الرجال منهم، فإلى متى ستنتظر ألمانيا موهبتها القادمة في هذه الرياضة؟

تعيش كرة المضرب الألمانية أسوء فتراتها منذ أزيد من قرن كامل. فلدى الرجال غابت جميع أسماء الألمان عن قائمة التنصنيف العالمي، عدا اسم أو اثنين على غرار بنيامين بيكر 34 عاماً، ويان ليناغرد ستروف 24 عاماً وميشا سفيريف 27 عاماً. وجميع هؤلاء أخفقوا في التأهل إلى الأدوار النهائية لأي مسابقة دولية في المواسم الأخيرة. أما لدى السيدات، فإن الأمر يختلف. والفضل يعود بالأساس إلى زبينه ليزيسكي، التي أعادت الألمانيات إلى نهائي دورة ويمبلدون على الأقل حين تأهلت في موسم 2013.

ويمكن تلخيص الوضع القائم بالإشارة إلى أنه ومنذ العصر الذهبي لبوريس بيكر وميشائيل شتيش، تهاوى نجم الألمان في سماء التنس. ويعود السبب الأول إلى المال، حسب سوزان كريمي، مديرة الكرة بنادي روت-فايس لكرة المضرب بكولونيا. وفي حوار مع موقع شبيغل أونلاين الألماني في أبريل/نيسان الماضي يطالب اللاعبون الألمان بأضعاف الأجور التي يطالب بها باقي اللاعبين، ما يجعل الأندية تركز على لاعبين من خارج ألمانيا للتعاقد معهم. وهذا ما يفسر أيضا كيف أن نادي المتحدثة يضم محترفين من إيطاليا (ماركو بيدريني)، ومن السويد (فيليب بربيك) وفرنسا (بونوا بير). وعلى مستوى الناشئين يفضل أيضاً التعاقد مع الأجانب على زملائهم المحليين.

الاتحاد الألماني لكرة المضرب "المسؤول" الأول

يضاف إلى ذلك أن نفقات الاستعدادات للبطولة الجارية تكلف لاعب التنس الألماني نحو 700 يورو شهرياً، ونصف هذا المبلغ فقط يحتاجه زميله في إسبانيا لمواصلة تدريباته ويساعده في ذلك الطقس الجميل، الذي يعفيه من دفع نفقات القاعات المغطاة لتجنب الأمطار. ولا يخفى على الجميع النجاحات التي حققتها إسبانيا في هذا المجال، فيكفي أنها فازت للعام السابع على التوالي ببطولة ديفيس للتنس.

بيد أن السبب الحقيقي يعود حسب محترفين سابقين إلى الاتحاد الألماني لكرة المضرب نفسه، الذي قلص الميزانيات المخصصة لدعم وتربية الناشئين، وليس هذا فقط بل ذهب اللاعب السابق مارك-كيفين غولنر في حوار صحفي إلى اتهام الاتحاد بأنه شاهد على اختفاء بطولات عديدة "دون أن يحرك ساكناً". حتى بوريس بيكر نفسه يحمل الاتحاد مسؤولية غياب الألمان عن المنافسة الدولية للرجال تحديداً، موضحاً أنه ولسنوات يفتقد "لمسة وجهود الاتحاد في هذا المجال".

وفي سبعينات القرن الماضي كانت ألمانيا تخصص مبلغ 50 إلى 70 ألف مارك لللاعب الواحد حتى يتمكن من الاستعداد للبطولات الدولية، وأمام تملص المؤسسة الرسمية من القيام بمهامها، يجد اللاعب الناشئ نفسه مجبراً على اتخاذ القرار بين الاحتراف والمجازفة وبين العدول عن حلمه في أن يصبح نجم تنس عالمياً.

مثال على ذلك اللاعب ألكسندر سفيريف (18 عاماً)، الأخ الأصغر لميشا سفيريف، الذي ترك المدرسة من أجل احتراف التنس، وبفضل جهوده الشخصية فاز بدورة أستراليا المفتوحة للناشئين. وقد انطلق من المركز 665 في الترتيب العالمي ليصل إلى المركز 161 بعد أن تأهل إلى نهائي دورة هامبورغ الدولية وهزم عدداً من اللاعبين المصنفين ضمن المائة الأوائل في الترتيب العالمي. حالياً تُعلّق آمال محبي التنس على ألكسنار سفيريف لعله يعيد لهذه الرياضة شعبيتها في ألمانيا بعد أن ضاق صبر الجمهور من مشاهدة خلف لبوريس بيكر على ملعب ويمبلدن.

Email