ليفاندوفسكي مقنَّعا - ورقة بايرن الأخيرة أمام برشلونة؟

مع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة بين بايرن ميونيخ وبرشلونة ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، تزداد التكهنات حول مشاركة نجم بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي في هذه المباراة بعد تعرضه لكسر في الأنف والفك العلوي للفم.

"مستعد للتحدي المقبل"، بهذه العبارة علق لاعب بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي على صورته التي نشرها على موقع توتير، والتي يظهر فيها بقناع واق على وجهه. قد تكون هذه العبارة مؤشرا واضحا على جاهزية نجم بايرن ميونيخ للمشاركة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة الإسباني الأربعاء المقبل. وكان الدولي البولندي قد تعرض لإصابة خطيرة في نصف نهائي كأس ألمانيا أمام دورتموند حيث أصيب بكسر في عظام الأنف والوجنة مما جعل الشكوك تحوم حول مشاركته في نصف نهائي أبطال أوروبا.

وتتضارب الأنباء القادمة من القلعة البافارية حول مدى جاهزية ليفاندوفسكي لموقعة برشلونة. فبينما أكد رئيس النادي كارل هاينز رومينغه في وقت سابق أن هداف بايرن سيتمكن من المشاركة أمام برشلونة بعد حصوله على قناع واق، شكك بالمقابل المدير الرياضي بالفريق، ماتياس زامر في مدى جاهزية ليفاندوفسكي لهذه المباراة. وقال في حوار مع برنامج "شبورت شاو" الذي تقدمه القناة الألمانية الثانية، "هذا الأمر يقرره الأطباء واللاعب وأيضا نوعية القناع. لكن الأكيد الآن هو أن أي لاعب مهما كانت أهميته لا يجب أن يتم تعريض صحته للخطر".

مستشار ليفاندوفسكي، سيزاري كونشارسكي يؤيد أيضا ما ذهب إليه زامر، وقال في حوار مع قناة يوروشبورت "أنصح ليفاندوفسكي بعدم المشاركة في مباراة برشلونة في حالة وجود خطر". وأضاف كونشارسكي "حتى ولو أعطى الأطباء الضوء الأخضر لليفاندوفسكي للمشاركة في المباراة، فلا يوجد هناك ضمان بخصوص تأقلمه مع القناع".

غوارديولا لم يحسم بعد في مشاركة ليفاندوفسكي

من جهته لم يحدد المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ ، بيب غوارديولا ما إذا كان هدافه سيشارك في مباراة برشلونة أم لا. فقبل مباراة بايرن أمام ليفركوزن السبت الماضي ضمن الدوري الألماني، قال غوارديولا "لا أعرف هل سيشارك ليفاندوفسكي أم لا. سنرى وسننتظر كيف ستكون حالته الاثنين والثلاثاء". وتابع غواريولا في حوار مع صحيفة "تاغيستسايتونغ" الألمانية بأن الأيام الأولى من الإصابة كانت مؤلمة بالنسبة لليفاندوفسكي لكن حالة اللاعب تحسنت كثيرا بعد ذلك.

بيد أن طبيب الأسنان ميلان ميخاليدس اعتبر أن إشراك ليفاندوفسكي في مباراة الأربعاء المقبل أمام برشلونة " أمر غير مسؤول"، إذا تأكد فعلا تعرض اللاعب لكسر في الفك العلوى للفم. واعتبر الطبيب الذي يشرف على لاعبي فريق بريمن أن كل شخص يتعرض لمثل هذه الإصابة يحتاج لستة أسابيع من الراحة حتى يستعيد عافيته. لكنه يعتقد أن ليفاندوفسكي لم يتعرض لكسر في الفك وإنما لشقوق فقط لأن كسر الفك العلوى للفم، حسب الطبيب، لا يحدث إلا في الاصطدامات القوية كتلك الناجمة عن حوادث السير واصطدام ليفاندوفسكي بحارس دورتموند لم يكن بمثل هذه القوة. رغم ذلك يؤكد ميخاليدس على صعوبة تحديد نوعية الإصابة التي تعرض لها ليفاندوفسكي بشكل دقيق.

ويحذر الطبيب من أن العودة المبكرة للاعب إلى أرضية الملعب قد تكون لها عواقب وخيمة. وقال بهذا الخصوص " بسبب الكسر الموجود في الأنف والوجنة يصبح وجه ليفاندوفسكي غير قادر على تحمل الضغط. وفي حالة الصراع على الكرة بالرأس قد تنزلق عظام الفك من مكانها وإذا حدث ذلك فإن اللاعب سيظل يعاني من هذا الأمر طيلة حياته".

ليفاندوفسكي يشارك في التدريبات بالقناع

وفي ظل هذا التضارب الحاصل حول مدى جاهزية ليفاندوفسكي للمشاركة في مباراة برشلونة، فإن آخر الأنباء القادمة من محيط بايرن ميونيخ أفادت أن الهداف البولندي شارك في التدريبات التي خاضاها فريقه في ميونيخ قبل السفر إلى برشلونة. وأنه كان يرتدي قناعا واقيا.

ويعول بايرن ميونيخ كثيرا على هدافه البولندي لتحقيق نتيجة إيجابية في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. و تمكن ليفاندوسكي لحد الآن من تسجيل 5 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم ليتصدر قائمة هدافين بايرن في هذه المسابقة بعد توماس مولر الذي يملك 6 أهداف في رصيده. كما يحتل ليفاندوفسكي أيضا المركز الثالث في قائمة الهدافين في البونديسليغا بـ 16 هدافا.

ويعاني بايرن ميونيخ قبل مواجهة برشلونة من غيابات كثيرة في صفوفه أهمها غياب آريين روبن وفرانك ريبيري. لذلك يسعى الفريق البافاري جاهداً لكي لا يخسر خدمات ليفاندوفسكي هو الآخر في تلك المباراة.

لكن إذا ارتأى الطاقم الفني فعلاً عدم المغامرة باللاعب البولندي خوفاً على صحته، فإن الدفع بماريو غوتسه كأساسي في هذه المباراة سيكون إحدى الخيارات المطروحة أمام المدير الفني بيب غوارديولا. وبذلك سيشغل غوتسه مكان توماس مولر على الأطراف، في حين يتحول مولر إلى رأس حربة وهو المكان الذي يلعب فيه ليفاندوفسكي.

فهذه من الناحية النظرية إحدى الحلول التي يمكن لغوارديولا تعويض بها غياب اللاعب البولندي، لكن مدى نجاعة هذا الحل، يبقى رهيناً بالمستوى الذي سيقدمه غوتسه إذا قرر غوارديولا إشراكه بدلاً عن ليفاندوفسكي.