سباعية البايرن.. قوة في الأداء أم ضعف الخصوم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد فوز فريق بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا على دونيتسك الأوكراني بسبعة أهداف، وفوزه من قبل في الدوري الألماني بفارق أهداف كبير أيضا، يطرح المراقبون الرياضيون السؤال التالي: هل أصبح بايرن ميونخ فعلا قوة لا تَهزم؟

سبعة أهداف في مرمى المنافس الأوكراني في بطولة دوري أبطال أوروبا (شامبيونزليغ) وفي الدوري الألماني (بوندسليغا) 8 أهداف نظيفة في مرمى هامبورغ و6 أهداف في مرمى بادبورن و4 أهداف في شباك كولونيا. القوة الهجومية لبايرن ميونخ في البطولات الأوروبية والمحلية ملفتة للنظر. في الشامبيونزليغ هذا الموسم أيضا هزم فريق روما محرزاً 7 أهداف في ملعبه بالعاصمة الإيطالية.

وفي البوندسليغا أحرز حتى الآن 66 هدفا مقابل 11 هدفا سكنت شباكه، والفارق 55 هدفا يفوق مجموع الأهداف التي أحرزها وصيفه المنافس فريق فولفسبورغ (أحرز 53 هدفا ودخل مرماه 28)، فهل ترجع هذه النتائج إلى قوة بايرن ميونخ أم إلى ضعف خصومه؟

أسباب قوة بايرن ميونخ

لم تظهر قوة بايرن ميونخ هذا الموسم فقط. إذ هو ومنذ سنوات، الفريق الألماني الأعرق وصاحب الأرقام القياسية في عدد المرات التي فاز فيها بدرع الدوري الألماني أو في مسابقة كأس ألمانيا أو حتى الشامبيونزليغ، البطولة التي حمل لقبها آخر مرة في موسم 2013. وهو دائما في البطولة الأوروبية في المربع الذهبي، أي بين أفضل 4 فرق.

وهو مرشح في الموسم الحالي للفوز ببطولة البوندسليغا، ومتقدم حاليا على منافسه فولفوسبورغ بـ11 نقطة. كما أنه بلغ الدور ربع النهائي في مسابقة كأس ألمانيا وفي الشامبيونزليغ أيضا. ولديه طموحات أن يحقق في الموسم الحالي ما يسمى بالثلاثية: أي بطولة الدوري الألماني وبطولة الشامبيونزليغ وكأس ألمانيا.

وفرة باللاعبين

تعد الإدارة الخبيرة من من ضمن أسباب قوة بايرن ميونخ، فرئيس شرف النادي هو بكنباور القيصر- بطل العالم لاعبا 1974 ومدربا عام1990- ورئيس النادي رومينغيه، واحد من أبرز اللاعبين العالميين في زمانه، ومدير شؤون الكرة ماتياس زامر، كابتن منتخب ألمانيا سابقاً والحاصل على الشامبيونزليغ أيضا يوم كان لاعباً في بروسيا دورتموند. ومن مميزات زامر كلاعب وكمدرب عناده وإصراره على الفوز وعدم رضاه بالمستوى المهزوز أو المتهاون.

وهذه أيضا ميزة المدرب الخبير بيب غوارديولا، فهو من الراغبين في الفوز دائما، لا يتابع المباراة وهو جالس على كرسيه، بل يظل واقفاً قرب الخط ولا يكفّ عن توجيه اللاعبين طوال المباراة. وهوأيضا الذي عايش أمجاد فريق برشلونة الإسباني، بل وكان مساهما في صنعها لاعباً ومدرباً. وفي الموسم الماضي حقق الفريق البافاري بإشرافه الثنائية (دوري وكأس) وأفلتت منه الشامبيونزليغ بعد الخسارة أمام ريال مدريد في الدور نصف النهائي بسبب خطأ تكتيكي ارتكبه غوارديولاو"غلطة الشاطر بألف".

سبب آخر لقوة الفريق البافاري: اللاعبون الموهوبون جدا في الفريق، وعلى رأسهم ريبري وروبن، وحدهما يصنعان الفارق أمام الفريق الخصم. إضافة إلى وجود تشكيلة كبيرة تسمح للمدرب بتعويض غياب اللاعبين الموهوبين المصابين، ففي خط الدفاع مثلا لديه بواتينغ ودانتي والمغربي المهدي بن عطية وبادشتوبر، كلهم في مستوى عال. هذه الوفرة تسمح للمدرب بتغيير اللاعبين بين مباراة وأخرى حسب مقتضيات المباراة.

أحوال الخصوم

ما حدث للفريق الأوكراني في آخر مباراة في الشامبيونزليغ ومن قبله فريق روما هو الانهيار المفاجئ وحلول اليأس المبكر، مشهد يذكر تماما لما حدث مع منتخب البرازيل في كأس العالم 2014 في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الألماني (وكان المنتخب الألماني يضم 7 لاعبين من بايرن ميونخ من أصل 11).

وبايرن ميونخ المتماسك يصعّب مهمة الخصم. صحيح أنه لعب أمام الفريق الأوكراني بـ11 لاعبا مقابل 10، لكن باريس سان جيرمان تعادل بـ10 لاعبين مع تشلسي اللاعب بـ11 لاعبا وفي ملعبه أمس أيضا.

شبه المؤكد أن بايرن ميونخ يمكن أن يفوز بالبوندسليغا، أما الفوز بكأس ألمانيا والشامبيونزليغ فهو أمر ممكن أيضا، ولا يمكن تأكيده بوجود منافسين أقوياء.

Email