زيارة نتانياهو تُقَسِم الطبقة السياسية في واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل دعم إسرائيل إحدى الركائز في السياسة الخارجية الأمريكية. إلا أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن تضع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على المحك في ظل العلاقة المتوترة أصلا مع البيت الأبيض.

رغم أن تقديم الدعم لإسرائيل يشكل إحدى ركائز السياسة الخارجية الأمريكية، إلا أن زيارة نتانياهوالحالية لواشنطن، تزيد من توتر علاقة نتانياهومع البيت الأبيض.

عادة يتم استقبال زعماء إسرائيل بحفاوة بالغة من طرف النواب الأمريكيين في واشنطن. وحين خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهواعضاء الكونغرس عام 2011، وقف له نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي 29 مرة وصفقوا له.

لكن الأمر يختلف هذه المرة. أكثر من عشرة أعضاء في الكونغرس، غالبيتهم من الديمقراطيين، قرروا مقاطعة خطاب نتانياهوالثالث أمام الكونغرس. جو بايدن، ونائب الرئيس الأمريكي يغادر إلى جنوب أمريكا وباراك أوباما يرفض استقبال نتينياهو.

بدأ الجدل في مطلع شهر كانون الثاني/يناير حين دعا جون بونر، الناطق باسم مجلس النواب، نتانياهو للحديث أمام الكونغرس عن "التهديدات الخطيرة، التي يشكلها التطرف الإسلامي وإيران على أمننا وطريقتنا في الحياة". بونر لم ينسق هذه الدعوة مع البيت الأبيض وقال إن أوباما لم يول الأصولية الإسلامية اهتماما كافيا في خطاب الأمة ونتانياهو يمكنه سد هذه الثغرات.

ضرر بالعلاقات

بعض قادة الديمقراطيين استاؤوا من هذا الموقف خاصة وأن خطاب نتانياهو يأتي قبيل الانتخابات الإسرائيلية. لذا تحدثت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي، عن "انحياز" في الدعوة وقالت إنها "مضرة" بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ويقول ويليام كواندت لـ DW، والذي كان عضوا في مجلس الأمن القومي في عهدي نيكسون وكارتر، إن "الجدال يدور حول ما إذا كان بونر قد أقدم على هذه الدعوة عن عمد وكمناورة سياسية لوضع الديمقراطيين في موقف دفاعي". ويضيف: "إذا قاطع الديمقراطيون خطاب نتانياهو فإنهم سيبدون كمنتقدين لإسرائيل، وإذا حضروا الخطاب، فإنهم سيضفون الشرعية على حدث سيتضمن بدون شك انتقاداً لحكومة أوباما". وحسب استطلاع للرأي لقناة سي إن إن، يعتقد 63 بالمائة من الأمريكيين أن بونر قد أخطأ بدعوة نتانياهو.

ويتزامن خطاب نتانياهومع مرور المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في مرحلة حرجة. وتسعى حكومة أوباما إلى التوصل لاتفاق إطار مع طهران قبل نهاية الشهر الجاري. أما نتانياهو، والذي يرى في المساعي الأمريكية لتحسين العلاقة مع إيران خطراً على أمن إسرائيل، فقد انتقد هذه المفاوضات أكثر من مرة علناً.

"مهووس بموضوع إيران"

ويقول كواندت إن دولا كالمملكة العربية السعودية وإسرائيل تخشى أن تكون الاتفاقية النووية بداية لعلاقة تتسم بالتعاون بين أمريكا وإيران. "نتانياهومهووس بموضوع إيران. وهو يقول، إن الموضوع من الأهمية بحيث يستحق أن يحضر الآن إلى الولايات المتحدة ودق ناقوس الخطر"، يوضح كواندت. لكن البعض يعتقد أن نتانياهو يميل إلى المبالغة السياسية. في عام 2012 ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ادعى فيه أن إيران تحتاج إلى سنة واحدة فقط لامتلاك سلاح نووي. أما جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد فلم يشاطر نتانياهوهذا الرأي. طهران "لا تفعل ما هو ضروري لإنتاج سلاح نووي"، كما جاء في وثائق الموساد، التي تم تسريبها إلى صحيفة الغارديان البريطانية وقناة الجزيرة القطرية.

حملة نتانياهو ضد مفاوضات واشنطن مع طهران أثقلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المتوترة أصلا بسبب بناء المستوطنات اليهودية وحرب إسرائيل على غزة في الصيف الماضي. وقد اتهم أعضاء في حكومة أوباما بأن نتانياهو سرب معلومات سرية لإضعاف موقف واشنطن أمام طهران. وحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن البيت الأبيض قد فرض قيوداً على تبادل المعلومات مع إسرائيل.

Email