الممثلة السورية سمر سامي: أزمة السينما السورية تكمن في التوزيع والانتشار

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خيارات الفنانة السورية الكثير من الخصوصية والتميز خاصة وأنها من جيل فني اعتاد تقديم الأدوار الهامة خلال مسيرته الفنية والابداعية ولهذا السبب تحرص سمر سامي دائما على تقديم خصوصيتها وتميزها في مجال التمثيل من خلال ادوار تترك الانطباع المؤثر لدى الجمهور العربي الواسع. ولعل الجميع مازال يتذكر حتى الآن دورها في فيلم كومبارس للمخرج نبيل المالح ودورها في مسلسل الزير سالم مع المخرج حاتم علي هذا بالاضافة الى ادوارها المتعددة عبر سنوات عمرها الفني.التقينا الفنانة السورية سمر سامي وأجرينا معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن الكثير من الأمور الفنية بالاضافة الى التطرق الى اعمالها وادوارها الدرامية المختلفة. ـ الجميع يتساءل عن كيفية اختيارك لأدوارك الدرامية هل هناك شروط معينة ترينها ضرورية في هذا الخصوص؟ ـ ليست شروطا معينة بقدر ما هي اشياء يفترض تواجدها في العمل الفني بشكل طبيعي فعلى سبيل المثال لا يمكنني المشاركة في عمل لست مقتنعة به من الناحية الدرامية او الاخراجية واقصد بها الناحية الدرامية السيناريو المكتوب وطريقة المعالجة والشخصيات المشاركة فيه كذلك الامر بالنسبة للاسلوب الاخراجي المتبع والرؤية العامة للمخرج في تعامله مع هذا النص. ـ وهل من الممكن ان تعتذرين عن دور لست مقتنعة بفكرة عمله الأساسي؟ حتى لو كان هذا الدور ملفتا؟ ـ بالتأكيد وقد حدث هذا الامر مرارا خاصة وانني كثيرا ما اعجب الى حد ما بشخصية درامية اذا لم اكن قد قدمتها من قبل وعندما اطلب السيناريو كاملا اشعر ان هذا العمل لا يمكني المشاركة فيه لأنه يحقق شروط النجاح والتميزوشخصية درامية ناجحة لا تعني ابدا انه يمكن الاعتماد على ذلك. ـ ولهذا السبب انت مقلة في مشاركتك الدرامية؟ ـ لا اعتبر نفسي مقلة في هذا المجال وذلك حسب ما أراه مناسبا لي من أدوار وشخصيات ولا يعني تقديمي لعمل واحد او اثنين في السنة الواحدة انني مقلة لكن للاسف اصبحت ظاهرة عمل الممثل في اكثر من دور في العام مسألة مفروغ منها حيث تجد الممثل أو الممثلة الفلانية تشارك في عشرة أعمال على مدار السنة من دون ان تقدم هذه الأدوار شيئا للجمهور الذي اصبح يمل بسرعة من الادوار والشخصيات المكررة. ـ لكن الكثير من هؤلاء الفنانين يتحدثون عن أزمة العمل الدرامي؟ ـ في الحقيقة لا توجد أية مشاكل في الدراما السورية تتعلق بآلية العمل الدرامي والدليل على ذلك ان جميع المخرجين السوريين منهمكين حاليا في تقديم اعمالهم المتنوعة ما بين الكوميدي والدرامي بأنواعهما المختلفة كذلك الممثلين الذين لا يجد أغلبهم الوقت الكافي للراحة المسألة باعتقادي انها تحتاج لبعض التنظيم حتى لا يشعر الجمهور بوجود أزمة حقيقية فعلا. ـ في زحمة الاعمال الفنية ايهما تفضلين الادوار الكوميدية أم التراجيدية؟ ـ بالنسبة لي ابحث دائما عن الخصوصية والتميز في الدور الذي اقدمه سواء كان هذا الدور كوميديا أم تراجيديا لكنني في المحصلة لا افضل في الفترة الراهنة المشاركة في الاعمال الكوميدية الرائجة والتي يغلب على اكثرها طابع التهريج والمبالغة اكثر من الكوميديا الحقيقية وقد كانت لي تجربة مع الاستاذ حاتم علي في مسلسل «الفصول الاربعة» حيث يمكنني القول انني كنت سعيدة بالمشاركة في هذا العمل كضيفة في احدى الحلقات حيث قدمت دورا أنا راضية عنه كل الرضى. ـ ما دمت ذكرت حاتم علي هل هناك خصوصية فنية تجمعك به؟ ـ ان كنت تقصد مشاركتي في اعماله الاخراجية بشكل ملفت كما في مسلسل «سفر» و«الزير سالم» و«الفصول الاربعة» فاعتقد ان ملاحظتك صحيحة في هذا المجال فان حاتم علي فنان موهوب ومخرج متمكن من أدواته الاخراجية والفنية وقد استطاع خلال فترة زمنية معقولة تحقيق بصمته الخاصة في مجال الاخراج التلفزيوني كما حقق في السابق حضورا ملفتا سواء كممثل ناجح او كمخرج مسرحي وكاتب دراما جيد ولهذا السبب اشعر دائما ان حاتم يعرف كيف يختار أعماله بعناية كبيرة كذلك الممثلين المشاركين في اعماله وعندما يطلب مني المشاركة أكون على ثقة لأنه اختار لي لاحدى الشخصيات النسائية الملفتة في حضورها الانساني والابداعي. ـ كما في شخصية «جفرا» في مسلسل «سفر»؟ ـ تماما فهذه الشخصية القوية وصاحبة النفوذ القوى على ابنائها والتي تستلم زمام الامور وتقود أولادها بجدارة في تلك الفترة المحرجة التي يتحدث عنها العمل وهي فترة الاحتلال العثماني لبلاد الشام ومع ذلك نجدها في النهاية تضعف امام الكثير من الحوادث والظروف كابتعاد ابنها عبدالعال عنها وتشتت شمل العائلة وباعتقادي ان هذه الشخصية تمتلك الكثير من القوة والانسانية في آن واحد ولهذا نجحت في تقديمها بشكل متوازن بعيدا عن الطرح المبالغ فيه. ـ هل كان الامر كذلك في مسلسل «الزير سالم»؟ ـ بالتأكيد خاصة وان العمل فيه الكثير من الاحداث والشخصيات المشاركة كما يغلب عليه الطابع الرجولي على اعتبار ان فكرة العمل الاساسية تعتمد على هذه الحبكة ومن الطبيعي ان يكون دور المرأة محدودا بعض الشيء لكنني مع ذلك كنت على يقين وبعد قراءتي لسيناريو العمل ان مساحة أدوار المرأة فيه مهمة وجيدة وبالفعل حققت الكثير من الشخصيات النسائية الحضور الجيد الى جانب الشخصيات الرجالية الاساسية كما استطاع حاتم علي الانتباه الى هذه الناحية ببراعة فلم يطغى جانب على حساب جانب آخر. ـ لو انتقلنا للحديث عن السينما لم نرك بعد فيلم كومبارس لنبيل المالح فما السب في ذلك؟ ـ هذا السؤال على بساطته ومشروعيته فانه يخفي الكثير من الالم على عدم وجود انتاج سينمائي كبير في سوريا بعد ان حققت الدراما التلفزيونية الكثير من النجاحات على المستوى العربي وهذا دليل على ان الأزمة الأساسية تتمثل في كيفية وصول المادة الدرامية وليس في كيفية تقديمها للجمهور. ففي التلفزيون انتشرت الدراما السورية بفضل وجود المحطات الفضائية التي عرفت المشاهد العربي من المحيط الى الخليج على هذه الدراما بعد ان كانت معروفة بشكل جيد لدى الجمهور المحلي، وقد كان لا ينقصها سوى الوسيلة الاعلامية القادرة على ايصالها لأكبر عدد ممكن من الجمهور، كذلك الأمر بالنسبة للسينما السورية التي حققت الحضور النوعي الجيد على الصعيد المحلي والاقليمي ونالت الكثير من الأفلام السورية على قلتها جوائز جيدة مقارنة بتجارب سينمائية عريقة لكن السينما السورية لم تجد الوسيلة التي تقدم فيها بشكل جيد وصحيح ان الحديث الدائم عن أزمة توزيع الأفلام السينمائية وابتعاد الجمهور عن الفن السابع لحساب الشاشة الصغيرة وما الى هناك من أسباب اخرى تتعلق بصالات العرض وأسعار بطاقات الدخول وغيرها من المعوقات والأسباب الأخرى. وباعتقادي انه لو توفرت للسينما السورية آفاق جديدة للانتشار لاستطاعت تقديم العديد من الأعمال المتميزة لجمهور واع يقدر كثيراً التجارب الفنية الناجحة شكلاً ومضموناً. ـ أخيرا، هل انت راضية عما وصلت اليه؟ ـ في ظل الظروف الحالية أعتقد انني كذلك، خاصة وان جميع أدواري وأعمالي نالت الاستحسان من الجمهور، كما نالت المتابعة والنقد الموضوعي الجديد، لكن على صعيد الطموحات والآمال هناك دائماً فجوة أحاول دائماً تخطيها ورسم حدود مؤقتة لأحلامي حتى لا أصاب باليأس بعد هذه الفترة.. الحياة علمتني دائما أن أنتظر الخير منها، وأنا متفائلة دائماً في هذا المجال

Email