رغم غيابها عن الجمهور لفترة لا بأس بها إلا ان النجمة السورية سوزان نجم الدين استطاعت عبر أعمالها الفنية السابقة ان تصل إلى مرحلة كرست فيها حضورها الفني والمعنوي، في ذاكرة الجمهور العربي الذي أحب أعمالها وأدوارها السابقة في «نهاية رجل شجاع» و«أخوة التراب» و«الكواسر» وصولا إلى دورها الأخير في مسلسل «صلاح الدين الأيوبي» حيث قدمت شخصية تاريخية فيها الكثير من الحضور والتألق. واليوم تعود سوزان نجم الدين إلى الأضواء ومرة أخرى وبزخم مع عودة تعاونها مع أيمن زيدان الذي قدم معها مسلسلي «نهاية رجل شجاع» والجزء الأول من «أخوة التراب» بعدها ابتعد كل واحد منهما نحو ثماني سنوات ليعودا اليوم مع مسلسل «حنين» الذي يخرجه باسل الخطيب. ترى كيف تمت هذه العودة والتعاون الفني وهل ستقدم سوزان نجم الدين مع أيمن زيدان أجمل الثنائيات الدرامية مرة أخرى لنتابع الحوار: ـ كيف تحبين ان تقدمين دورك الأخير في مسلسل «حنين» مع أيمن زيدان بعد هذه الفترة الطويلة من الغياب الفني؟ ـ في البداية أحب ان أشير إلى أمر مهم طرحته في سؤالك وهو الغياب الفني فأنا لم أغب عن الجمهور طوال الفترة التي لم أعمل فيها مع الفنان أيمن زيدان والجميع تابع أعمالي في مسلسل «الكواسر» لنجدت أنزور وفي مسلسل «صلاح الدين الأيوبي» لحاتم علي كذلك في مسلسل «فرصة العمر» مع عزام فوق العادة، وكلها أعمال جيدة من حيث المضمون والشكل الفني وان اختلف الآراء حول هذه الأعمال اما بالنسبة لدوري في مسلسل «حنين» ففيه أقدم دور ممثلة ناشئة لديها مشاريعها وأحلامها التي تلتقي مع أحلام مخرج مسرحي عاد إلى الوطن بعد فترة غياب حيث تلتقي المشاعر والأحلام والمشاريع في توليفة وجدانية يغلب عليها الطابع الانساني الشفاف. ـ إلى أي مدى كنت مقتنعة بهذا الدور؟ ـ إلى درجة كبيرة خاصة وان فيه كما ذكرت جانباً انسانياً ووجدانياً قلما يتواجد في الشخصيات الدرامية بمثل هذه المساحة والحجم، ولا أبالغ إذا قلت لك انني في «حنين» شعرت بتوحدي مع هذه الشخصية لدرجة كبيرة وشعرت بالحزن لأنني لم أتسطع التعايش معها لفترة طويلة. ـ على هذا الأساس لم تواجهك صعوبات في تقديمها؟ ـ أبداً خاصة وانني قرأت السيناريو جيدا كما جلست لفترات طويلة مع باسل الخطيب وايمن زيدان نتدارس جوانب العمل المختلفة كما ان أجواء العمل والتصوير كانت مريحة للغاية خاصة وانه تم اختيار اماكن خلابة وطبيعية بعيدة عن أجواء الاستوديوهات والاماكن المغلقة. ـ ولو انه سؤال غير منطقي لكن أود سؤالك عنه ماذا لو فشل هذا العمل؟ ـ ضاحكة ـ ولماذا توقع الفشل وعدم النجاح لعمل توافرت فيه كثير من العناصر الفنية والانتاجية لتقديمه بأفضل صورة وطريقة ولا أحب ان استفيض في الحديث عن هذه الجوانب لأنني في النهاية ممثلة ويهمني جداً أن أكون مرتاحة في عملي لتقديم شخصية درامية مقتنعة بها لدرجة كبيرة حتى أستطيع التفاعل معها والوصول إلى داخلها بشكل سليم، وبالتالي اقناع المشاهد ـ المتلقي ـ لردود أفعالها وما تقوم به. ـ وهل كان الأمر كذلك في مسلسل فرصة العمر؟ ـ بالتأكيد وإلا ما كنت شاركت فيه منذ البداية، وان كنت تقصد الانتقادات التي راجت حول العمل فأنا ارى انها كانت متجنية في كثير من الأحيان كما انها لم تعط فرصة للحكم على العمل بشكل واقعي. وللعلم أقول «ان فرصة العمر كعمل درامي كوميدي لم يأخذ فرصته بعد من العرض بشكل جيد، كما انه لم ينل ما يستحق من النقد الصحفي والفني البناء». ـ ولهذا السبب كنت حادة في ردك على الانتقادات الصحفية؟ ـ بالعكس انا كنت واقعية لدرجة كبيرة ولا أبالغ ابدا حين اقول انه لاتوجد اقلام نقدية واعية تكتب النقد الفني بشكل سليم ومنطقي، فأغلب من يكتب النقد هم صحافيون بالاساس وهناك فرق كبير بين الصحافي والناقد وللأسف عندما يقوم صحفي بالكتابة النقدية فانه يرى الممثل من احدى زاويتين الاولى زاوية الصديق والمحب فيحاول تبرير ما يقدمه هذا الفنان من محاولته التنويع في ادواره وخياراته، اما الزواية الثانية فهي من منطلق العدو او المنافس فيقيم الدنيا ولا يقعدها وهو يلاحظ اخطاء هذا الفنان التي لا تغتفر وان كان ذلك من باب النقد لا اكثر واعتقد ان هذه هي مشكلة النقد في الوطن العربي كافة حيث لا نجد ناقدا فنيا موضوعيا الا فيما ندر وان حدث فلا تكاد مقالاته ورؤيته الموضوعية تساوي الكثير امام سيل المقالات والرؤى المتجنية في كثير من الاحيان. ـ وقد ذكرت النقد ما رأيك بما يثار حاليا من حروب اعلامية بين الفنانين السوريين عبر الصحف والمجالات العربية؟ ـ ما يحدث الان مهزلة فنية يجب الابتعاد عنها بأي طريقة لانها لا تقدم شيئا لا للفنان نفسه ولا للجمهور والفن الحقيقي والمستفيد الوحيد منها هي «الصحافة التجارية» او بعبارة ادق «الصحافة الصفراء» وهي بشكل او بآخر التي لا يهمها سوى الربح والمادة. ـ وهل تعتقدين ان المشاركين في هذه الملاسنات الاعلامية لا يدركون هذا الامر؟ ـ بالتأكيد وانا لا انكر ان هناك من يحب اشعال مثل هذه الحروب والمشاحنات لأسباب كثيرة وهنا لا يمكن الحكم على جميع الفنانين بسوء نية كما لا يمكن الحكم عليهم بنية حسنة حتى ولو كانوا اطرافا في هذه المشاحنات ولكنني هنا اريد ان اسأل سؤالا واحدا هل انتهت الدراما السورية عن تقديم اعمال راقية فكرياً وفنيا حتى يتجه القائمون عليها الى مثل هذه التصرفات؟ وهل نحن في وضع يسمح لنا بهذه التناحرات الفنية التي لا تقدم الا الصورة السلبية للمشاهد العادي الذي سيستغرب ويستهجن ما سيقرأ ويراه عن نجومه وممثليه الذين يتابع اعمالهم الفنية وهم بهذا الشكل من الحفاوة بالتعريض بأنفسهم امام الصحافة . وهل مازلت تعتقدين ان الممثل يجب ان يكون قدوة لمحبيه؟ ـ ليس قدوة بمعنى المثل ولكن على الاقل ان يحترم من يتابع اعماله ومشاريعه الفنية والابداعية وبرأيي ان الفنان لا ينفصل عن بيئته وسلوكه مهما كانت الاسباب ومن يحترم جمهوره ويحترم نفسه لا يقدم صورته وصورة الاخرين بهذا الشكل المهين حقيقة لابد من التوقف عن هذا التناحر الفني الذي لا يضيف لأحد اي قيمة او أهمية فنية تذكر ولندع اعمالنا وافعالنا الابداعية تقيمنا امام الجمهور وامام الفن الحقيقي المبدع الذي يحمل في مضمونه قيم الخير والجمال والابداع. ـ لو عدنا الى اعمالك الفنية ماذا ستقدمين بعد «حنين»؟ ـ هناك عمل درامي ضخم تجري التحضيرات الاولية له هذه الفترة ويحمل اسم «هولاكو» عن نص للكاتب د. رياض عصمت واخراج باسل الخطيب وبطولة ايمن زيدان مع مجموعة من النجوم والممثلين من سوريا ولبنان وبلدان عربية اخرى وبالنسبة لي سأقدم احدى الشخصيات النسائية الرئيسية في هذا المسلسل الى جانب الفنانتين نورمان اسعد وامانة والي. ـ وما الذي يمكن اضافته دراميا لشخصية معروفة كـ «هولاكو»؟ ـ ليس المهم في العمل الفني اضافة اشياء ايجابية او سلبية عن شخصية او حدث ما بقدر ما يقدم هذا العمل من رؤية قد تكون بمثابة فكرة او عبرة او استخلاص نتائج واعادة ترتيب امور واشياء راهنة، «هولاكو» شخصية تاريخية معروفة بقسوتها لكن هناك الكثير من الجوانب الخفية التي لايعرفها الناس عن هذه الشخصية والتي سيحاول هذا العمل الاقتراب منها وليس اعادة اكتشافها من جديد. دمشق ـ شفيق سليمان