الممثلة الجزائرية ابتسام جوادي : «رشيدة» نموذج التحدي وأنا مثلها!

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان 2: تعتبر الممثلة الجزائرية الشابة ابتسام جوادي نفسها محظوظة جدا لأن أبواب مهرجان كان فتحت أمامها من أول خطوة خطتها في عالم السينما من خلال فيلم «رشيدة»، للمخرجة الجزائرية يمينة شويخ، فالنجمة الواعدة ابتسام لاتزال طالبة في قسم التمثيل بالمعهد الوطني العالي للفنون المسرحية ببرج الكيفان في الجزائر العاصمة، ولا غرابة في أن تسند لها البطولة في هذا العمل لأن «ابن الإوز عوّام» كما يقول المثل الشعبي. فابتسام هي بنت الشاعر الجزائري المعروف سليمان جوادي الذي غنى أشعاره ألمع المطربين الجزائريين مثل زكية محمد والهادي رجب وغيرهما، كما كتب العديد من الأوبيرات أحدثها أوبريت «حرر قدسك» والذي صدح به كوكبة من المغنين الجزائريين تضامنا مع فلسطين. وكشفت ابتسام أنها أرجأت اتخاذ أي قرار في المجال الفني الى ما بعد فعاليات مهرجان كان الذي تعلق عليه آمالا كبيرة، وهي إن كانت تؤمن أن شكلها الجميل كان وراء ظفرها بالدور إلا أنها مقتنعة أيضا بأن التمثيل موهبة وجدية في العمل كما يتضح في حوارنا التالي معها: ـ هل كنت تتوقعين لفيلم «رشيدة» هذا التألق والمشاركة في مهرجان كبير بحجم مهرجان كان؟ ـ صراحة لم أكن أنتظر هذه المشاركة في مهرجان من هذا النوع، فقد جاءتني الفرصة بعد النجاح في اختبار الفوز بدور البطولة في هذا الفيلم وفرحت بذلك كثيرا وأي ممثلة في البدايات مثلي ستفرح بذلك الانجاز، وكان همي أن أكون عند حسن ظن المخرجة الكبيرة يمينة شويخ، وأن أجسد الدور باقتدار. ـ كيف وجدت شخصية رشيدة و هل هناك خطوط تشابه بينك وبينها؟ ـ ما أعجبني في دور «رشيدة» هو إصرارها وتعلقها بالحياة، فهي امرأة تؤمن بالتحدي. والحياة عندها كفاح من أجل اثبات الوجود، وهنا نقاط التشابه بيني وبينها. ورشيدة نموذج للمرأة الجزائرية التي عانت من ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، تعمل مدرسة بالجزائر العاصمة فتهددها الجماعات المسلحة ولذا تقرر التنقل الى الريف بحثا عن الأمن لكن تجد انها ليست بمنأى عن خطر تلك الجماعات التي ظل أفرادها يلاحقونها حتى أن أحدهم هددها بالقتل إن لم تضع قنبلة في المدرسة التي تدرس بها. ولما رفضت أطلق النار عليها وظن أنها ماتت لكنها تنقل في غيبوبة الى المستشفى حيث تتلقى العلاج إلا أن تشفى وتظل صامدة متحدية لظلم وتسلط تلك الجماعات. ـ وكيف تنظرين الى حظوظ الفيلم في مهرجان كان أمام المنافسة الدولية الكبيرة؟ ـ نحن نعلق آمالا كبيرة على نجاح الفيلم وتتويجه بإحدى الجوائز خاصة أن موضوعه هو حديث الساعة ولا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر فضلا عن المستوى الفني الجيد للفيلم، والملفت للانتباه هذا العام هو المشاركة العربية المعتبرة في المهرجان ونحن لا نذهب الى كان لمنافسة الأفلام العربية لأننا ننتمي الى ثقافة سينمائية واحدة هي السينما العربية. ـ لقد توجت السينما الجزائرية سابقا في كثير من المهرجانات الدولية بما في ذلك مهرجان كان، فكيف تفسرين تراجع الفن السابع الجزائري حاليا؟ ـ مستوى الفن عادة ما يعكس الظروف التي يمر بها البلد، فكل النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية متكاملة، والجزائر كما تعلمون مرت بظروف صعبة جدا منذ نهاية الثمانينيات، واليوم بدأت الأوضاع تتحسن وقد تجلى الايمان بضرورة النهوض بكل الفنون في الجزائر، كما أن هناك طاقات شبابية متكونة ومؤهلة لأن تعيد للسينما الجزائرية بريقها الدولي وحضورها القاري والقومي. ـ يرى بعض المتتبعين أن شكلك هو الذي منحك دور البطولة في رشيدة، فإلى أي مدى تعتمدين على جمالك في التمثيل؟ ـ أحيانا يتطلب الدور الجمال والشكل المقبول وهذا معروف في تاريخ السينما بيد أن الجمال لا يكفي وحده، وإلا لأصبحت كل عارضات الأزياء نجمات التمثيل، فالشكل يعد جواز مرور لافتكاك الأدوار لكن الأهم هو الموهبة الفنية والأداء الجيد والمقنع وهو ماحدث معي في فيلم رشيدة. ـ وكيف تلقت العائلة خبر مشاركة الفيلم الذي لعبت فيه دور البطولة في مهرجان دولي كبير؟ ـ لقد فرحت العائلة كثيرا بهذه المشاركة ولا سيما والدتي التي رأت حلمها يتحقق من خلالي، فهي طوال حياتها تحلم أن تصبح ممثلة كبيرة، وهي كاتبة سيناريو جيدة، ولذا سأهدي فوزي إن تحقق لوالدتي. ـ وبماذا استفدت من الإعلان عن المشاركة في مهرجان كان لحد الآن؟ ـ لا أزال طالبة عادية في المعهد أعتقد أن التتويج في المهرجان سيفتح لي آفاقا كبيرة، لكن بمجرد الإعلان عن المشاركة تلقيت عروضا كثيرة للمشاركة في مسلسلات ومسرحيات كثيرة لكني فضلت تأجيل اتخاذ أي قرار الى ما بعد مهرجان كان. ـ من هو مثلك الأعلى في المجال الفني؟ ـ الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وأحب أن أقف أمام الممثل الكبير سلوم حداد أو نور الشريف. ـ بين النجاح في الفن والتوفيق في الحب والزواج ماذا تختارين؟ ـ أنا أحب طعم النجاح في كل شيء وأخاف من الفشل، وحاليا لا أفكر في غير الفن، فالتمثيل أخذ كل اهتمامي وتفكيري، وأظن أن الزواج سيأتي في الوقت المناسب ولا سيما إن صادفت الإنسان الذي يقدر الفن ويساعدني على مواصلة رسالته الهادفة ولو كان من خارج الوسط الفني. الجزائر ـ مراد الطرابلسي

Email