هذا عمل قاموسي كبير مؤلف من جزأين وأكثر من الفي صفحة. يحتوي هذا العمل الفريد من نوعه على 1572 تعريفا، وشارك في تأليفه 460 كاتبا بينهم 200 أجنبي كانوا قد ساهموا بكتابة حوالي 500 تعريف بلغات اخرى غير اللغة الفرنسية. هكذا ضرب هذا العمل القاموسي الجديد جميع الارقام القياسية التي كانت القواميس السابقة قد احتوت عليها. وكان مؤلفو هذا العمل والمشرفون عليه قد تبنوا تقديم تعريفاتهم من وجهة نظر تاريخية وموضوعية بعيدا عن جميع الآراء الشخصية او الآراء المثيرة للجدل وبكثير من الوضوح، هذا على الرغم من تعقيد الموضوع الاساسي لهذا الكتاب القاموسي اي «التحليل النفسي» وقد تم التعرض لشرح المفاهيم الاساسية في هذا الميدان وللسير الذاتية لأهم الذين عملوا فيه من امثال «سيجموند فرويد» و«جاك لاكان» وغيرهما ولأهم المؤلفات في التحليل النفسي وللأحداث والمؤسسات التي تعنى بهذا المشرب من المعرفة الانسانية هكذا اقترب هذا العمل من «روح الموسوعة» اكثر مما هو القاموس، بالمعنى التقليدي الشائع.. وبكل الاحوال يثبت ان الرؤية «التاريخية» هي التي تحكم روح هذا العمل. ويتعرض المساهمون في هذا العمل لجميع مدارس واتجاهات التحليل النفسي الحديثة، مثل التيار الذي يقوده الفريد ادلر والمعروف باسم علم النفس الفردي وتيار علم النفس التحليلي، الذي اسسه كارل يونج ولكن في كل الحالات بشتى المرجعيات الفرويدية هي الاساسية ويرفض المساهمون في هذا الكتاب الحديث عن تقدم التحليل النفسي وانما يقولون بالأحرى بتطور هذا المشرب. ويتناول الان دوميجولا المشرف على انجاز هذا العمل قضية الشقاقات التي عرفتها حركة التحليل النفسي في تاريخها الطويل، وخاصة حالة التشوش التي خلقتها الافكار التي طرحها عالم النفس الفرنسي جاك لاكان ويؤكد بأن حقيقة التشوش لا تعود لشخصية لاكان او لافكاره وانما للطريقة التي استغلها بها البعض واخراجها من سياقها في كثير من الاحيان. وفي المحصلة هذا الكتاب ـ القاموس ـ الموسوعة بصفحاته التي تربو على الألفي صفحة، انما قد يكون احد اكثر الاعمال الماما بالفكر الفرويدي ولعل ميزته الاساسية بالقياس الى غيره انه يقدم قراءات نقدية على قاعدة الفهم التاريخي لـ «التحليل النفسي» ومختلف مذاهبه ومشاربه