«مبروك».. مسلسل سوري جديد يتناول اشكاليات الحزن والفرح

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مدينة «الدروشة» التلفزيونية يجري حاليا تصوير المسلسل الكوميدي الاجتماعي «مبروك» عن نص للكاتب د. ممدوح حمادة والمخرج هشام شربتجي في تعاون فني جديد بعد العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة كمسلسل «بطل من هذا الزمان» و«جلنار» و«انت عمري» وغيرها من الأعمال.. حيث تعتمد فكرة المسلسل الجديد على الأفراح التي يقال بعدها كلمة «مبروك»، فهذه الافراح ولأسباب خارجة عن ارادة الابطال تنقلب الى مآس ولا تكتمل الفرحة. فعندما يصدر قرار احالة شخص الى التقاعد يفترض ان يشعر بالفرح لأنه سيرتاح ولكن الفراغ الذي يعيش فيه بعد تقلص الدخل بحيث تصبح الهوة كبيرة بين الراتب التقاعدي والمصروف، يجعل هذا الفرح منقوصا. ويقول الكاتب د. ممدوح حمادة عن مسلسله الجديد: «مبروك» مسلسل في حلقات منفصلة متصلة يتحدث عن الافراح التي تواجه الانسان في مختلف أنواعها بكبيرها وصغيرها، وكيف تنقلب هذه الافراح الى أحزان أو الى شعور سلبي في نهاية المطاف ففي احدى الحلقات وهي حلقة «النجاح» نرى طالبا جامعيا هو «فرداس» والده ووالدته يسخران كل جهودهما لعدم ازعاجه حيث انه يحضر لامتحانات التخرج.. طلباته أوامر وكل شيء في خدمته فإذا كان نائما لا يزعجه أحد والجميع يسيرون على رؤوس أصابعهم كل لا يزعجونه.. لكن عندما يتخرج ويواجه الحياة العملية تنعكس هذه المعاملة حيث يتحول الى عبء ثقيل عليهم. فإذا نام يوقظونه كي ينهض ويبحث عن عمل ويبقى فترة طويلة بلا عمل يصاب بالصدمة وتنتهي الحلقة باستدعائه من قبل الشئون الاجتماعية والعمل حيث تم تعيينه في وظيفة. ويتابع الكاتب حمادة حديثه قائلا: دائما أحرص على تقديم نموذج معين من الناس البسطاء، ففي مسلسل «بطل من هذا الزمان» قدمت شخصية «سعيد النايحة» الذي يعمل في أكثر من وظيفة لتأمين حاجات أسرته المتزايدة وفي مسلسل «جلنار» قدمت نماذج متعددة للموظف الذي يسعى لتحسين وضعه بطرق ملتوية.. أما في مسلسل «أنت عمري »فالموضوع مختلف قليلا حيث يمتلك الزوج المال عن طريق اليانصيب في الوقت الذي تعتمد فيه الزوجة على تبديد المال خشية الزواج عليها. وفي هذا المسلسل أقدم من خلال شخصية «فرداس» العديد من النماذج الانسانية التي نصادفها في حياتنا اليومية ويمكنني القول ان مسلسل «مبروك» عمل كوميدي اجتماعي بمثابة بانوراما حياتية. من جهة اخرى، يرى المخرج هشام شربتجي ان الأعمال الكوميدية هي الأقدر على تجسيد هموم الحياة اليومية بتفاصيلها الدقيقة ويقول: لا أحد ينكر ان زرع ابتسامة على وجه المشاهد العربي قد أصبح مسألة صعبة جدا، وبسهولة يمكن استدرار عاطفة المشاهد ودمعته لكن من الصعوبة تقديم مشهد حياتي معاشي بطريقة طريفة. من هنا أعتقد ان الكوميديا الاجتماعية هي الحل، وبالنسبة لي لا أنكر انني اجد متعة في التعامل مع هذا الفن الدرامي الذي أجد ان الجمهور العربي يشعر بالسعادة والبهجة لدى متابعتها. وتقول رشا شربتجي المخرجة المنفذة في هذا المسلسل ان الكوميديا هي التعبير الأكثر صدقا عن الهموم والمشاكل اليومية، وهي تحتاج بالمقابل الى جهد مضاعف وخبرة في هذا المجال وألا يغدو الفشل نصيرا لهذه النوعية من الأعمال، اضافة الى السطحية والنمطية في المعالجة والطرح. ويبدو الفنان الشاب عبدالمنعم عمايري سعيدا بشخصية «فرداس» التي يقدمها بقوله: لعل القراء اكتشفوا ان «فرداس» هو نموذج واقعي لأحلام الشباب في العمل والزواج والاستقرار، لكن الظروف التي يمر بها تجعل هذه الأحلام المشروعة مفارقات كوميدية تدعو للابتسام والمرح. أما الفنانة نبيلة النابلسي فترى في مشاركتها في هذا المسلسل نوعا من التجديد والتغيير في نوعية الادوار التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية، كذلك الفنان القدير رفيق سبيعي والفنان عمر حجو. ويشارك في العمل ايضا كل من الفنانين: زهير عبدالكريم، وفاء موصللي، سلاف فواخرجي، جرجس جبارة وآخرون. دمشق ـ أحمد أبوالحسن:

Email