الصراع المستمر بين الخير والشر يلقي بظلاله على حياتنا اليومية.. بين الأصدقاء.. والأقارب.. والأهل، وهذا الصراع سببه الرئيسي الجشع والطمع.. وسرقة الاخ لاخيه.. هذا هو مرتكز قصة المسلسل التلفزيوني الجديد، الذي يحمل عنوان «الكفن». وقد بدأ المخرج حسن ابوشعيرة في تصويره يوم الخميس الماضي ليكون بداية موسم درامي جديد لتلفزيون الشارقة بوصفه المنتج لهذا العمل الضخم. مسلسل «الكفن» تأليف وسيناريو وحوار الكاتب المحلي سالم الحتاوي ويشاركه في بطولته كوكبة من نجوم المسرح والتلفزيون في الامارات بينهم سميرة أحمد، احمد الجسمي، فاطمة الحوسني، سيف الغانم، حسن رجب، محمد العامري، ابراهيم سالم، عبدالله صالح، مرعي الحليان، احمد عبدالرزاق، علاء الدين احمد، محمد جمال، محمد جمعة، هدى الخطيب، غزلان، خالد البناي وعائشة عبدالرحمن وآخرون، وقد تم بناء منطقة كاملة للتصوير الخارجي تمثل بيوت الصيادين واهالي المنطقة قديماً وقد رصد تلفزيون الشارقة مبالغ ضخمة لانجازها وكذلك لتحركات الطاقم التمثيلي والفني للتصوير في مناطق مثل منطقة الجزيرة الحمراء التي كان مقرراً التصوير فيها. والمسلسل هو الاول من نوعه الذي يجمع هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين الذين قلما يتجمعون في عمل درامي. هذا العمل سيتم عرضه خلال شهر رمضان المقبل على شاشة قناة الشارقة الفضائية على مدى 30 حلقة تستغرق كل حلقة 45 دقيقة. المخرج حسن أبوشعيرة قال عن المسلسل: نحن نقوم بطرح المسلسل على اساس انها قصة اجتماعية، وصراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وكذلك بين السلوكيات المختلفة السلبية منها والايجابية، ونريد ان نقول من خلال العمل وهذا ما سيشاهده المشاهد الى متى سيظل صراع الاخوة مستمراً بلا مبرر.. وهي دعوة من خلال العمل لوقف بذور الفتن والخلافات بين بني البشر حتى لا ينتقل مثل هذا الصراع الى الابناء، ومن خلال هذا العمل نريد ان نقول ببساطة الى متى؟ وأضاف ابوشعيرة: اما بالنسبة للاستعدادات لهذا العمل فإن تلفزيون الشارقة كعادته لم يقصر في تقديم كل ما يلزم للعمل، من دعم مادي ومعنوي، ومازلت اردد ان هذا الشاب المتحمس.. أقصد مدير عام تلفزيون الشارقة عبدالله العويس الذي يعد صمام الامان لكل مشاريع تلفزيون الشارقة يقف من خلفنا ليشد من ازرنا وليذلل كل الصعاب التي نواجهها، وقد رصد التلفزيون موازنة ضخمة للعمل وصلت الى المليون درهم، وللمرة الثانية نقوم ببناء ديكورات خاصة للمسلسل في باحة التلفزيون وبطريقة تحقق لنا المطلوب وفق مسار أحداث المسلسل، وبالطبع هذه خطوة جريئة، وهذه الديكورات هي توفر لنا كثيرا، بعيداً عن التصوير في منطقة مثل الجزيرة الحمراء وسنكون تكلفة الذهاب والاياب والصيانة والترميم اغلى من بناء الديكور داخل باحة التلفزيون ناهيك عن توفير الجهد المعنوي والبدني لكافة العمل. نجوم عديدة وقال ابوشعيرة: لقد اقنعت ادارة تلفزيون الشارقة كوكبة من نجوم الامارات الذين يعتبرون من أفضل ممثلي الدولة على الاطلاق للعمل في المسلسل وبلاشك ان ذلك سيرفع من مستوى العمل. كما استطاع الكاتب سالم الحتاوي ان يقدم كل ما لديه من جهد، في الكتابة خاصة وهو يمتلك مفردات جيدة واستطاع في هذا العمل التفوق على نفسه فوصل الى مرحلة متقدمة من الناحية الاحترافية في الكتابة ولا ننسى طاقم العمل المشارك في المسلسل خاصة فريق الاخراج الذي يضم عايدة بطي كمخرجة منفذة، واياد ظهير كمساعد مخرج وعُلا شريف مساعدة مخرج ثاني. وعن مناطق التصوير الخارجية قال مخرج المسلسل بالاضافة الى الموقع الموجود في تلفزيون الشارقة الذي يشكل 40% من مواقع التصوير، الى مواقع مختلفة هي ساحة الاداب بالشارقة، وموقع مهم بدبي هو منطقة «جداف دبي»، وفي كل عمل درامي تقوم ادارة التراث بدائرة الثقافة والاعلام بالشارقة تقدم لنا جهودها الخيرة لدعم كل ما يلزم العمل. صراع الاخوة اما الكاتب سالم الحتاوي الذي يحرص دائما على التواجد خلال التصوير فقال عن العمل: قصتنا هذه تدور احداثها في الخمسينيات بين عائلتين من خلال اخوين.. غيث بن ضاعن «تاجر اخشاب»، ومطر بن ضاعن «دلال اراضي»، الاول جشع وطماع ومتسلط والثاني قنوع وطيب، وهناك حكاية يرددها الاهالي من حين لاخر بأن «غيث» و«مطر» عملا في الكويت لفترة طويلة، وكان «مطر» يودع كل نقوده عند اخيه «غيث» الذي استولى على نقوده بطمعه وجشعه ولم يقدم لاخيه سوى القليل بحجة انه صرف عليه طوال تلك الفترة لذلك اصبح «غيث» من كبار تجار السوق وتحول «مطر» الى دلاّل. ويضيف الحتاوي: اما «ام عبيد» زوجة مطر فتكره «غيث» وزوجته لانها تردد تلك القصة في الحي وامام نساء الحي متهمة «غيث» ذلك التاجر الكبير بسرقة زوجها الفقير «مطر» دلال الاراضي والتي هي دائماً في خلاف معه لاصراره المستمر على عدم استرجاع حقه من اخيه «غيث»، ويستمر الصراع بين ابناء الاخوين «سيف وشيخة» اولاد «غيث» و«عبيد» الابن الوحيد لمطر الذي يحب ابنة عمه «شيخة» وهي تبادله الشعور نفسه وسيف وعبيد صديقان رغم الخلاف العائلي الكبير بينهما، واصبح «سيف» يحكم الحارة بديونه التي لا تنتهي، والتي أصبحت سيفاً على رقاب الأهالي. وتستمر احداث المسلسل ويسافر «سيف» الى الهند لمتابعة تجارة ابيه، وبالصدفة يتوفى والده «غيث» ذلك الرجل الثري الكبير وأثناء غسيل جثمانه يأتي اخيه «مطر» ليكفنه ويتم الدفع وهذا الامر لم يعجب ابنه سيف، ويذهب الى عمه ليدفع ثمن الكفن الذي رفضه عمه «مطر» بحجة ان الموت يلغي الخلافات في هذه الحالات، وتستمر الحياة والصراع مستمر بين العائلتين.. هكذا هي الحياة، تدور كما سيدور هذا العمل الدرامي «الكفن» بفكر وعين وعقل المشاهد الى الاجواء التراثية التي هي في الاساس ركيزة المسلسل الاساسية بما يتيح للمشاهد فرصة الاستمتاع الحقيقية عبر رؤية بصرية خلابة من خلال مشاهد طبيعية مبهرة سوف تظل ترسخ في ذاكرته لسنين طويلة. النجوم يتحدثون وقد التقت «البيان» مع عدد من نجوم العمل الرئيسيين خلال تواجدهم في اليومين الاولين من أيام التصوير وتحدثت معهم حول المسلسل والشخصيات التي يجسدونها خلاله، ومن الشخصيات المحورية في العمل الفنان سيف الغانم الذي قال عن دوره: اجسد في المسلسل شخصية «ابوعبيد» مطر بن ضاعن دلال الاراضي، الرجل الطيب، الذي كان يعمل في السابق بالكويت ويقدم ما لديه من مال الى اخيه «غيث»، الذي يستولي على تلك النقود، وسوف يتحول غيث بسبب المال المسروق الى واحد من كبار التجار.. ولكن زوجة مطر لا ترضى بالظلم، فهي دائماً ما تحث مطر على المطالبة بحقه من أخيه، ولكنه لا يفعل ما تريد لان في اعتقاده لا يجب ان يدخل في مشاكل مع اخيه من اجل المال. لانهم في النهاية عائلة واحدة. هذه ببساطة شخصية مطر التي تتطور بعد ذلك ويموت غيث ويدفع ثمن الكفن مطر الى اخيه، وتستمر المشاكل بين العائلتين. مفاجأة للمشاهدين اما الفنانة القديرة سميرة احمد قالت عن المسلسل: ان هذا العمل سيكون مفاجأة للمشاهد المحلي، وهو عبارة عن الصراع الازلي بين الشر والخير وانا دائما احب جانب الخير وخاصة في أعمالي لانه قريب الى قلبي.. واجسد في المسلسل دور «ام عبيد» زوجة «مطر بن ضاعن» صاحبة حق، وصاحبة معاناة، وتدافع عن حقها وحق اسرتها بكافة الطرق، ولا ترضى بالانهزامية، وهي لسان الحق لكل اهل المنطقة، من خلال وقوفها في وجه الظلم.. ولقد قبلت هذه الشخصية لانها شخصية قريبة الى نفسي، وتعتبر اضافة جديدة بالنسبة لي في مجال الدراما المحلية. وتضيف سميرة احمد: هذا العمل المتميز، يتيح الفرصة لاي فنان ان يبدع وهذه المجموعة من الفنانين المشاركين بالعمل يعتبرون من نجوم الدراما المحلية، كما ان القصة المطروحة تحمل قضية ولو انها متكررة، لكن تناولها يتم بشكل جديد.. لذا فالدور يعتبر اضافة لمشواري الفني.. كما انني سعيدة بأن اكون متواجدة من خلال عمل محلي وتراثي ويتكلم بخصوصية عن مجتمع الامارات لهذا اعد المشاهد بأنه سيرى عملاً متميزاً سيكون مفاجأة للجميع. وقد كشفت الفنانة سميرة احمد التي تعشق المسرح عن عمل مسرحي شعبي حيث تمتلك فكرته وتحمل هذا الهم وهو اصطدام الفرد بالواقع ومعتقدات ومباديء مكتسبة من بيئته وواقعه الذي يعيشه في الوقت الحالي.. وقد طرحت الفكرة على الكاتب جمال سالم وقالت ان عملاً يمثل هذه الضخامة يحتاج الى وجهة كبيرة تدعم انتاجه واتمنى ان يتحقق هذا العمل حتى يعود المسرح الشعبي بقوة. دور مختلف وقالت الفنانة فاطمة الحوسني عن دورها في المسلسل: في البداية عرض عليّ شخصية «عوشة» وهي شخصية الام، ولكن اخبروني بأن دوري هو دور «شمسة» وبسبب اشتراكي في ايام الشارقة المسرحية لم استطع قراءة الشخصية الجديدة بشكل جيد، ولكني وبعد قراءة عشر حلقات استطعت تفهم شخصية «شمسة» هذه البنت الصبورة التي تحب ابن عمها «عبيد» الذي يجسد شخصيته الفنان محمد العامري، والذي يحب فتاة اخرى بالرغم من وقوفها بجانبه ولكنها لا تزعل، لان «شمسة» هي البنت التي تكتم مشاعرها داخلها. وعن رفضها لشخصية الام «عوشة» قالت فاطمة الحوسني: لقد اعجبتني شخصية «عوشة» في البداية ولكن وجدت ان مثل هذه الشخصية قدمت في السابق كثيرا، لذا اصبحت مكررة.. وقد قبلت الدور الجديد في المسلسل لانني اعشق لبس التراث.. وكنت اتمنى ان اجسد دور الفتاة الشابة الطيبة، التي تجعل المشاهد يتعاطف مع فاطمة الحوسني ويستعيدوا فاطمة القديمة، واتمنى ان اظهر في هذا الدور بشكل يرضي المشاهدين. ضيف شرف اما الفنان احمد الجسمي الذي يشارك كضيف شرف المسلسل يقول عن دوره: اقوم بتجسيد دور «غيث بن ضاعن» حيث اشارك في السبع حلقات الاولى لكنني اترك خلفي مشاكل يتوارثها الابناء والاحفاد، وهو دور الشخص الذي استولى على مال شقيقه، كما استولى على حقوق اهل الحارة بدون وجه حق، مما يؤدي لحدوث صدامات بينه وبين زوجة اخيه التي تقف في وجه الظلم. ويضيف الفنان احمد الجسمي: انني سعيد جدا بالمشاركة في هذا العمل المحلي بجوار زملائي من فناني الدولة لخلق مرحلة جديدة للدراما المحلية بعد مرحلة المسرح من خلال مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وأشعر بسعادة بالغة أن أكون في هذا العمل مع الزملاء وتحت قيادة المخرج حسن أبو شعيرة وانتاج تلفزيون الشارقة. نسيان الماضي أما الفنان الشاب محمد العامري قال عن دوره في المسلسل: أجسد في المسلسل دور (عبيد) ابن (مطر بن ضاعن) دلال الأراضي الذي سرقت أمواله بواسطة شقيقه الذي يحاول أن يعمل في البحر، ويتزوج من البنت التي يحبها، ويحاول دائما معرفة أسباب الخلاف القائم بين أبيه وعمه، ودائما والدته تؤكد له ان عمه سرق فلوس أبيه، بالرغم من ان أبيه (مطر بن ضاعن) يردد له دائما أن ننسى الماضي، وأتمنى أن ينال هذا الدور الجديد اعجاب المشاهدين. طاقم العمل يعمل خلف الكاميرات طاقم فني يتكون من عامر الغيثي وسفيان محمد كمديري تصوير، وخادم سلطان، رائد الدلاتي وحسن عبدالقادر من الانتاج، تيسير السليطي مصمم ومنفذ للديكور، ضياء البنكي فني للديكور، جمال تميم مندوب إدارة التراث، أحمد عبدالخالق للماكياج، إبراهيم الأيوبي موسيقى تصويرية، فريد الجسمي ريجيسير، خالد رضا مشرف اضاءة، سليمان المازمي للاضاءة، علياء السبكي للملابس، صفوت زكي مشرفا للصوت، أحمد الشلة الصوت، هيثم جاسم مساعد صوت.