الفنانة حياة حيدر: الحصار يسلبنا نعمة الاختيار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفنانة حياة حيدر تجربة فنية ناضجة تطل على المشاهد العراقي من خلال الشاشة والمسرح, والالفة الموجودة في ملامحها والبشاشة التي تفترش مساحة وجهها قربتاها من الجمهور برغم عدم تسلقها ادوار البطولة العالية, وبقائها ضمن الادوار الثانوية. قلت لها: * هل ستظلين اسيرة ادوارك الثانوية؟ ـ انا اعتبر نفسي واحدة من فريق يؤدي ادوار بطولة جماعية, ماذا تعني البطولة او الدور الاول اذا كان الممثل فاشلا في أداء دوره, او مكررا على الاقل المهم ان يقدم الممثل كل ما لديه ويقنع المشاهد بأدائه حتى لو كان (كومبارس), وهنا تكمن رسالته الحقيقية وليس في تصدر اسماء المشاركين في اي عمل فني. * شاهدناك (أما) لثلاثة شبان في مسلسلك الاخير (من يطرق باب الليل).. الست صغيرة على مثل هذه الادوار؟ ـ ربما لا يتناسب عمري تماما مع اعمار الشباب الذين مثلت دور والدتهم في هذا المسلسل, لكني سعدت بالدور جدا, لأنه يجسد قصة زوجة اسير مخلصة تنتظره حتى يعود, وتربي ابناءها وتجاهد في سبيل ذلك, وغير عابئة بتقولات شقيق زوجها ورفض اهل زوجها لعملها الشريف في السوق.. لقد اعجبني الدور جدا فتحمست له, واعتقد اني اقنعت الجمهور به.. روافد في نهر الفن. * ما الذي دعاك الى دراسة السينما وانت ممثلة مسرحية اكثر من كونك سينمائية او تلفزيونية؟ ـ لقد درست الاخراج السينمائي وهو ولع كبير, فضلا عن التمثيل في المسرح والتلفزيون.. تلك المجالات روافد تصب جميعها في نهر الفن, وانا اطمع في اغتراف كل ما يثيرني من عالم الفن, والاخراج السينمائي احدها. * اجمل ادوارك على المسرح؟ ـ دوري في مسرحية (الجسر), التي اعدها سامي عبدالحميد عن رواية (جسر آرتا) لجورج فيتوكا محولا اياها الى عمل شعبي ذي خطوط عراقية, ومسرحية (الممسوخون) من تأليف مثال غازي واخراج سنان العزاوي وتمثيل هناء محمد, وزمن علي, فضلا عن ادوار اخرى عديدة. * والتلفزيون, هل تحبين ادوارك فيه؟ ـ احببت دوري في المسلسل الكبير (رجال الظل), فقد اديت دور طالبة ثانوية تدرس في فرنسا, وتتعرف على الشخصية الرئيسية في العمل (حسن البابلي) الذي ينتمي الى المخابرات العراقية لكنه يقاومها ويكمل رسالته التي سافر من اجلها.. كذلك كان دوري في مسلسل (الحوت والجدار) من تأليف شوقي كريم حسن واخراج رجاء كاظم دورا جميلا وجديدا عليّ. النجومية لشذى سالم * وقوفك في الصف الخلفي الا يجعلك تغارين ممن يدعوهن الجمهور نجوما؟ ـ النجومية لا تعني البطولة, بل حسن الاداء, وحسن استقبال الجمهور للفنان, المهم ان اكون صادقة مع نفسي ومع جمهوري وانا لا افاجئه بأدوار غريبة احيانا وغير مألوفة او مقبولة كما تفعل تلك النجمات!! * من ترشحين لنيل صفة (النجمة) بين الفنانات؟ ـ ليس لدينا ممثلة تستحق هذا اللقب عدا الفنانة (شذى سالم) التي لم يأفل نجمها, برغم اختفائها لسنوات, فبقية الفنانات لم يحافظن على تألقهن, وبالتالي لا يمكن ان نطلق عليهن صفة (النجمة) فالنجمة لا يأفل بريقها ابدا, بينما تتراوح ادوار معظم فناناتنا بين جيد ووسط وسيء. * وانت؟ ـ انا واحدة منهن, قد اختار دورا يناسبني جدا فأتألق فيه, وقد اتقمص دورا لا يلائمني فأخبو فيه. * ما الذي يجبرك على اختيار ادوار لا تلائمك؟ ـ بصراحة, مسألة الاختيار لم تعد واردة لدينا, الا للقليل من الفنانين, فشحة الاعمال الفنية وقلة النصوص الجيدة وانحسار مجد المسرح الجاد سلبت منا نعمة الاختيار, وصرنا نبحث عن الاستمرار من خلال ادوار قد تكون صفة (عادية) افضل ما يطلق عليها, وهذا لا يعني انه لا توجد ادوار جيدة, لكن العلاقات الشخصية باتت تتحكم في توزيعها وامور اخرى وليدة الظروف الحرجة التي نعيشها.. بايجاز اقول الفن لم يعد كالسابق ابدا. فضلات الفن * لعلك ندمت اذا على اختياره؟ ـ انا عشقت الفن ومنحته شبابي وتحملت في سبيله النظرة الاجتماعية القاصرة للفنانة, لكنني ما زلت مستعدة للبقاء ومواصلة المشوار, مهما كانت صعوبته, فاذا لم نقف مع بعضنا وننقذ البقية الباقية من الفن الشريف والسامي فالأفضل ان ننسحب جميعا ونترك الساحة خالية للمهرجين والاقزام. * ما قضيتك كفنانة؟ ـ ان اشذب الفن من كل ما علق به من فضلات الحصار ومتاعبه, واعيده نقيا كما كان. * وهل انت قادرة على ذلك؟ ـ ليس وحدي بالطبع, بل مع مخرجين مخلصين ومؤلفين جادين, وممثلين تعاف نفوسهم سبل الربح السريع التي ينتهجها الفنانون الان. * في حياتك, الى اي مدى تكونين ممثلة؟ ـ انا طبيعية جدا, وبسيطة, بعيدا عن اماكن التصوير وخشبة المسرح, احب الناس ولا امثل عليهم فأفقد صداقتي لهم وحبهم لي.. * هل تنفعلين خلال التمثيل؟ ـ انا هادئة جدا وكتومة ولو ازعجني شيء اكتمه في صدري طويلا مهما كان تأثيره سيئا علي, فأنا اخشى ان اجرح الاخرين. * ماذا تكرهين من عملك؟ ـ اعادة التصوير عدة مرات في الاعمال التلفزيونية بسبب اخطاء يمكن تلافيها, اشعر انه مجرد وقت نضيعه سدى. * امتيازاتك عن الاخرين؟ ـ بساطتي, وعلاقتي الجيدة مع الجميع. * إلام تطمحين على المستوى الشخصي؟ ـ ان اؤدي بعض الادوار المركبة التي تستهويني, وان اصبح ممثلة مسرحية يشار اليها من قبل الجمهور والنقاد. * آخر ادوارك؟ ـ شاركت في المسلسل اللغوي (اشهى الموائد في مدينة القواعد) من تأليف الشاعر الدكتور مالك المطلبي, واخراج عماد عبدالهادي, ومسلسل (من يطرق باب الليل) الذي عرض مؤخرا على شاشة تلفزيون العراق. * متى ستتركين الفن؟ ـ حين يتركني ربما, فأنا لا اريد هجره ولكن ان غادرتني الادوار, واهملني المخرجون, وصار من الصعب معاودة التواصل مع الجمهور فسوف اتوقف تماما لأحافظ على مشواري على الاقل. بغداد ـ عدوية الهلالي

Email