الى اللقاء ، في رثاء عذاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

هادئة وادعة تسترخي (عذاري) تحت الظلال الوارفة.. تحتضر, تلفظ أنفاسها الأخيرة.. كانت تتوق لاحتضان رفاق العمر الذين روتهم من مائها, وأفضت اليهم أحلام شبابها.. قد تنكروا لها وهي في أمس الحاجة اليهم انصرفوا حتى عن وداعها قبل ان تدفن وتموت وتنتقل الى مثواها.. كم هي مريرة ان اجتمعت.. وحشة المكان وغربة الزمان! (عذاري) التي اتسعت حدقتها لتسع القاصي والداني, تجول بناظرها أنحاء المكان, تفتقد من يأتمن وصاياها..؟! هناك عند (السهلة الحدرية) تفضي (عين عذاري) روحها, فلا من يسدل جفونها ويعزيها في وفاتها!! هكذا هي (عذاري) علمتهم حرفيا ان يكونوا (عذاري) .. امتد عطاؤها للبعيد والنخل من حولها عطش, كذلك لا يشعر بها المقربون ويرثي لحالها الغريب..! سألتهم ـ أهل البحرين ـ عن (عذاري) ؟ لم يجبني أحد.. تركوني أتعرف على ملامحها بنفسي! أعذرينا ان قصرنا في حقك, حتى اسمك لم نختره نحن, اخترته أنت لكثرة ما عذرتينا! ايتها الاسطورة الخالدة, يا من تتربعين صدر المكان وتعيشين ذاكرة الزمان, هذه أطلالك نصبت شاهدا على قبرك.. نامي قريرة العين فقد كنت رمزا للخير, وحتى أنت في غيابك.. رحلت, وبقي نخيلك يمدنا بالعطاء!! (لو تبي عذاري تحكي اليوم.. روح قول لها: يا عذاري الماي وينه؟ اش غيره؟ .. عذاري وين اغاني الليل؟ وين فلاح العمر؟ يا ما شمس القيظ في الحر ارتوت, والقمر صلى بسفيج يا عذاري. خالد درويش

Email