شعر: أحمد المغربي
دَرْب الْيَقِيْن
تِسَلَّقْ الصِّبْح لِلْعَالَمْ: بِشَيْب وْ وِقَارْ
وَ اعْمَى عِيُوْن الظَّلامْ، وْ صَارْ نُوْره مِبِيْن
وِلِدْ عَلَى الشِّعر: شَاعِرْ.. دُوْن وَجْه اخْتِيَارْ
إخْتَاره الْحِبْر دَفْتَرْ لِلْمِشَاعِرْ دِفِيْن
عَدَّى بِهْ الْوَقْت بَعْد الْجَرْح وِ الإنْكِسَارْ
وَ ايْقَنْ بَأنّ الْحَيَاةْ: دْرُوْب (شَكّ وْ يَقِيْن)
مِتْمَسِّكْ بْحَبل أحْلامه فِـــ.. عِزّ إنْهِيَارْ
بَعْد انْحِدَارْ الشِّعُوْر الْمُرّ لِلشَّامِتِيْن
قِدَّامه الصَّمْت يَحْبِسْ لِلْحَقِيْقِهْ قَرَارْ
وْ مِنْ خَلْفِهْ حْبَالْ صَوْتِهْ: لِلْفَرَجْ كِلْمِتَيْن
زِنْزَانَةْ الْحِلْم مَا تَسْجِنْ وِفِيْ.. بِاحْتِقَارْ
لا صَارْ ذَنْبه رِدِيْ.. أوْ صَارْ لِلصَّمْت: دين
فِسَلْ حِظُوْظه عَلَى طِيْنَةْ سِكُوْتِهْ.. وْ صَارْ
يَذْرِفْ لَهَا مَا بِقَى مْن الْحِزن: دَمْعٍ وْ عَيْن
لَيْن أصْبَحَتْ نَخْلِةٍ لِلْعَابِرِيْن: إنْتِصَارْ
هَزَّوْا بِهَا الْجِذْع وِ تْسَاقَطْ رِطَبْهَا: حَزِيْن..!
أذَّنْ عَلَيْه الْغِرُوْب، وْ طَاحْ ظِلّ النَّهَارْ
وْ قَامْ يِرْفَعْ صَلاتِهْ لِلسِّمَا.. بِالْيِدَيْن
يَمَّمْ بِوَجْهِهْ إلَى الْغُرْبه فِـــ.. أرْض الْمِطَارْ
مِحْرَابه: الْحَظّ.. لَيْت الْحَظّ هذَا يِبِيْن
شَايِلْ مَعِهْ شَنْطَةْ جْرُوْحه بِدُوْن إعْتِبَارْ
وَاقِفْ عَلَى الرِّيْح.. مِتْشَبِّثْ بِخَيْط السِّنِيْن
مِنْ فَوْقه: الشَّمْس تِصْرَخْ: مَا يِفِيْد الْفِرَارْ
وْ مِنْ تَحْتِهْ الأرْض تَهْمِسْ: كِلّ إنْسَانْ طِيْن
مِعْلِنْ رِحِيْلِهْ مِنْ الْمِيْلادْ.. لِلإحْتِضَار
صِبَرْ غَصِبْ مَعْ حِلُوْل الْعِمر.. وَ اصْبَحْ سِجِيْن
مِتْأَمِّلْ إنّ الزِّمَنْ مَا زَالْ يِفْتَحْ مِسَارْ
يَمْكِنْ يِلاقِيْ لِوَجْه الْعِمر: دَرْب الْيَقِيْن