المجوهرات التراثية تصاميم معاصرة تستلهم التاريخ

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحفل تصاميم المجوهرات التراثية الإماراتية بجماليات متنوعة وقيمة كبيرة تؤكد أهمية مبادرات ونتاجات المصممين في حقول هذه الصناعات الإبداعية الثمينة، إلى جانب جدارتهم وحضورهم المؤثر في سوق التصميم. ووفقاً لدراسة أجرتها «ريبورت لينكر» و«ماركت ريسيرتش»، فمن المتوقع أن يبلغ حجم سوق المجوهرات في الإمارات 47 مليار درهم، بحلول عام 2024، ويلعب تصميم الحلي دوراً بارزا في ازدهار السوق.

704 ملايين

وفى مجال تصميم المجوهرات ذات الطابع التراثي والمستوحاة من عراقة التقاليد، ظهرت العديد من العلامات المحلية الناشئة ضمن قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تقود حراك «الصنعة وصياغة الحلي»، حيث تهيمن الإمارات على سوق تمويل الشركات الناشئة في المنطقة، واستقطبت نصيب الأسد من إجمالي الاستثمارات في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بنسبة بلغت 60 %، وقد نما هذا الإجمالي بنسبة 13% ليصل إلى 704 ملايين دولار في عام 2019.

إرث التقاليد

ويعد أرشيف المجوهرات التقليدية المحلية قاعدة ملهمة للتجديد والابتكار، وتقريب مفهوم الجدات إلى جيل الألفية، من خلال تصميم معاصرة تستحضر جماليات الماضي لما هو متعارف عليه من تصاميم الذهب باللهجة المحلية، ومنها على سبيل المثال «الحقب»، وهو عبارة عن حزام بعرض ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات، في حين يبرز «الشناف كقطعة ذهبية مثلثة الشكل، تعلق في الشعر، لتغطي الجبهة، وتعد «الطاسة» التي هي مثابة غطاء للرأس من أكثر المجوهرات الإماراتية التقليدية رواجاً، بالإضافة إلى قلادة «المرتعشة»، التي، تتدلى منها سلاسل طويلة تغطي الصدر، إلى جانب «الستمي» المكونة من جنيهات ذهبية متصلة ببعضها عبر سلسلتين، لتصل من الرقبة حتى الوسط.

معمار الذهب

والجدير بالذكر أن الدولة تحرز تقدماً سريعاً في تنمية على الصناعات الإبداعية القائمة على التجديد والابتكار. وقد صنفها المنتدى الاقتصادي العالمي في تقريره عن التنافسية العالمية لعام 2019 في المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 25 عالمياً من بين 140 دولة.

قيمة

ويحكي عدي الفردان، مالك ومؤسس والرئيس التنفيذي لشركة عدي الفردان للمجوهرات، عن تجربة شركته في الخصوص:

لا شك أن تراثنا وثقافتنا، غنيان بمفرداتهما التي تشكل موضوعات مهمة وجاذبة يمكننا أن نستلهم منها تصاميم مبتكرة في المجوهرات، تحوز الشعبية الكبيرة وتحقق عوائد مهمة، مادية ومعنوية. إن التركيز على الاستثمار في هذا الصدد أمر حيوي يعزز رؤى واستراتيجيات الاقتصاد الإبداعي في مكونها العام.

ولدينا تجربة مهمة في المجال أريد ان ألفت لها، تتمثل في استلهامنا وتجسيدنا شعار إكسبو 2020 دبي، والذي يمثل قطعة دائرية نادرة من الذهب عثر عليها في منطقة المرموم في دبي ضمن موقع ساروق الحديد الأثري، في تصميم قطعة مجوهرات حازت على كبير الاهتمام والشعبية.

كما أنها وثقت لأهمية الحدث ولروح وعراقة المكان، موفرة بهذا، وفي الوقت نفسه، قيمة معنوية وجدوى مادية مهمة. كما لا تفوتني الإشارة هنا إلى ما تحققه تصاميمنا التي تعكس وتستلهم فن الخط العربي، من إقبال كبير، وخاصة من الأجانب.

ويتابع عدي الفردان: إننا حريصون على تحفيز المصممين والمصممات في الدولة، عبر تنظيم ورش عمل متنوعة ننظمها، نثقف الجميع عبرها حول جماليات تصميم المجوهرات وقيمة استلهامها لروح ونبض التراث. ونحن نعول الكثير على هذه المبادرة، التي ننتوي توسعتها وتكثيفها أكثر وأكثر، غاية أن نثري معها ركائز الاقتصاد الإبداعي في دبي ودولة الإمارات عموما.

 

قطع متميزة

وحول مفهوم التجديد في صياغة المجوهرات التقليدية، تقول مصممة المجوهرات الإماراتية خديجة السلامي، صاحبة أول تصميم «شناف» عصري: «تتضمن مجموعتي الفنية قطعاً مميزة من التصاميم الإماراتية المستوحاة من التراث والعمران الإماراتي»، لافتة إلى أن التراث الوطني الإماراتي يزخر بأنواع التصميمات الذهبية الفريدة من نوعها، التي توارثتها الأجيال، وتحمل إرثاً ثقافياً.

وتضيف : «بشكل عام يزخر عالم المجوهرات الساحر بمكتبة غنية من الرموز والأشكال الخاصة، التي انتقلت وتطورت عبر الأزمنة، لتطل علينا بأساليب مبهرة أثرت الفن الإبداعي والابتكار في مجال تصميم المجوهرات التراثية المعاصرة، وهي في الغالب مستوحاة من النقوش والزخارف وأشكال التزيين بالأحجار الكريمة، فعلي سبيل المثال تحظى الأشكال الهندسية بحضور كبير في تصميم المجوهرات المحلية، فالدائرة تمثل الاستمرارية والوحدة، كما تستخدم لتمثيل الشمس والقمر كالشناف والهلاليات، بينما يرمز المثلث للاستقرار والأساس المتين، ويمثل أحياناً ثلاثة أمور مترابطة مثل الماضي والحاضر والمستقبل، أوغيرها مثل تصميم الشراع.

أما المربع والمستطيل كتصاميم الطبلة فهو يمثل الكمال والثبات، علماً بأنه يرمز في بعض الحضارات إلى النظام الكوني وتوازن الأضداد، كما يمثل رمزاً للأمن والأمان.

 

نمط عضوي

ومن المهم في هذا الصدد، وضمن قطاع تصميم المجوهرات التراثية، الإشارة إلى تجربة مصممة المجوهرات الإماراتية، عليا بن عمير، التي بدأت رحلتها في عالم التصميم في عام 2013، والتحقت بعد سنتين بورشة عمل مع مصممة المجوهرات المصرية عزة فهمي، وقررت على إثرها الانطلاق في تصميم المجوهرات بعد أن درست الإعلام التطبيقي.

وكانت ترغب بدراسة الفنون الجميلة، إلا أن والدتها اقترحت عليها دراسة تصميم المجوهرات وتصف نمط تصاميمها «بالخام والعضوي». إلا أن البصمة العربية والخليجية على وجه الخصوص، ظهرت جلياً في قطعها التي تضمنت لمسة عصرية، حيث قطعاً تحاكي المرأة التي تمتلك حساً فنياً، فهي تفكر بما يعجبها وبما تشعر أن من الممكن أن ترتديه، وتقيم التصميم على أساس ذلك.

وبهذا تراعي الأذواق المختلفة التي تتناسب مع الشخصيات المتنوعة، في حين حولت شمسة العبار خبرتها في مجال التصميم الغرافيكي وحبها لتقاليد الشرق إلى مجوهرات في غاية الأناقة والأنوثة. وتتميز القطع التي تصممها بأشكالها المستوحاة من الرسومات الهندسية ومختلف الرموز وتتزين بأحجار لامعة تضاعف فخامتها.

Email