مجوهرات المرأة الإماراتية رموز خالدة تعبر عن جمالية التراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة كغيرها من الدول تحرص على الحفاظ على تراثها وإعادة إحيائه على مر الأجيال.

وذلك ينبع من الإيمان بأن هذا التراث هو حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، والذي يحمل بين جوانبه حياة الأجداد والآباء بكل ما فيه من أصالة ومعاناة وتجارب وخبرة ليظل التواصل مستمراً بين ما هو قديم وما هو حديث.

ولا شك أن المرأة الإماراتية تسعى للجمع بين العراقة والحداثة وذلك من حيث تمسكها بارتداء الملابس القديمة التقليدية والحلي بالإضافة إلى أدوات الزينة المميزة مما يجعل للمرأة الإماراتية ذات حضور مميز.

وإلى الآن تحتفظ المرأة الإماراتية بالمجوهرات التقليدية التي حصلت عليها في زفافها، والتي تتألف من الشناف والحقب والطاسة والمرتعشة والفتخ والستمي، وهذه المصوغات ضرورية لكل عروس.

وتُعد المصوغات الذهبية القديمة رموزاً خالدة تعبر عن روح الحضارات وعن الكثير من أسرار هذه المرحلة، فنجد أن حجم القطع الذهبية في ذاك الوقت تشير إلى الحالة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد.

أسماء خالدة

ومن النماذج الثرية في تراث وأدوات الزينة، «المنثورة» و«المرّية» و«الطاسة» المعروفة أيضاً باسم القمة، وهي نقشات عرفتها نساء الإمارات منذ قديم الزمان، وتصنع من الفضة أو الذهب حسب القدرة المادية والحالة الاجتماعية للأفراد، وإن كانت أغلب قطع الحُلي مصنوعة من الفضة باعتبارها المعدن الأقل سعراً والأكثر انتشاراً بين طبقات المجتمع كافة، مع التنويه بأن أغلب هذه القطع صنعت بأيدي أبناء الإمارات وانتشر استعمالها في أرجاء الدولة منذ قديم الزمان.

«القمة» أو «الطاسة» ويتم ارتداؤها على الرأس في الأفراح والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهناك ما يعرف بـ «بو ثلاثة طوابق» الذي كان يستخدم لزينة الشعر من قبل النساء في جميع الأنحاء خاصة في المناطق الساحلية ومدينة العين، كون معظم هذه الحلي جاءت من ساحل عمان ثم انتشرت لاحقاً في أرجاء الإمارات، و«الدينار» .

وهو عبارة عن قطعة معدنية مصنوعة من الفضة دائرية الشكل ويعلق في جبهة المرأة بمفرده، ويستخدم في الأوقات كافة حتى في غير المناسبات الاجتماعية، ولكن إذا تم تعليق «الدينار» في «القمة» فهذا يعني أن المرأة متوجهة لحضور حفل زفاف أو مناسبة اجتماعية سعيدة.

ومن الحُلي المهمة التي ارتدتها المرأة قديماً وكانت جزءاً رئيساً ضمن مهر العروس، «التعليق»، وكان يستخدم أيضاً في زينة الرأس، ويبدأ من خلف الرأس وصولاً إلى منطقة الخصر، وأكثر الأسماء شيوعاً للتعليق بين أهل الإمارات القدامى «شمروخ»، وفي حُليّ الرقبة توجد «المنثورة»، وهي عبارة عن قلادة ثقيلة الوزن نسبياً قياساً إلى باقي أنواع الحُليّ.

وكانت تستخدمه المرأة الإماراتية في كافة المناسبات وحتى أيام الجمع حين تستقبل الضيوف من الأهل والأقارب في المنزل، وهناك قطعة من الحُلي تشابه المنثورة إلى حد كبير غير أنها أصغر حجماً وتسمى «المرّية»، وهي أكثر انتشاراً بين العامة كونها أقل سعراً وأصغر حجماً، أما «الطبلة»، فتكون مربعة الشكل غالباً أو مستطيلة وتأخذ شكل قلادة تعلق في الرقبة وفي معظم الأحوال يكتب عليها آيات قرآنية لمواجهة الحسد.

وبالنسبة لمنطقة الوسط، هناك حزام للوسط يسمى «حقب» ويصنع هو الآخر من الذهب أو الفضة منقوش عليه زخارف رائعة تعكس مهارة صانعيها من أهل الإمارات القدامى وتباريهم في التفنن في صناعة الزخارف على الحُليّ المستخدمة في زينة المرأة.

ومن حُلي الأذن يوجد «الحُلُق» و«الكواشي» و«الخيجان» وجميعاً تمثل أشكالاً من المشغولات الذهبية والفضية التـي تعلق في الأذن وفيما يخص زينة اليد، فأشهرها «حيول بو شوك» وهو ثلاثة أنواع «بوطابق، بوطابقين، بثلاثة طوابق»، وفي زينة القدم هناك الـ «ختوم» و«الخلخال».

عراقة متجددة

ويقول محسن اليافعي، تاجر مجوهرات ومهتم بأدوات الزينة القديمة، إن الحُلى العريقة، تحظى إلى الآن بإعجاب كبير ورغبة أكبر ليس فقط على بالنسبة للمرأة الإماراتية، بل امتد الاهتمام بهذا التراث الإماراتي للنساء من جنسيات أخرى سواء على مستوى الوطن العربي أو دول أخرى، ويشير اليافعي إلى أن المنقوشات العريقة تعد مكملة لزي المرأة الإماراتية وتمثل هوية خاصة.

ويؤكد اليافعي أن تداول الزينة القديمة على مر السنوات، والاهتمام بها إلى الآن يعود في الأساس للتطور الذي حدث على تلك النقشات القديمة دون الإخلال بتصميمها الأصلي حيث إن التصنيع اليدوي لا يزال مرتبطاً بتلك النقشات جنباً إلى جنب مع التصنيع بالطرق الحديثة.

ويتفق محمد حسن الذيباني المتخصص في سوق المجوهرات والمهتم أيضاً بأدوات الزينة الإماراتية، في أن الحُلى الإماراتية لها جاذبية خاصة مرجعاً ذلك لتطور التشكيلات.

حيث حافظت على رونقها رغم بعض الاختلافات فيما يخص الأحجار، حيث كان يتم مزج الحُلى قديماً بالأحجار الحمراء والخضراء ومع تطور الزمن، تم إضافة الماس والزمرد وغيرها من المعادن الثمينة، ويقول الذيباني: «من جمال وروعة الزينة القديمة أن لها معجبيها على نطاق كثير من الجنسيات الأخرى التي بدأت تهتم بهذا التراث الأصيل للمرأة الإماراتية».

ويوضح الذيباني أن حُلى الزينة من قديم الزمان لها خصوصيتها حسب كل مناسبة، فالزواج له زينته الخاصة وكذلك الأعياد ومناسبات المواليد، ودخلت الآن مناسبات حفلات التخرج التي أصبحت تهتم فيها النساء عموماً بالتشكيلات القديمة.

Email