جـذور

مجلدات سجلات دبي الوثائقية حكايات قرنين من مشوار التطور

ت + ت - الحجم الطبيعي

لفت نظري كتاب من ثمانية مجلدات ضخمة، يوجد ضمن مجموعة الوثائق البريطانيّة في مكتبة جامعة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان:

«سجلات دبي بين عامي 1761 و1960»: (Records of Dubai: 1761 – 1960). والكتاب من تحرير وجمع وإعداد أنيتا بُردِت، وهي قد دأبتْ في العمل على جمع الوثائق البريطانيّة الخاصّة بعموم منطقة الخليج العربي.

والكتاب صدر في لندن عام 2000. وللأسف لم تقدم الباحثة لهذه المجموعة الكبيرة من الوثائق، ولم تذكر مصادر هذه الوثائق. ولم تشر إلى سبب وضعها لهذه المجموعة.

يبدو أن صاحبة الكتاب، أنيتا بُردِت، وفي الجزء الأكبر من هذه المجموعة من التقارير والمراسلات التي ضمنتها به، قد استلّتْها من مجموعة أضخم كانت تخص الدولة والمنطقة، وجمعتْ ما له علاقة بإمارة دبي في هذه المجلدات الثمانية.

ومن الملاحظ أن وثائق ومراسلات وتقارير عهد المغفور له بإذن الله الشيخ سعيد بن مكتوم، تكاد تشمل أغلب المجلدات الثمانية، فهي تشمل أغلب المجلد الثاني إلى منتصف المجلد السابع.

وهي بلا شك حقبة تاريخية مهمة يكاد يندرج تحتها أغلب التاريخ المعاصر لإمارة دبي. ونظراً لطول الفترة الزمنية لعهد الشيخ سعيد بن مكتوم، رحمه الله (46 عاماً تقريباً)، كثرت وتنوعت الوثائق الخاصة بتلك الفترة.

ويشمل نصف المجلد السابع، والمجلد الثامن ما له علاقة بعهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، «طيّب الله ثراه»، بين عامي 1958 و1960. ولا يوجد مبرر ذكرته المحررة عن سبب توقف الوثائق عند عام 1960 إذ إن بقية سجلات الوثائق المنشورة الخاصة بالإمارات تتوقف عند عام 1970.

كما تتفاوت سنوات الوثائق من مجلد إلى آخر، فالمجلد الأول يحتوي على سجلات 147 عاماً من 1761 إلى 1908.

وهي لا تعني سنوات متواصلة، إذ توجد ثغرات في هذه الأعوام، مما يوحي بحدوث عملية تخيّر وانتقاء، بالإضافة إلى أن المحررة قد أثبتت في المجلد وثائق وتقارير مكتوبة بخط اليد باللغة الإنجليزيّة، وهو خط مشبّك لا يتمكن الباحث من قراءته، ويتطلب شخصاً متخصصاً في قراءة مثل هذه الخطوط، وكان الأولى للمحررة أن تقوم بطباعة هذه الخطوط بلغة إنجليزيّة واضحة.

ويحتوي المجلد الثاني على سجلات 27 عاماً من 1905 إلى 1932. ويحتوي المجلد الثالث على سجلات عشرة أعوام من 1930 إلى 1940. ويحتوي المجلد الرابع على سجلات سبعة أعوام من 1938 إلى 1945. ثم يضم المجلدان الخامس والسادس خمسة أعوام لكل منهما. ويضم المجلد السابع سجلات ثلاثة أعوام من 1955 إلى 1958.

وسوف نستعرض بعضاً من محتويات تلك المجلدات.

المجلد الأول:

افتتح هذا المجلد بوصف عام لدبي يعود لسنة 1822. وهو بحث مستلّ من مبحث كبير حول الإمارات. ويحتوي على تقارير ومراسلات أعوام متفرقة وغير متواصلة أو متصلة وأحياناً تسقط منها عشرات السنوات، دون تبرير سبب حدوث ذلك. بالإضافة إلى أن العناوين المندرجة تحتها الوثائق والأعوام لا تشير بدقّة إلى محتوياتها.

المجلد الثالث:

يقع في 547 صفحة، ومقسّم إلى 19 عنواناً للفترة من 1930 إلى 1940، وهذه العناوين تكاد تندرج ضمن عدة مواضيع منها:

المسائل الداخلية في الإمارة فيما يتعلق بالاحتياطات الأمنية عام 1932، وتحتوي حوالي 17 وثيقة ما بين مراسلات وتقارير.

واتفاقية تخزين الوقود بين بريطانيا وإمارة دبي عام 1933. وفيها وثيقتان.

وعمليات الغوص وما يتعلق بها عام 1929 وعام 1934. وفيها تسع وثائق ما بين مراسلات وتقارير وإشارات صحفية. ثم حول اللؤلؤ وموسم الغوص، واللؤلؤ الصناعي وتأثيراته بين عامَي 1936 و1938. وفيه حوالي 27 وثيقة، من ضمنها تقارير مطولة. ثم في موضع آخر يوجد حديث عام حول هيرات اللؤلؤ التي يغوص فيها غواصو الإمارات والبحرين عام 1939.

وفيه قائمة طويلة بأسماء هذه الهيرات. ثم في باب آخر تقارير ومراسلات تخص حماية هيرات اللؤلؤ وتجارته بين عامي 1938 و1940.

ويحتوي مسائل عديدة عن الإمارة بين عامي 1934 و1935. وفيها حوالي 20 وثيقة ما بين تقارير وتحليلات وبرقيات وتوصيفات تتحدث حول تلك الأمور. وتضمن هذا المجلد كذلك باباً آخر حول مسائل تخص الأسرة الحاكمة عام 1938. وفيه وثيقة واحدة فقط.

ويحتوي أيضاً حوالي 20 وثيقة باللغتين العربية والإنجليزية وهي تتمثل في بعض التقارير والمراسلات. وعن سفن الشحن ونشاطات النقل، ويتضمن خطط الطائرات المائية وهبوطها في خور دبي، عام 1935. وفيه ثلاث وثائق فقط، واحدة منها شاملة لإمارات الدولة.

وكذلك يضم اتفاقيات امتيازات النفط، وما يتبع ذلك من البحث عن مصادر المياه العذبة من 1934 إلى 1936. وفيه 36 وثيقة بين رسائل وتقارير وردود وبرقيات، وبعضها يشمل بقية إمارات الدولة. ثم تفرد المحررة باباً عن امتيازات النفط في دبي لعام 1937. وتستنفد أغلب هذا الباب اتفاقية نفط دبي.

وفيه مراسلات بين شيوخ الإمارات والمسؤولين البريطانيين المعنيين. بالإضافة إلى بعض الخرائط.

واتفاقيات الطيران الإمبراطوري، وما يتعلق به من تعليمات خاصة بالهبوط بين عامي 1937 و1938. وتشمل حوالي 35 وثيقة متنوعة بين تقارير وبرقيات ومراسلات. ثم يتلو ذلك تقارير وصفية وتحليلية لإمكانيات الطيران في دبي من 1938 إلى 1940.

المجلد الثامن:

ينحصر في الفترة من 1959 إلى 1960. وهو يكاد يغطي السنة الثانية من حكم المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، «طيّب الله ثراه» وذلك في 545 صفحة.

وقد سبق لنا استعراض أهم المحطات التاريخية والإدارية والاقتصادية والعمرانية في مقال سابق، يتناول السنتين الأولين من حكم المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، «طيّب الله ثراه». ويوجد ضمن هذا المجلد ملحق فيه ست خرائط توضيحية: الأولى: لخور دبي وتوزع المنطقة السكنية حوله، تعود لعام 1822.

والثانية: تضم ثلاث خرائط ملونة لخور دبي والمناطق المحيطة به وتعود إلى عام 1910. والثالثة: خارطة توضح الحدود الداخلية المشتركة بين إمارتي دبي وأبوظبي تعود لعام 1949. والرابعة: لمشروعات تطوير خور دبي تعود لعام 1953.

والخامسة: لمشروعات تطوير خور دبي في عام 1956. والسادسة: خارطة جيومرفولوجية للبرّ المشترك بين إمارتي دبي والشارقة لعام 1959.

1938

يضم المجلد الثالث، تقارير تخص عموم إمارات الدولة، مع إفراد موسع لإمارة دبي في بعض الأجزاء. ويتلو ذلك ما له علاقة بالمواصلات والاتصالات والبريد الجوي من 1938 إلى 1940؛ وفيه كل متعلقات البريد ونقله خلال تلك الفترة، وإصلاح التنظيم الجمركي في عام 1938، وتقارير عامة حول عموم بلدان الخليج العربية، مع إفراد ما تم من إجراءات متنوعة في إمارة دبي.

 

 

Email