التعليم في الإمارات.. من الكتاتيب إلى أحدث الوسائل العالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرجع تاريخ التعليم في الإمارات إلى حضارات قديمة تم العثور على آثارها في عدة مواقع تاريخية، وفي تلك الفترة الأولى كان الإنسان يطور نفسه عن طريق التعليم الذاتي، واكتساب المعرفة بالمحاكاة والاحتكاك، وفي فترة لاحقة ظهر التعليم الذي مارسه معلمون توفرت لديهم معرفة بالعلوم، وهكذا تطور التعليم في الإمارات من النمط التقليدي البسيط إلى شكل آخر من التعليم القائم على الدروس والمقررات والأنظمة، ولكن يبقى الأساس للتعليم الاقتداء بالتراث الأصيل الذي ربط بين البيت والمدرسة وشكل حالة خاصة من الاهتمام بتعلم النشء الخصال السمحة جنباً إلى جنب مع علوم المعرفة.

مرت العملية التعليمية بمراحل مختلفة ابتداءً بتعليم «الكتاتيب» هذا النوع من التعليم كان سائداً منذ زمن طويل، وقد مارسه عدد كبير من المطوعين والمطوعات وهم المعلمون القدامى، ثم جاءت مرحلة تعليم الحلقات العلمية، هذا النوع مارسه عدد قليل من الفقهاء والعلماء والمطلعين الذين توفرت لديهم معرفة واسعة في أصول العقيدة والفقه والتفسير والنحو والإملاء والتاريخ والدروس الدينية المختلفة، ثم جاءت مرحلة التعليم «شبه النظامي» من خلال المدارس التنويرية بإشراف العلماء لإدارة تلك المدارس، إلى أن وصلنا مرحلة «التعليم الحديث النظامي».

أما الانطلاقة الكبرى للتعليم فقد حدثت منذ الثاني من ديسمبر عام 1971م وهو اليوم الذي أعلن فيه عن قيام الدولة، فتأسست الوزارات الاتحادية ومنها وزارة التربية والتعليم والشباب التي تولت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة وانتشرت خلال تلك الفترة المدارس الحكومية المجهزة بأحدث الوسائل وذات الطراز المعماري الراقي.

أدوار متكاملة

يقول عبيد سيف المطروشي مدير المنطقة التعليمية السابق في عجمان، الذي عاصر بدايات التعليم المنظم كطالب ثم انخرط في سلك التعليم مدرساً وتدرج فيه كمدير مدرسة ثم مدير منطقة تعليمية، إن الدراسة قديماً في الإمارات كانت تكاملية بدرجة كبيرة بين البيت والمدرسة بمعنى أن اهتمام الأسرة كان أكبر ولا توجد دروس خصوصية وغيرها من الاختلافات التي حدثت بعد ذلك، وكان المعلمون يجتمعون عند الشيوخ في «البرزة» وهي المجالس قديماً، و«البرزة» عنصر أصيل من التراث الإماراتي ودول الخليج عموماً، لما ترسخه من قيم وما تبثه في نفوس الناس من أصالة وآداب وضيافة، وهي تعد مدرسة للإنسان وفسحة لتربية الأجيال، يؤمها القاصدون وتقضى فيها حوائج الناس وحل خلافاتهم.

وتؤثث «البرزة» بمفارش من حصير أو كراسٍ خشبية، أو تزين بنقوش وزخرفة، تضفي على المكان أبهة وجمالاً، كما تجهز بما تتطلب أصالة الضيافة من دلال وفناجين للقهوة وتمر، ورطب في موسم الرطب، ومأكولات شعبية أخرى للضيوف والقاصدين وهي عبارة عن غرفة كبيرة متعددة النوافذ في بلدان الساحل، أما في المناطق الجبلية فتكون باسم «الدكة» أو «السبلة» وهي في الآخر كلها مجالس ويجلس وسط هذا المجلس كبير القوم سناً أو مكانة، وحين يجلسون، تعرض القضايا، أو تدور أحاديث، عادة ما تكون عامة أو ثقافية.

 

Email