استطلاع «البيان»: المواقع التراثية والشباب..علاقة عضوية تصون الهوية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر الإمارات بالعديد من الشواهد التاريخية والأثرية العريقة والأماكن التراثية، التي تعكس قصص أهلها ومفاهيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وما صنعوه في منجز الحضارة البشرية، وهي ذاكرة تربط الماضي الضارب بجذوره في عمق التاريخ، بالحاضر العصري الفريد، وتعزز الهوية الوطنية، وتسهم في توطيد مشاعر الانتماء. لذا فإن استقطاب الشباب لزيارة هذه الأماكن والتعرف على مضامينها، مسألة ملحة للجهات المعنية والمتخصصة بالإشراف على هذه المواقع، حيث تتسابق لاستقطاب اهتمامهم وجذبهم لزيارتها، خاصة في هذا العصر الذي تسيطر فيه التكنولوجيا على ألباب غالبيتهم، حيث يقضون جل أوقاتهم أمام الهاتف أو التلفاز أو الحاسب أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

«البيان» حاولت أن ترصد هذه المسألة وتتبين نسب نجاح مساعي الجهات المتخصصة في هذا المجال، من خلال الاستطلاع الأسبوعي، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: هل تستقطب المناطق التراثية والتاريخية الشباب وتحظى باهتمامهم؟

وقد أكدت خلاصات الاستطلاع ونتائجه أن المناطق التراثية لا تزال تجتذب بعض الشباب وتحظى باهتمامهم، بينما الشريحة الأوسع منهم لا تعطي هذا الجانب الأفضلية، إذ رأى 67% من المشاركين بالاستطلاع على موقع البيان الإلكتروني، أن المناطق التراثية لم تعد تستقطب الشباب وتحظى باهتمامهم، بينما أكد 33% عكس ذلك، كما جاءت نتائج التصويت على منصة البيان على «تويتر» متشابهة، حيث اتفق 57.50% على أن المواقع التاريخية لا تلقى إقبالاً من الشباب، بينما رأى 42.50% عكس ذلك تماماً.

هوية وطنية

وتعليقاً على هذه النتائج، أشار علي محمد المطروشي، مستشار في التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية بعجمان لـ«البيان»، إلى أن الأماكن التراثية جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، التي تمتلك مقومات عديدة، والأماكن التاريخية تعد من أهم هذه المقومات التي ينبغي الحفاظ عليها. ولا بد من تعزيز إقبال جميع شرائح المجتمع عليها.

واستشهد المطروشي بالمثل الشعبي «كل ما هو جديد له حب شديد»، إذ إن أغلب الشباب تستهويهم الأماكن السياحية، وتأسر قلوبهم الأسواق و«المولات» الحديثة وخاصة في فصل الصيف، حيث تعد الأماكن التراثية في فصل الصيف مكشوفة، لذا فإن زيارة بعض الشباب لها تكون قليلة، وقد يزور بعض الشباب الأماكن التراثية مرة واحدة فقط لاستكشافها، فكما نعرف هم من هواة المنتزهات والسفر. وأوضح المطروشي أهمية معرفة أسباب عدم استقطاب الأماكن التراثية لشبابنا اليوم، ومعالجتها، وتقديم الحوافز لهم لزيارة تلك الأماكن باستمرار. وأضاف: الأماكن التراثية تذكر الشباب بتاريخ أجدادهم العريق وتكيفهم مع بيئتهم وتطلعهم على الأنماط المعيشية التي عاشها أسلافهم.

تأثير سلبي

ومن جهته، قال عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، إن المناطق التي تحمل الأصالة العريقة يرتادها عدد كبير من الشباب، فهي مرتبطة بالتاريخ المحلي والذاكرة الثقافية، وعلى الرغم من أن المناطق السياحية ومراكز التسوق الحديثة تجتذب عدداً من الشباب إلا أن المناطق التراثية الأصيلة تستحوذ على اهتمامهم أكثر. وتابع المسلم: تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي وأحياناً بشكل إيجابي على عقول بعض الشباب، أما سلباً فيقضي بعضهم جل أوقاتهم في متابعة بعض أخبار المشاهير، مما لا يجعله يهتم بزيارة منطقة أثرية ذات أصالة وعراقة، فيما لا ننكر تأثيرها الإيجابي أيضاً فقد يقوم شاب بنشر مقطع وهو يزور منطقة أثرية، مما يحفز أصحابه على القيام بنفس الشيء.

Email