الفنون الشعبية.. سيرة عريقة على طاولة «أيام الشارقة التراثية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فتحت «أيام الشارقة التراثية» في نسختها الـ18، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث حتى 10 أبريل الجاري، الباب أمام جمهورها للتعرّف على كنوز وجماليات الفنون الشعبية، خلال ندوة بعنوان «التراث الفني في الإمارات.. الفنون والرواد والآلات»، استضافت فيها الباحث والفنان الإماراتي علي العبدان، مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، وعلي خميس العشر، خبير الفنون الشعبية في معهد الشارقة للتراث، للحديث عن جماليات وتصنيفات الفنون الشعبية، ودور التوثيق في حفظها من الاندثار، وأبرز التحديات التي تواجه هذا النوع من الفنون.

واستهلّ الباحث والفنان علي العبدان حديثه في الجلسة التي استضافها «المقهى الثقافي»، بالوقوف عند تصنيفات الفنون الشعبية الإماراتية والفروقات بينها، وبين تلك الموجودة في دول الخليج، موضحاً أنه على الرغم من وجود الكثير من التشارك والصلة بين دول الخليج في العديد من أشكال الفنون الشعبية، إلا أن الفنون الشعبية المحلية تمتلك بصمة خاصة بها.

وقال العبدان: «يجب تصنيف الفنون المحلّية بشكل علمي صحيح، وإعادة كتابة وصفها بطريقة أكثر حداثة، من أجل تمكين الأجيال المقبلة من فهم هذه الفنون وتقسيماتها وأنواعها، فمن المهم تصنيف الآلات الموسيقية المستخدمة في هذا النوع من الفنون بطرق علمية، وتوضيح نوعها هل هي وترية أو إيقاعية، أو تجمع بينهما، إذ إن هناك العديد من الفنون تعتمد على الآلات الوترية فقط مثل فن النوبان، وأخرى تعتمد على الآلات الإيقاعية فقط، بينما هناك فنون تجمع بين الوترية والإيقاعية مثل فن العيالة».

وأضاف: «عند تقسيمنا للفنون الشعبية يجب الاستناد إلى مجموعة من المعايير والاعتبارات الخاصة لتبيان الفرق بين فن وآخر، على صعيد الآلات المستخدمة، أو البيئة القادمة منها، أو المؤدي إن كان رجلاً أو امرأة أو كليهما، وهذا يجعلنا نضع لهذه الفنون تقسيمات واضحة يسهل توثيقها، بهدف العودة إليها والاستفادة منها».

وسلّط العبدان خلال الجلسة الضوء على دور معهد الشارقة للتراث في توثيق الفنون الشعبية في الإمارات، قائلاً: «قبل تأسيس معهد الشارقة للتراث، كان هناك جهود تسعى لتوثيق الفنون والموروث الثقافي في الإمارات، ولكنها فردية، ومع تأسيس المعهد، ارتفع مستوى الاهتمام بعملية توثيق الفنون الشعبية، سواء على مستوى التسجيلات الصوتية أو إصدار الكتيبات المهتمة بالآلات الموسيقية والفنون الشعبية في الدولة».

من جانبه، أشار علي خميس العشر إلى أن بعض الفنون الشعبية في الإمارات أصيلة، وأخرى دخيلة، تم توطينها مع مرور الزمن، حيث قال: «فنون العيالة والرزيف والونة والآهالة والردحة هي فنون إماراتية أصيلة، ولا أحد يؤديها في منطقة الخليج سوى أهل الإمارات».

وذهب العشر في حديثه إلى ناحية تقسيم الفنون من حيث بيئاتها الصحراوية والبدوية والبحرية والجبلية، مبيناً طبيعة الفروق بين كل بيئة وأخرى، كما تطرق إلى أبرز رواد الفنون الشعبية، ذاكراً منهم والده الراحل خميس العشر السويدي، الذي وصفه بأحد «مبدعي فن الآهالة»، وكذلك خميس بو خماس، وجمعة بوشوارب، وعيد بن فرحان، وغيرهم الكثير.

ودعا العشر إلى ضرورة إشراك الشباب وتعليمهم أصول الفنون الشعبية، وذلك لحمايتها من الاندثار، حيث قال: «الفن الشعبي موروث يجب الاعتزاز به وبممارسته، وغياب الشباب عن هذه الفنون وعزوفهم عنها يشكّل خطورة»، فيما أشار إلى أهمية تفعيل دور جمعيات الفنون الشعبية على مستوى الدولة، لتكوين فرق متخصصة في تدريب الشباب على هذه الفنون، للمحافظة عليها وضمان استمراريتها.

Email