فتاة مصرية تحاكي التراث الريفي بمنحوتات يدوية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مائدة طعام ريفية، يطلق عليها «طبلية» عند عامة أهل مصر، تزدحم بصنوف إفطار أصيل، وجوارها موقد نار «وابور»، وإناء «قُلة» و«لمبة جاز»، في جلسة ريفية هادئة تثير ببساطتها حنيناً للجدّات والأيام الخوالي وأفلام السينما القديمة.

يعتقد الناظر للوهلة الأولى لتلك الصور، أنها قد التقطت بكاميرا فنان محترف، استطاع بعدسته نقل المشهد بكل بتفاصيله الدقيقة، إلّا أنّ الدهشة تلجم الجميع عندما يعلمون أنّ هذا المشهد البديع ليس سوى منحوتات يدوية وبأدوات بسيطة، وأنّ حجم تلك التفاصيل بحجم اليد الواحدة تقريباً!

حوّلت هبة ناصر الفتاة الثلاثينية موهبتها لرسالة تُحيي بها مشاهد «أيام زمان» والبيئة المصرية الأصيلة بأدوات بسيطة، بهدف إعادة التراث الشعبي القديم بما فيه من جمال، معتمدة على أدوات بسيطة صديقة للبيئة.

تقول هبة التي تعيش في محافظة بورسعيد لـ «البيان»: «التراث المصري القديم ثري جداً، والبيئة المصرية، لا سيما الريفية، زاخرة بالكنوز، لذلك عادة ما يردد البعض أمنياته لو أن أيام زمان عادت بنقائها وصفائها، وهذا بالضبط ما أردت الإشارة إليه، ولو بمجهودات فردية، حيث أردت أن أعيد إحياء تلك الأجواء بالفن والترويج لها من خلال مُصغرات تعزّز الحنين للبيئة الأصلية الصافية».

دأبت هبة، على نحت العديد من المصغرات، التي تعكس من خلالها البيئة المحيطة، فاهتمت في بادئ الأمر بنحت مصغرات لأكلات مصرية شهيرة، وللعملة المصرية، وغيرها من المنحوتات التي تطابق الأصل بصورة كبيرة، لكن بشكل مصغر جداً لا يتجاوز حجم الكف، إلى أن اتجهت للتراث المصري القديم الذي أسرها بجماله وبساطته، على الرغم من صعوبة العمل على تجسيده، وفق قولها.

ويعتبر مصغر الريف المصري من أبرز إبداعات هبة التي تخرجت في كلية إدارة الأعمال، شعبة نظم المعلومات الإدارية، لكنها تفرغت لفن الصلصال الحراري والمصغرات.

وتقول عن مصغر الريف المصري، إنها تسعى من خلاله لاستعادة ذكريات الأيام الخوالي.

وتلفت هبة إلى أنها تستخدم الكثير من الأدوات في تشكيل تلك المصغرات الدقيقة لتخرج بتلك الصورة فائقة الدقّة، لكنها تعتمد في الأساس على «الشغل اليدوي» بالصلصال الحراري والألوان، فيما تأمل مستقبلاً في إقامة معرض خاص بها يحوي مصغرات كثيرة ومتنوعة للتراث المصري الشعبي.

Email