كتاب للأديبة الفرنسية آني أرنو

«امرأة».. سرد الذات والتاريخ وقصص العائلة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الكاتبة «آني أرنو» هي أول امرأة فرنسية تنال جائزة نوبل للآداب عام 2022م، وكتبها لا تعدّ رواية بالمفهوم الفني للرواية، فهي تكتب السيرة، لكن أيضاً لا تقع ضمن كتب السيرة، ولعلها تقع بين الأدب وعلم الاجتماع والتاريخ، كما تؤكد الكاتبة ذلك بأنها لن تسرد قصتها في كتبها، بشكل مباشر، فألفت كتباً عدة، تارة عن والدتها كما هو كتابها «امرأة»، وتارة عن والدها، أو زوجها أو طليقها.. وكل فرد على حدة، بطريقة تستند فيها إلى التجربة الشخصية، رافضة أن تكتب سيرتها الشخصية، حيث تختلف التجربة الشخصية عن السيرة الذاتية، لتمضي في الكتابة على هذا النحو في معظم كتبها، ويصبح السرد بين الخبرة التاريخية لها، خاصة أنها من مواليد 1940م، ومن منطقة النورماندي في شمال فرنسا، حيث طبقة العمال، وهي تنتمي بعائلتها إلى تلك الطبقة العمالية الكادحة، وترى بعينها تلك التحولات التي تعيشها فرنسا وحتى الدول الأوروبية والشرقية حتى هذا اليوم، بما يسمى بالتسلق الاجتماعي الناعم.

كتاب «امرأة» الذي أصدرته منشورات الجمل عام 2022م، وترجمته سحر ستّالة، بمراجعة الإعلامي والباحث المغربي محمد جليد، هو كتاب تأملي حسيّ من خلال سرد أحداث بسيطة تكتبها الكاتبة بأناة ودماثة، عن والدتها المختلفة في طموحها، رغبة في خروجها عن نطاق منطقتها النورماندي، وقريتها حيث الريفيين والعمال، إلى آفاق أبعد وذلك في النصف الأول للقرن العشرين، وبأسلوب عملي منظم ومستميت مع والدها، من خلال افتتاح متجر أشبه بمحل خدمي، ويقاومان معاً على الرغم من أحداث الحرب العالمية الثانية وتراجع الاقتصاد، لكن ذلك لم يثنهما من التشبث بالحلم، والتي كان أشبه بارتقاء اجتماعي، فكانت المؤلفة جزءاً من هذا الانتقال.

حبكة

بدأت الكاتبة السرد بموت والدتها في المستشفى، وطريقة رؤيتها لها قبل الدفن، وتتخذ من هذه البداية وسيلة للتذكرة، دون أن تغفل طفولتها معها، لتمتد وتتذكر طفولة أمها مع جدتها، وتثير الأحداث التاريخية في قرن كامل، دون أن تقدم رواية، ودون أن تقدم تاريخاً، لكنها بشكل ما تقدمهما معاً، ببساطة وسلاسة واستبصار.

Email