وطن التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصيدة بمناسبة عيد الاتحاد الـ 51 لدولة الإمارات العربية المتحدة

وَطَني أيا وطَنَ السَّماحةِ والوَفا

والْجودِ و الأخْلاقِ والإيمانِ

يا ساكنَ الأحْشاءِ فينا والدِّما

والْعقلِ والإِحْساسِ والوجْدانِ

يا مَنْ لهُ رقَّ الفؤادُ مَشاعراً

يَشْدو بهِ شِعْري وحَرْفُ بَياني

يا طيِّباً كالْعِطْرِ فاحَ أريجُهُ ‏

في كُلّ زاوِيةٍ وكُلّ مَكانِ

عَبَقُ المْكارمِ والمْحامِدِ والأمَا‏

ني النّافِحاتِ على المَدى الفَيْنانِ

‏يَنْهلّ مِنْهُ الطِّيبُ فَيْضَ دِنانهِ

‏يَسْقي وَيَرْوي غُلّةَ الظَّمآنِ

وَيَسيلُ من كَفَّيْهِ وَبْلٌ دَافِقٌ‏

يُحْيي النّفوسَ بِعذْبِهِ الْهتّانِ

مَهْدُ الحضارةِ إن وصفتُ خصالَهُ

تلكَ التي خَدَمتْ بَني الإنْسانِ

عَجِزَتْ قصائدُ قُلْتُها في وَصْفِهِ

يَزْهو جَمَالاً كالرُّبى النَّدْيانِ

أعْطى وأغْدَقَ لا يُبالي بالّذي

يُعطيهِ مِنْ جُودٍ ومِنْ إحْسانِ

الخَيرُ كُلُّ الخَيْرِ في جَنَباتِهِ‏

مِنْ فضْلِ رَبي خالقِ الأكْوانِ

شادَ السّجايا الطَّيباتِ بَواسِقاً

كالنَّخْلِ يانعةَ القُطوفِ دَوانِ

وَبَنَى مَعالمَ شامخاتٍ لِلذُّرى

وَلَنا بِذلكَ ناصِعُ البُرْهانِ

قدْ زانَ كالصّبحِ الجميلِ بهاؤهُ

في مَشْهَدٍ تُسْبَى بهِ العْينانِ

يا مَنْ حَوى ذِكْرى الطّفولةِ والصِّبا

مَرْسومةً في القلبِ والأذْهانِ

كَمْ ذا يَتيهُ الناسُ فيه غِبْطَةً

أضْحَوا بِيُسْرٍ ظاهرٍ وأمانِ

وَمِنْ السَّعادةِ غَرّدتْ أطْيارُهُ

فَوقَ الغُصونِ بأعْذبِ الألْحانِ

للنَّاسِ في جَنْبيْهِ وُدٌ خالصٌ

مُتَدَفِّقٌ بِالخَيرِ كالوِدْيانِ

قدْ كان أوْفَى ما يكونُ لِشَعْبهِ

أنْعِمْ بهِ مِنْ دُرَّةِ الأوْطانِ

عَمَّتْ بِهِ الخَيْراتُ لمْ يَبخَلْ بها

عُرِفَتْ أياديهِ لَدى البُلْدانِ

يا صُورةً يَزْهو بها طولَ المَدى

حتَّى غدتْ في الحُسْنِ كالشُّطْآنِ

الحُبُّ فيهِ خَلائِقٌ مَشْهودةٌ

لا يَنْتهي حَتَّى يُجدَّدَ ثاني

وَطيورهُ صَدَحَتْ بأفْنانِ الرُّبى

تَزْهو بِحُسْنِ جمالِهِ الفَتَّانِ

وَطَنٌ بِحَجْمِ الأرْضِ غَالٍ عِنْدَنا

وَيْحِي إذا أسْلوهُ لَوْ لِثَوانِ

مَلَكَ الشِّغافَ لِوَحْدهِ يَا حَيَّهُ

وَطَناً غَدا كَأزَاهِرِ البُسْتانِ

ما مِثْلُهُ وَطَنٌ يُشابِهُ فَضْلَهُ

كَمْ ذا يَعيشُ بِداخِلِ الوِجْدانِ

وَطَني الذي كالنّورِ يَجْري في دمي

لا أرْتَضي بَدَلاً لَهُ مِنْ ثانِ

أهْواكَ يا وَطَنَ الْكرامةِ والسّخا

ما مِنْ سواكَ يُثيرُ بي تِحناني

أهْواكَ يا وَجْهَ الصّباحِ مُنَوَّراً

يا وَهْجَ قائِلةٍ مِنَ الغَلَيانِ

أهْوى نَسيمَكَ بالبُخارِ مُحمَّلاً

كَفَتِيتِ مِسْكٍ أو شَذى رَيْحانِ

ذاكَ الذي قَدْ هِمْتُ فيهِ مَحبّةً

مِنْ فَرْطِ شَوْقٍ ذابَ فيهِ كياني

لا أستطيعُ بِأنْ أُوصِّفَ فَضلَهُ

ماذا تُراهُ أنْ يَقولَ لساني

يا مَوطنَ الآباءِ ياما قَدْ زَهى

في مَحْلِ هذا العَصْرِ كالْبسْتانِ

ضاهى ضِياءَ البَدْرِ في عَليائِهِ

مِنْ سالفِ الأوْقاتِ والأزْمانِ

قَدْ فاقَ أشْكالَ الجمالِ جَميعَها

كالَّلؤْلؤِ الفَتَّانِ كالمرْجانِ

هو قُدْوةٌ قدْ صارَ في دنْيا المَلا

كَمْ وفَّرَ العيْشَ الكريمَ الهَاني

يا مَوْطنَ الحسناتِ يا مَنْ قدْ غَدى

ذَوْباً منَ القلْبِ الرَّحيمِ الحاني

الشّعبُ كلُّ الشّعبِ رَهْنُ إشارةٍ

فيما تُريدُ يَهُبُّ كالطّوفانِ

وَطَني أيا حُبِّي الكبير وَنِعْمةٌ

صَعْبٌ يُجسِّدُهُ بَليغُ بَياني

وَوَليُّ أمْرٍ مُخْلِصٌ في سَعْيِهِ

نَحْوَ المَعالي يا سَخِيَّ بَنانِ

يا إبنَ زايدَ يا مُحمَّدُ مَنْ غدا

ذَوْباً منَ القلْبِ الرَّحيمِ الحاني

عِشْتَ التّحدّي والطّموحَ لوالِدٍ

يا حَيّهُ مِنْ قائدٍ مِنَ باني

فَكَسَبتَ مِنْهُ طبائعاً مَحْمودةً

تَزْهو جَمَالاً كالرُّبى النَّدْيانِ

لَكَ نائبٌ يَحكْي الوفاءَ نصاعةً

كالدُّرِّ في سِرٍّ وفي إعْلانِ

فلقدْ سَما بالفِكْرِ جيلاً صاعداً

بَهَرَ العُقولَ بِفكْرهِ الفتّانِ

قدْ ضاقَ عَنهُ البرُّ فاتجهَتْ بهِ

أفكارُهُ للبحْرِ طوراً ثاني

زَرَعَ الخَليج مَدائِناً خلَّابةً

كمْ قدْ بَنى فِتَناً مِنَ العُمْرانِ

حكامنا يا حيّهم من قادة

قد حقّقوا للشعب كلَّ أمانِ

عرفوا فضائل وحدة فتكاتفوا

مع بعضهم في أصعب الأزمانِ

وختامُها مِسْكُ الصلاةِ على النّبي

ما ناغَى طَيرٌ إلفَهُ بِحنانِ

 

 

Email