«النمر الأسود 2» حداد ضوئي على بوسمان

وصل فيلم التتمة «النمر الأسود 2» من سلسلة أفلام عالم مارفيل للأبطال الخارقين، إلى صالات السينما، أخيراً، حيث من المتوقع أن يكون الفيلم الأعلى ربحاً هذا العام في شبابيك التذاكر، بعد أن حقق الجزء الأول أحد أعلى الإيرادات على الإطلاق (ما يربو على 1.34 مليار دولار)، وحاز على إشادات عدة، سواء على الإخراج أو التصوير السينمائي أو تصميم الملابس، وفوق كل ذلك رؤيته لمستقبل أفريقيا كواحة تكنولوجية.

أجواء

الأمر المميز في الفيلم الجديد «واكاندا فورايفر»، هو الرغبة الواضحة في إضفاء أجواء من الحزن على مدينة «واكاندا» الأفريقية الخيالية في أعقاب وفاة ملكها تشالا، ربما لعكس مشاعر الأسى على وفاة بطل الفيلم الأصلي، تشادويك بوسمان، الذي رحل بمرض السرطان منذ سنتين.

وعلى طول الفيلم، وبينما تتعامل «واكاندا» مع مشاعر الحزن والخلافة وتهديد الحرب، نشهد على هذا التعارض بين اندفاعة الفيلم الحماسية المكبوتة بدوافع الفيلم الحزينة.

وفي أعقاب وفاة ملكها، تشهد واكاندا صعود قوة الإناث، مع تولي الأم المكلومة راموندا التي تقوم بدورها الممثلة انجيلا باسيت مهام الحكم ونهوض ابنتها شيري التي تمثل دورها الممثلة ليتشيا رايت، مع آخرين لحماية واكاندا من القوى العالمية، وفي سياق الفيلم، سيضطر المقاتلون التعامل مع رجل قبيلة جباري على الجبهة الداخلية، كما هجمات قوى عالمية تريد الاستيلاء على احتياطي واكاندا من معدن فيبرانيوم الثمين، وسينشأ في سياق ذلك صراع جديد مع شعب «التالوكان»، وسيخوض جيش واكاندا معركة بحرية ملحمية ضد التالوكان.

الفيلم كما سابقه يتعامل مع قضايا الاستعمار، وفي نهايته يبقى مستقبل واكاندا مفتوحاً على الاحتمالات على الرغم من ارتداء شيري عباءة «بلاك بانثر».

في جانب أداء الممثلين الطاغي، أو جمالية التصوير السينمائي، حاز الفيلم على إشادة من النقاد، الذين لفتوا إلى الإضاءة كعنصر مهم في التعبير. تصف المصورة السينمائية الأمريكية، دورالد اركاباو، لمجلة «هوليوود ريبورتر» الأمريكية الضوء كـ «شخصية خاصة في الفيلم»، مشيرة إلى أنه في التعبير عن الحزن والانبعاث يستخدم الفيلم الإضاءة كوسيلة لإبداع نسيج فريد. بالنسبة لها، ينبغي ألا يسقط الضوء ليغطي كامل المشهد، بل يجب أن تدخل الشخصية وتخرج من الضوء كما يحدث في الحياة الواقعية، مع الكثير من الملمس والدراما تظهره ملامح الوجه لنقل المشاعر.