الفن التشكيلي.. عوالم إبداعية وطاقات إيجابية علاجية

تسهم الفنون التشكيلية بوصفها أحد أهم القطاعات الثقافية الأكثر شعبية في تحسين الصحة النفسية عبر ما تطرحه من مشروعات لونية وأعمال بصريه تدعو للتأمل والاستشفاء. وتحت مفهوم الفن العلاجي يخفف الفن التشكيلي من الضغوط النفسية والاجتماعية ويعد جزءاً لا يتجزأ من العديد من ممارسات مراكز إعادة التأهيل، ومؤسسات الصحة النفسية، إلى جانب المدارس والمجتمعات الإبداعية التي تنادي بأهميته.

«البيان» حاولت من خلال الاستطلاع الأسبوعي، أن تضيء على أهمية الفنون التشكيلة كوسيلة فعالة في تحسين الصحة النفسية بما يعكس قدراتها العلاجية في تخفيف الضغوط الاجتماعية والنفسية، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: «هل تسهم الفنون التشكيلية في تحسين الصحة النفسية؟».

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، أهمية الفنون التشكيلية في تحسين الصحة النفسية، إذ أوضح 84 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن الفنون التشكيلية تحسن الصحة النفسية، بينما رأى 16 % غير ذلك، وجاءت نتائج التصويت على منصة الـ«البيان» على «تويتر» متشابهة، حيث أكدت نسبة 63.6 % دور الفنون في نشر ثقافة الصحة النفسية والعلاج، بينما رأى 36.4 % عكس ذلك تماماً.

روابط إبداعية

وحول أهمية الفنون التشكيلية في تحسين الصحة النفسية تقول الفنانة التشكيلية هند راشد: إن علاقة الفنون بوجه عام بالصحة النفسية هي علاقة متصلة ودائمة والكثير من الدراسات الحديثة أكدت أهمية ممارسة الفنون المختلفة بهدف تحسين الصحة النفسية، فالعلاج بالفن يفسح المجال أمام الناس للتعبير عن أنفسهم، ويتحول إلى أداة يطرحون عبرها أفكارهم ومشاعرهم التي لا يستطيعون التحدث فيها؛ بمساعدة الطبيب أو المعالج النفسي المختص الذي يفهم أكثر عن مشاعر الفرد وسلوكه من خلال رسوماته أو أعماله الفنية، ما يساعده على معالجة مشكلاتهم النفسية.

طاقة إيجابية

وتشير الفنانة التشكيلة يسرا وهبة إلى أن للفنون البصرية دوراً مهما في تحسين الصحة النفسية، إذ تدعم عملية الشفاء للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والأمراض المزمنة، كما تساهم في دعم عملية التركيز، عبر تنوع أساليب التعبير الفني، وأصبح للفن أهمية متزايدة، وإذ تجاوزت استخداماته الغاية الجمالية أو التزينية، وتم توظيفه في مناحي الحياة المختلفة، ومنها الطب النفسي والصحة النفسية، خصوصاً في علاج الكثير من أمراض العصر.