فنون عالمية ترسم في دبي ملامح الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس المشروعات الإبداعية للفنون التشكيلية في دبي عبر منصاتها المتعددة الوسائط فنونَ البيئة الإماراتية التي ترفع الاستدامة شعاراً لها لتجوب المعارض الفنية والمواقع الافتراضية.

ولترسم ملامح مستقبل مسارات التشكيل المفاهيمي والبيئي، في فضاء الاشتغال والتوثيق من وحي الماضي والمعاصرة، وذلك عبر دمج الممارسات المستدامة تحت مظلة الاقتصاد الإبداعي ومخرجاته كتجارب فنية تحمل بصمتها روح الهوية والاكتشاف.

تيار مثابر

وفي السياق يقول خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي:

مع بداية موسم دبي الثقافي ستشهد الساحة الفنية الإماراتية حراكاً إيجابياً، فيما يتعلق بطرح معارض وأعمال فنية أساس تكوينها الخامات المستدامة، والمنهج المفاهيمي.

ففكرة الاستدامة ليست بمسألة جديدة، وثمة أمثلة عديدة عن أجيال ومجتمعات سابقة دمجت الممارسات المستدامة بصورة تلقائية ضمن أساليب الفنان الإماراتي، وباتت بمثابته تياراً أو حركة فنية تنبض بالمثابرة والتجارب وقد اكتسبت الشعبية والحضور وباتت تحظى باهتمام كبير لدى العديد من الفنانين والمواهب المحلية.

بدورها، تقول الفنانة ميس البيك: يقع الفن المفاهيمي ضمن حراك المجتمع الإبداعي في دبي سواء عبر المعارض التقليدية أو المنصات الافتراضية، يرتبط بكل تأكيد بأهمية التكوين والبحث المبذول في ابتكار فكرة عميقة تحمل بين طياتها رسائل ثقافية وفنية جاذبة للمتلقي عبر مضامينها الواقعية وإضاءاتها الإنسانية، إلى جانب منهجها العلمي القائم على الممارسة البصرية المتعددة التخصصات، والمجسمات وأعمال الفيديو والتركيبات لتضفي طابع شاعري شخصي لدى المتلقي.

طابع مستدام

وفيما يتعلق بمفهوم الهوية المستدامة من منظور فني ومجتمعي يشير الفنان أحمد العنزي إلى أن الكثير من الفنانين والمواهب المحلية شغوفة بطابع الاستدامة والدمج بين المواد والخامات الصديقة بالبيئة، وهو ما سوف نشهده خلال الفترة المقبلة من أعمال ومعارض فنية حريصة على توثيق العديد من التجارب في هذا المجال.

والتي تحمل طابعاً مميزاً في دولة الإمارات كونها انعكاس للهوية الثقافية وتاريخها الحضاري الشغوف بتراثه ومكونات بيئة الاستثنائية، التي تحتفي بالأفكار القائمة على التجديد والابتكار الذي يشمل عدة مستويات وسواء أكانت تلك التجارب تشمل تصوير الفنان لمفهوم أو موضوع معين عبر وسائط متعددة، أو حتى استكشاف طرق مختلفة لاستخدام وسيط واحد فقط، تقود عملية الابتكار الفني إلى التقدّم.

والتقدّم بدوره يؤدي إلى عملية جديدة. وهكذا تُفتح الآفاق للاحتمالات لا حصر لها حيال اتجاه المشروع الإبداعية تثري التجارب والاستكشافات.

أفكار قياسية

وعن أهم العناصر التي تسهم في استدامة ممارسة الفنان الإماراتي والمواهب المحلية في قطاع الفنون التشكيلية المستدامة والفن المفاهيمي تشير الفنانة تاوس مخاتشيفا إلى رفضها الأفكار القياسية للفن وهو ما يميز أسلوبها كفنانة.

وتضيف: تستكشف بعض الأعمال التي سوف تشهدها الساحة الفنية خلال موسم دبي ثقافي، العديد من التقنيات والعناصر الأساسية في عملياتنا الفنية القائمة على الفن المفاهيمي سواء أكانت متعلقة بالمواد المستخدمة أو بالخطوات المتخذة فهذا سيتيح لنا الحفاظ على الزخم، والديناميكية والالتزام لنتمكن في نهاية المطاف من إيصال رسائل بيئية.

Email