جلسة في «السعديات» كشفت تفاصيل التقرير المشترك وإعلان موعد «القمة الثقافية»

«ثقافية أبوظبي» واليونيسكو تحللان واقع الثقافة في زمن «كورونا» وأوجه النهضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح تقرير مشترك لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي و«اليونيسكو»، نشر أمس، بعنوان «الثقافة في زمن كوفيد 19 .. الصمود والتجدد والنهضة»، طبيعة وأوجه تأثير الجائحة في حقول قطاع الثقافة منذ مارس 2020، محدداً مسارات إعادة إحياء هذا القطاع.

وحلل التقرير جوانب ومجالات تأثير جائحة كوفيد-19 في جميع القطاعات الثقافية، مبيناً أنَّ الثقافة كانت من أكثر القطاعات تأثراً بالجائحة على صعيد العالم، إذ فقد القطاع أكثر من 10 ملايين وظيفة في عام 2020 بمفرده وشهد انخفاضاً بنسبة 20 - 40 % في الإيرادات.

‎وأكد محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، خلال جلسة نقاشية، نظمت أمس في منارة السعديات في أبوظبي، بحضور مساعد المديرة العامة لليونيسكو للثقافة، إرنستو أوتوني راميريز، أن الثقافة هي قلب حكومة أبوظبي، التي استطاعت خلال الجائحة إعادة فتح المؤسسات الثقافية، بطريقة يتفاعل معها الجمهور.

كما تضمنت الجلسة إعلان «ثقافية أبوظبي» عن الموعد الجديد للدورة الخامسة من القمة الثقافية أبوظبي، وذلك من 23 إلى 25 أكتوبر القادم.

تحديات وحلول

في مستهل الجلسة التي أدارتها ريما عاصي، شريك بشركة ماكينزي، قال محمد خليفة المبارك: «إن الثقافة قطاع جماهيري، وهناك بعض الأمور التي حدثت بسبب الجائحة لن تسترد عافيتها قبل 20 عاماً، وعلينا أن نمنع حدوث ذلك مرة أخرى». و

أوضح: «في الدائرة تعلمنا خلال الجائحة حماية الثقافة، وتعاونا مع دائرة التنمية الاقتصادية، ووفرنا صناديق تنمية لتطوير القطاع الثقافي، وبرامج مستدامة. ورأينا الجمهور يخرج إلى السينما والمتاحف، ولديه اندفاع للتعرف إلى المعالم السياحية».

وتابع المبارك: «إن ما يقترحه التقرير من توجيهات واستراتيجيات، ستعيد رسم ملامح القطاع، ليكون مرناً ومستداماً لأجيال وأجيال، فشراكتنا مع اليونيسكو ودور أبوظبي في إعداد هذا التقرير، يوطِّدان التزامنا بالمساهمة في إيجاد الحلول، ووضع السياسات التي من شأنها أن تعزز قطاع الثقافة في الإمارات والعالم».

بدوره، أوضح مساعد المديرة العامة لليونيسكو للثقافة، إرنستو أوتوني راميريز: «خلال الجائحة، تم التفكير بحلول سريعة، دون الاهتمام بالنظام البيئي، وهناك صناعات كبرى مثل المسارح وغيرها، تأثرت، ولم نكن مستعدين، ولهذا حددنا في التقرير، الإصلاحات الرئيسة التي تبرز حالياً في جميع أنحاء العالم، من باب التصدي للأزمة العالمية».

تحولات ثقافية

بحث التقرير في تأثير جائحة كوفيد 19 بالقطاعات الثقافية، وأشار إلى أن الثقافة كانت من أكثر القطاعات تأثراً بجائحة «كورونا» في العالم، إذ فقد القطاع أكثر من 10 ملايين وظيفة في عام 2020، وشهد انخفاضاً بنسبة 20-40 % في الإيرادات. كما انخفض إجمالي القيمة المضافة للقطاع بنسبة 25 % في عام 2020.

ويؤكد التقرير، الذي استند إلى بيانات مستقاة من أكثر من 100 تقرير، الحاجة لاتباع نهج متكامل من أجل تعافي قطاع الثقافة، ويتناول التقرير التحولات الكبيرة التي طرأت على الإنتاج الثقافي ونشره، بسبب تسارع رقمنة المنتجات الثقافية أثناء تفشي الجائحة، حيث بلغ إجمالي إيرادات الاقتصاد الإبداعي الرقمي في عام 2020، ما يقارب 2,7 مليار دولار أمريكي على صعيد العالم.

فرصة

يشير التقرير إلى أنَّ نهاية الجائحة، تمثِّل فرصة لإعادة تحديد مكانة الثقافة في الخطة العامة، ولتعزيز قيمتها كمنفعة عامة. ويلفت إلى أن الجائحة أدت إلى تعزيز الاعتراف بالقيمة الاجتماعية لقطاع الثقافة، وبإسهامه في تحقيق الرفاه الجماعي والفردي، وفي إنجاز التنمية المستدامة. فقد أُدرجت الثقافة بالفعل لأول مرة في مناقشات السياسات لمجموعة العشرين في عام 2020.

 

Email