استطلاع «البيان»

البيئة في قصائد الشباب.. حضور خجول وعناصر غائبة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في نهج اتبعه الشعراء في الماضي، انعكست معالم البيئة المحيطة بالشاعر في قصائده الشعرية، باختلاف أغراضها واتجاهاتها، وتتضح ملامحها في مفرداته، وإسقاطاته التي يتبناها وهو ينسج أبيات نصه الشعري، فيتعرف المتلقي من جهته بعناصرها المتنوعة جغرافياً وثقافياً ومجتمعياً وبيئياً، فتأتي القصيدة كأنها سجل موثق لتفاصيلها، أو ربما مرجعاً للباحث.

مع اتساع رقعة الشعر المحلي، واتجاه الشعراء لنشر قصائدهم عبر التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، واتجاه بعض الشعراء إلى اللهجة البيضاء، وهي اللهجة التي يلجأ لها الشاعر لتصل قصيدته لمختلف الشرائح والبيئات، بحيث لا تستعصي لغتها على المتلقي، ويفهمها كل من قد تصله القصيدة.. يتبادر السؤال إلى الأذهان: هل تحضر عناصر البيئة المحلية في قصائد الشعراء الشباب بصيغ مؤثرة؟

طرحنا هذا السؤال على قراء «البيان»، من خلال الاستطلاع الأسبوعي، فكانت النتائج: أن ما نسبته 24 % أجابوا بنعم، بينما لم يتفق معهم ما نسبته 76 %، أجابوا بلا. وفي نتيجة مقاربة على حساب «البيان» عبر «تويتر»، أجاب 33.3 % نعم، فيما أجاب 66.7 % بلا.

وأكد الشاعر سالم بن محمد الكعبي، الذي أن الشاعر ابن بيئته، يتأثر بكل ما يحيط حوله من عناصر، مهما اختلفت وتنوعت، ويؤثر أيضاً، لذا، عند قراءة النصوص الشعرية للشعراء، لا بد من وجود المفردات التي ترمز ويستدل بها على بيئة الشاعر أو منطقته والمكان الذي نشأ فيه، ولم يبتعد الشاعر الشاب عن هذا النهج، إذ نجد الكثير من الشعراء الشباب الذين يميلون لاستخدام المفردات التي تعبر عما يحيط بهم.. ويميل الشاعر سالم بن محمد الكعبي لهذا النهج في كتابة القصيدة، لما له من أهمية في ترسيخ الهوية وتأريخ ثقافات الشعوب.

طبيعة ومنهج

من جهتها، قالت الشاعرة ناعمة الكعبي: أعتقد بأن هذا الأمر يعود إلى طبيعة ومنهج الشاعر الذي ينتهجه في قصائده، فالعديد من الشعراء يُضمِّنون مُفردات من عناصر البيئة الإماراتية بطريقة مُحببه تُفرِح المُتلقي، وتُعيده إلى عبق الماضي، من خلال المفردة المُتجلية في القصيدة، هُناك من الشعراء الشباب، من يحمل على عاتقه همّ المُفردة الإماراتية، وإبرازها على الصعيدين المحلي والعربي.

وأضافت: أقول في قصيدةٍ لي أتذكر أيام الطفولة، وأذكر فيها غرشة (الكحل)، والمرود الخاص بالكحل، الذي تكتحل به المرأة الإماراتية، وكذلك تتجلى عناصر البيئة في ذكريات النخيل، وأول ثمرة (الخلال)، وموسم جني ثمار النخيل (خرف النخيل)، كذلك تتجلى أحد الألعاب التي تُعنى بها البيئة الإماراتية المحلية، وهي لعبة الصقلة، حيث أقول:

وين الأوّل ليته يعوّد

جان بانعطيله حقوقه

كالكحل في غرشة المرود

تشتهيه العين وتشوقه

تأثير ملحوظ

وفي سياق متصل، قالت الشاعرة نايلة الأحبابي: لا شك أن تأثير البيئة ملحوظ ومشهود في قصائد الشعراء الشباب، ولها تأثير في روح الشاعر ومشاعره، لأن البيئة هي من تشكل التأثير في الشاعر، حتى إنها تتجسد في قصائده. ويأتي ذكر البيئة، سواء في قصائد الحنين التي تخلد أن البيئة لو تغيرت، فلا تزال لها أطلال لا تزول، أيضاً في العديد من الأغراض الشعرية. بل إن البيئة نفسها قد تكون ملهمة للشاعر لكتابة قصيدة، وليس تأمين وجود عرضي في القصيدة.

وإذا اتخذنا عناصر البيئة التي تؤثر في الشاعر، نجد البيئة تتكون من عدة عناصر، منها الفيزيائية، وتشمل المكان والتضاريس، فنجد الشاعر يصف أرضه أو مكانه، أو يشكو للبحر مراراً، وتذكرت هنا بيت في إحدى القصائد.

أبني بسِيف البحر حلمي واهدّه

واصنع الآمال في روس الذواري

 

Email