المسرح الغنائي.. بريق يلمع في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يوصف الشعر بأنه «أبو الآداب» و«ديوان العرب»، بينما يوصف المسرح بأنه «أبو الفنون»، وكلاهما ولد على أرض الثقافة، ولكل واحد منهما سحره وأسراره و«مزاجيته»، وهما اللذان التقيا معاً في لحظة من الزمن، ليجسدا السحر على الخشبة، في وقت تحلق الأصوات في فضاء المكان، ولتسكن عبر الموسيقى في ذاكرة الجمهور، الذي طالما توجهت أنظاره إلى عروض دبي الكثيرة، في أكثر من مرفق ومسرح وساحة.

دور فاعل

للمسرح الغنائي دور فاعل في رفع ذائقة الجمهور، فهو بحسب الفنان المسرحي جمال مطر «عرض مسرحي، تتخلله مجموعة أغنيات كتبت للعرض المسرحي وللفرجة».

مطر في حديثه مع «البيان» قال إن «الفرجة تأتي من أداء الممثلين تمثيلاً وغناءً، وبالضرورة طبعاً تراكم الخبرات في تقديم عروض مسرحية تسهم في رفع ذائقة الجمهور من خلال الغناء والتمثيل الجيد»، مؤكداً أنه في القريب ستطل على الوجود عروض مسرحية غنائية محلية تضاهي في جودتها العالمية.

وتابع: «الذوق العالي يسهم في المعرفة، التي تؤدي بدورها إلى الإبداع الخالص»، مستشهداً بما قدمه الأخوان الرحباني وفيروز من أعمال لا تزال حية في الذاكرة والمشهد العربي».

وقال: «من أهم التجارب المسرحية الغنائية العربية ما قدمه الرحابنة وفيروز، والتي تميزت ببساطة الكلمة وعمقها في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الألحان العصرية للرحابنة، ومن يدور في فلكهما، وكثير من أسماء الشعراء والملحنين». مطر ذهب في حديثه إلى وصف دبي بـ«عروس الشرق»،

وقال: «دبي تستحق مثل هذه العروض المميزة لمكانتها، حيث يعد ذلك تجسيداً لحرصها على أن تكون بلداً للذوق الرفيع، وبلا شك فإن كثرة العروض تسهم في دفع عجلة الفن»، مضيفاً: «نحن بانتظار وبشغف كبير افتتاح مكتبة محمد بن راشد، هذا الصرح الكبير لتقديم الكثير من العروض المسرحية الغنائية على خشبته، ودبي مقبلة على نشاط ثقافي كبير من خلال المسرح والثقافة والأدب».

حضور

الإقبال على العرض في دبي أصبح سمة تشترك فيها الفرق العالمية، ومنها تلك المرموقة والعريقة، التي باتت تطمح إلى تحقيق حضور في «دبي أوبرا» أو «كوكا كولا أرينا» أو في غيرها من مرافق دبي، وبرامجها العديدة، التي تحتضن الموسيقى والمسرح الغنائي، الذي بات ضيفاً دائماً على «دانة الدنيا».

400 عام

قبل نحو 400 عام ونيف، شهدت إنجلترا ولادة رائعة وليام شكسبير، «روميو وجولييت»، التي باتت تعد واحدة من أروع الكلاسيكيات العالمية التي غادرت مرات عديدة رفوف المكتبات نحو خشبات المسارح ومواقع تصوير الأفلام، حيث تميزت في كل مرة بعرضها الخاص وبالرؤية الإخراجية التي تقدمها على الخشبة، وها هي فرقة الباليه الجورجية تستعد حالياً لإعادة الألق مجدداً إلى رائعة شكسبير، ولكن هذه المرة ستكون انطلاقاً من دبي، التي تستضيف في سبتمبر المقبل، العرض المسرحي المغلف بالحب الذي يتعثر بـ«مطبات» النزاع الدامي بين عائلتي روميو وجولييت، اللذين يقدما على الزواج سراً، حيث تقع الكثير من الأحداث المأساوية التي تجبر روميو على مواجهة تيبالت، ابن عمّ جولييت، الذي يموت خلال المبارزة، فيُعاقب روميو بالطرد من المدينة.

أربعة مشاهد للملحن الإيطالي جوزيبي فيردي، تشكل أعمدة عرض «لا ترافياتا» التي تستند في تفاصيلها إلى مسرحية «سيدة الكاميليا» المقتبسة أصلاً عن رواية ألكسندر دوماس الابن.

«لا ترافياتا» عاشت طويلاً في الذاكرة الإنسانية، وها هي تعود للواجهة من خلال بوابة دبي، التي تستضيفها في سبتمبر المقبل، حيث يتضمن هذا العرض إحدى أكثر المقطوعات الموسيقية شهرة ورومانسية ومأساوية على الإطلاق، حيث العرض يروي قصة الحب المأساوي بين فيوليتا، والرومانسي ألفريدو جيرمونت، وهو ما يتعارض مع نفاق المجتمع العصري من الطبقة العليا، ويهدّد بالتسبّب في إحراج أسرة ألفريدو.

Email