أمسية بنفحات رمضانية في بيت الشعر بالشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أجواء رمضانية هبت نسماتها على قصائد الشعراء فضمختها بنفحات وروحانيات الشهر الفضيل، احتضن بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة مساء الثلاثاء 12 أبريل 2022، أمسية شعرية حلّق فيها الشعراء بقصائد تراوحت تجلياتها بين الشدو لرمضان وأجوائه الإيمانية النقية، وبين التغني بحب الأوطان وأوجاعها والشوق لها، وحضر الحب بكل جماله وإنسانيته كغرض أساسي، وشارك في الأمسية كل من الشعراء، أميرة توحيد من مصر، وجمال الجشي من فلسطين، ود. خليل الرفوع من الأردن، ود. عبدالرزاق الدرباس من سوريا، ويونس ناصر من العراق، وذلك بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وجمهور كبير من الشعراء والإعلاميين والمهتمين، وأدار دفتها الإعلامي عثمان حسن، الذي استهل الأمسية باستذكار سيرة الشاعرين عمر أبو سالم ونايف الهريس اللذين انتقلا إلى الرفيق الأعلى قبل أيام، وأشاد ببيت الشعر في تنظيمه للأمسيات الشعرية ومنها أمسيات شهر رمضان.

 

افتتحت القراءات الشاعرة أميرة توحيد بقصيدة نورانية الحرف مرفوعة إلى مقام المصطفى عليه الصلاة والسلام، داعية إلى محاولة الشعور بما تشعر به من اكتفاء وارتواء يستقي من معين النور، معنونة قصيدتها بـ «لو تشعرون» في محاولة لاستخدام عتبة العنوان في إثارة فضول الحضور، وشد انتباههم. جاء فيها:

 

قبسٌ تهذبتِ النفوسُ على يدي

ـــهِ وأشرقتْ أرواحنا من سرّهِ

 

مشكاةُ حقٍّ بعثرتْ سحبَ الدُّجى

فتلألأتْ هذي الدُّنا من فجرِهِ

 

افتتح الشاعر جمال الجشي من فلسطين قراءاته بقصيدة بعنوان «سراعاً تمر»، مشيرا إلى قلق الإنسان الدائم من عبور السنين وما تحمله في عبورها من أعمارهم وأعمالهم، وما يلحقون به خلالها وما لا يدركونه، متناولا الأحداث واتخذ من النصح والوعظ زورقا أبحر بالحضور عبره في بحور الحكمة والتجربة، واختتمها بالدعوة لنيل الخير والفلاح، جاء فيها:

 

سِـــراعًــا تَــمــرُّ عَـلـيـنـا الـلّـيـالـي

تُــرامــي خُــطـانـا لـحِـضْـنِ الــمَـآلِ

 

شَــبـابٌ يــولّـي ويَـفـنَـى مَـشـيبٌ

وَكُـــــلٌّ يَــســيـرُ لِــيَــومِ الــسُّــؤَالِ

 

ثم قرأ بعده الشاعر الأردني خليل الرفوع الذي احتل المكان الدلالة الشعرية الرمزية الرئيسية لذاته الشاعرة، حيث شدا لقريته التي يرتبط بها وجدانه وتهفو إليها عاطفته، في قصيدة بعنوان: «إلى قريتي بصيرة»، مأوى ومنتهى، ويدل عنوانها على أمنية مضمرة للشاعر بأن يعود إليها يوما كنهاية جميلة تجمعه بمعشوقته، جاء فيها:

 

بُـصَــيْـرةُ يا بدايةَ كلِّ عشْـق

ويا بوحَ الرّوابي للوِهاد

سألتُكِ إنْ تناجَى القومُ دوني

وعادتني الخطوبُ مع العوادي

 

فكوني لي كؤوسًا من صَبوحٍ

تُسـاقي ظِمْءَ أنفاسي وضادي

 

افتتح الشاعر السوري د. عبدالرزاق الدرباس قراءته بتحية لشارقة الشعر وبيت شعرها العامر بالمحبة في قصيدة لا تخلو من تجليات رمضانية مضيئة الحروف قال فيها:

 

شهد بشارقة الهوى ينساب

ويعرش النسرين واللبلابُ

 

قمر القوافي ساهر يبني لنا

سفن السلامة والمحيط خرابُ

 

واختتم القراءات الشاعر العراقي يونس ناصر الذي استسمح الجمهور أن يشدو لوطنه العراق في قصيدة عالية الشجن، ناجى فيها وطنه مشتاقا ومعتذرا ومستحضرا شجن ابن زريق في محاولة لقول «ما لم يقله ابن زريق» جاء في افتتاحيتها:

 

عتابُكِ باهظٌ وأنا فقيرُ

وحكمكِ قاطعٌ وأنا أسيرُ

 

وبحركِ هائجٌ وأنا غريقٌ

تقاذفني العواصفُ والهديرُ

 

Email