اتجاهات ثقافية: كيف تبدو الكلمات؟

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نعرف الكلمة بشكلها المألوف ونحبه، لكن مع كل التطور والتغيير الذي نشهده، نتساءل، ترى كيف سيبدو مستقبل الكلمات؟ يبدأ السؤال في جلسة «ترى، كيف يبدو مستقبل الكلمات؟»، التي كان من أبرز محاورها التي تناول مقتطفاتها، متحدثون عن قيمة ما نحتفظ به، وقيمة الأرشفة، كل من الدكتورة عائشة بالخير ورشاد بوخش، إلى جانب الدكتور سعيد الظاهري.

وركزت الجلسة أيضاً على ما يعنيه الأرشيف، وكيف سيتغير في المستقبل القريب؟ مع تسليط الضوء على المقتنيات التي يحرص جامعو الكتب والمخطوطات على الاحتفاظ بها، من منظور مختلف، يعيد تعريف ورؤية المألوف على الرفوف، وفي الأرشيف والذاكرة، من خلال ما نشهده من عصر إبداعي جديد، يهضم كل ما سبقه من أجناس أدبية وإبداعية وتقنية، ويعيد خلقها في أدب جديد ومختلف.

وعن الأدوات اللازمة، التي يجب على الكاتب والشاعر التعامل معها في استيعاب لعبة التفاوضية الرقمية، وأهم صفات الكاتب في العصر الرقمي في الفعل الكتابي الإبداعي. ويدخل ضمن هذا الباب، استخدام مؤثرات الوسائط المتعددة من صوت، وصورة وحركة، في الكتابة. أي اجتراح لغة جديدة كاملة ومختلفة، لا تعتمد على الكلمة فقط، بل تغدو الكلمة جزءاً واحداً منها. وفي بعض الأحيان، يمكن الاستغناء عنها تماماً، كما فعلت بعض روابط قصة «صقيع» مثلاً. أيضاً على الكاتب أو الأديب الرقمي أن يستخدم البعد التشعبي (الترابطي) في الفعل الكتابي، فلم تعد الكتابة خطية أفقية، بل أصبحت كتابة ذات أبعاد مختلفة.

ثلاثية النقد

كما تناولت جلسة كل من الكاتبة عائشة سلطان والدكتورة مريم الهاشمي، جانباً مختلفاً من جوانب نقد وتقييم الكتب، ضمن مثلث علاقة الناقد والكاتب والقارئ، وطرحت التساؤل حول ما إذا ما أصبح النقد وسيلة ذاتية، تعبر عن تقييمات الكتب والحسابات الشغوفة بالقراءة والكتب على السوشال ميديا؟، ماذا عن حساسية الكاتب، حين التفاعل بشكل مباشر مع هذا النقد؟ كيف تبدو علاقة الناقد، ودوره الفعلي اليوم مع التغييرات التي طالت المشهد الأدبي؟

وفي محور القراءات الإماراتية، سلطت الجلسة، الضوء على أهم الأعمال الأدبية لمبدعين من الإمارات، بمشاركة الكاتب إبراهيم علي خادم مدير المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، الذي قرأ مقتطفات من كتابه «تعاليم المحبة»، الذي يحوي مجموعة من الركائز الملهمة لحب الحياة، إلى جانب قراءات أخرى من المجموعة القصصية للكتابة نادية النجار، التي جاءت بعنوان «لعبة البازل»، كما أمتعت الكاتبة صالحة عبيد، جمهور المهرجان، بقراءة لافتة لروايتها «لعلها مزحة»، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في 2020.

قضايا عالقة

وكشف كل من د. حبيب العطار وسميرة أحمد، بعضاً من الصعوبات التي قد يوجهها كل من يمتهن الفن، عبر مشاركتهم لبعض تفاصيل رحلتيهما في عالم الفن، من خلال جلسة «أثرٌ في الفن»، غطت فترة تتجاوز نصف قرن، هي من بدايات الفنون المسرحية في الإمارات، وهي فترة كافية لخلق جمهور واسع وراسخ، يعشق المسرح، ويواظب على متابعته. ولكن هذا لم يحدث للأسف، وبالتالي، فالواقع يقول إننا نقدم لعبتنا من دون جمهور يتفاعل معها، وهذا بحد ذاته فشل، إذ لا مسرح بلا جمهور، وبالتالي، فإننا لم نتطور، وتجربتنا لم تتقدم إلا في بعض الحالات الاستثنائية فقط. كما أن انعدام الهم الشخصي لدى المسرحي، هي أحد الإشكاليات التي لا بد من معالجتها، إلى جانب عزوف الشباب من الجنسين، عن الالتحاق بركب العمل المسرحي، وخوض المجال الفنون التمثيلية بشكل عام.

العطاء الإيجابي

وفى جلسة «الإيجابية والتغيير»، تكشف مدربة الحياة، ورائدة الأعمال الاجتماعية، هالة كاظم، طرق التغيير نحو عالمٍ من السلام الداخلي والسكينة والطمأنينة، حيث سعت لمشاركتها مع الآخرين، خاصة النساء، بهدف الاستفادة منها على طريق التعافي، لمناقشة الصحة النفسية والعقلية، وأهمية إعادة ترتيب الأولويات للانطلاق من الذات في رحلة تغيير نحو الأفضل، بالأخص، في ضوء مخلفات جائحة «كوفيد 19»، وذلك بمشاركة الدكتور وليد عودة، الذي سبق أن طرح عدداً من الإصدارات المهتمة بالصحة النفسية، كان آخرها «حياة في قلب الجلاد»، الذي يناقش قضية التعنيف وعقلية الضحية.

Email