تشكيليون لـ«البيان »: اللوحة ربان يقود سفينة الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم يتحرك تحت نبض الألوان والأشكال، هناك فكرة قادت الفنان إلى إبداع عمله، هذه الفكرة قد تبدأ بتخطيط أولي «اسكتش» يضع فيه الفنان ما يريد.

وقد يبدأ بالعمل فوراً وهو يرى أن وراء سطح اللوحة عمل ما يزيل عنه القشور بألوانه وأشكاله ليصل في النهاية إلى اللوحة التي تحاكي خياله.

وحول هذا الموضوع تحدث عدد من الفنانين التشكيليين لـ «البيان» وأكدوا أنهم نادراً ما يرسمون «اسكتش» وأن اللوحة قد تقودهم إلى أماكن جديدة لم يخططوا لها أو يتخيلوها.

الفنانة الدكتورة نجاة مكي قالت: بالنسبة لأعمالي لا أرسم في البداية أي «اسكتش» لدي العمل فقط، وأثناء العمل تكتمل الفكرة الموجودة في البال والذاكرة وبمرور الوقت تكتمل اللوحة.

وأضافت: يمر العمل الفني بمراحل معينة، من خلال الخط وتوزيع العناصر على سطح العمل الفني وأحياناً تكون عندي الفكرة ممكن تكون من لونين أو ثلاثة إذا كانت فيها رمزية خاصة، وأحياناً تكون عبارة عن مجموعة من الألوان.

وتابعت: كل لون له رمزيته بالإضافة إلى بعض الأشكال إذا كانت تراثية أو غير كرمز في العمل الفني.

وقالت الدكتورة مكي: أرسم «الاسكتش» في الأعمال الجدارية الكبيرة فقط، والتي تكون خاصة، بطلب من جهات معينة أقوم برسم «اسكتش» وعرضه على الجهة، إذا كانت توافق عليه، ولكني أثناء تنفيذ العمل أضيف له عناصر أخرى.

الفنان خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي قال: بالشكل العام أعمل على تنفيذ أعمالي مباشرة، لكني في بعض الأوقات، أتأمل في فكرة معينة ولا أريد لها أن تضيع، فأرسم «اسكتش».

وأضاف عبد الواحد: عادة ما يكون إنتاج العمل مختلفاً عن ما هو في بالي، ويأتي هذا الاختلاف في التكوين والفكرة.

وذكر: بشكل عام يكون في بالي تصور ما واحتمالية التغيير في هذا التصور واردة.

ومن جهتها قالت الفنانة خلود الجابري: هذه الفترة أعمل على فكرة الـ «اسكتش» وأترك اللون هو الذي يحرك الشكل، أو القلم يحرك العمل بخط واحد، وهي طريقة اشتهر فيها الفنان المصري «جورج بهجوري».

وأضافت: الرسم مباشرة خبرة اكتسبتها من ممارسة العمل الفني والتراكمات، بعد أن كنت أرسم «اسكتش» وأحدد النسب والفكرة وما زال لدي التخطيط الأولي للوحات قديمة، منها ما لم أنفذه.

وأوضحت الجابري: في هذه الفترة بعد معايشة اللون والموسيقى أرسم بحالة اللون والموسيقى وأعيش اللون واللحظة على حسب الانسيابية وخبرة اللوحة.

وقال الفنان السوري محمد ديوب: تجربة «الاسكتش» بالنسبة لي مستقلة وليست مشاريع للوحات لأني أعمل بكثافة على موضوع «الاسكتشات» منها ما أنفذه بالأحبار.

وأضاف: هي عبارة عن تهيئة لمرحلة معينة للأعمال الكبيرة سواء نفذتها بمواد مختلفة أم بألوان «الإكرليك» وهذه «الاسكتشات» دراسات سريعة كنوع من التفريغ لحالات معينة.

وأوضح: إن مرحلة اللوحة بالنسبة لي مختلفة تماماً، لا أضع أي اسكتش لأي لوحة حتى لو جربت لا أكمل بالالتزام بالاسكتش لأني عندما أعمل على اللوحة تبدأ أفكار أخرى.

Email