أعمال فنية رائعة من نوى الزيتون وبتقنية ثلاثية الأبعاد بأنامل فنان سوري

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يجلس الفنان السوري مازن شيباني البالغ من العمر 50 عاما ساعات طويلة يوميا أمام لوحة رسمها ويقوم بلصق نوى حبات الزيتون، التي جمعها عبر أيام وأيام على تلك اللوحة ليقدم لنا بعدها عملا فنيا رائعا يجسد من خلاله مواقع عالمية مهمة أو مناظر طبيعية بتقنية ثلاثية الأبعاد.

والفنان السوري شيباني، الذي يتمتع بالصبر والعزيمة القوية ويمتلك رؤية فنية جميلة، يقوم بجمع حبات الزيتون وبأعداد تصل إلى آلاف الحبات، لا يسمح للملل أن يتسلل إلى نفسه، بل على العكس فهو بغاية الشوق والنشاط عندما يبدأ العمل إلى أن ينتهي من العمل الفني ويراه كتلة واحدة، ويترك للناس الحكم عليها.

ويركز الفنان شيباني خلال أعماله الفنية، التي بدأ يرسمها منذ 25 سنة تقريبا، على مفردات الحياة في دمشق التراثية ومعالم أثرية مهمة، بتقنية ثلاثية الأبعاد، ولكن عندما فكر بأن يصبح فنانا مشهورا ويدخل العالمية بدأ بتنفيذ أعمال فنية لمواقع تراثية مهمة في العالم، فرسم سور الصين العظيم، والساحة الحمراء في موسكو وغيرهما من المعالم الأثرية المهمة.

واستطاع شيباني أن يحقق خلال الـ 25 سنة الماضية مجموعة رائعة من الأعمال الفنية باستخدام خامات مختلفة، كان آخرها حبات الزيتون، قائلا إنه قرر استخدام حبات الزيتون لأن الزيتون رمزا للسلام والحب، وهو أمر تحتاجه سوريا.

وقال شيباني لوكالة أنباء "شينخوا" بدمشق "بدأت العمل منذ قرابة 25 سنة بلوحات تجسد دمشق ومعالمها المهمة عندما بدأت الأزمة في سوريا توقفت عن العمل"، مضيفا "وبعد سنوات من بدء الحرب استأنفت العمل وأردت أن أقدم عملا يبقى بالذاكرة ولا أحد ينساه فقمت برسم لوحة دمشقية كبيرة تمثل خمس حضارات وهي الدمشقية والايوبية والفاطمية والعثمانية والمغربية وفيها جامع وكنيسة، وأطلقت عليها اسم (العيش المشترك) وهي مصنوعة من حبات الزيتون"، مؤكدا أن هذا العمل نال إعجاب كل من شاهده في العام 2016.

وعندما شاهد نجاح عمله الأول، وإقبال الناس على مشاهدة لوحته عن دمشق، بدأ يفكر بالانتقال إلى العالمية ويرسم معالم مهمة فكان سور الصين العظيم أهم وأصعب وأجمل التحديات بالنسبة له، وبقي أياما وهو يفكر ويتأمل به، وكيف يمكن أن يرسمه ويحافظ على جماليته ويقدمه بطريقة لائقة.

وقال إنه أمضى أسبوعا واحدا فقط ينظر إلى صور سور الصين العظيم، لأنه لم يرها من قبل على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الصور لم تقدم دقة عالية للمكان كي يقلده.

وبعد ساعات طويلة من مراقبة الصور، بدأ في رسم سور الصين العظيم ولصق آلاف الحبات من نوتة الزيتون، وكان عددهم كبيرا جدا لدرجة أنه لم يستطع أن يحصيها مقدارا إياها بأنها أكثر من 80 ألف حبة.

وتابع يقول "أول لوحة عالمية صنعتها كانت عن سور الصين العظيم، وكنت محترفا في تصميمها لأن سور الصين العظيم كان نقطة مهمة بالنسبة لي، والان أي معلم عالمي قادر على رسمه"، وتابع يقول "أتمنى أن أهدي هذه اللوحة إلى الشعب الصيني الصديق".

ويعمل الفنان السوري شيباني أمام محله في أحد شوارع دمشق، ويقوم بتنفيذ العمل أمام الناس ويقضي ساعات طويلة وهو يعمل.

وقال "أعمل كل هذه اللوحات على الرصيف، وأمام الناس، وأحيانا تستغرق معي كل لوحة قرابة العام ونصف العام، ضمن ظروف جوية صعبة بين برد في الشتاء، وحرارة في الصيف، مشددا على أنه يريد أن يرى العالم عمله وألا يبقى محاصرا محليا.

وأضاف "آمل أن أصبح فنانًا دوليا وآمل أن تتبنى أية دولة أو منظمة مشروعي، الذي يضم جميع المناظر الطبيعية المهمة في أي بلد".

وأوضح شيباني أن عمله في الرسم لا يحقق له دخلا ماديا مربحا، لهذا هو يعمل في بيع الملابس، كي يتمكن من الاستمرار بالعيش في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا.

وأشار إلى أنه خلال الأزمة التي نشبت في سوريا خسر كل المنشآت التي يملكها من بيت ومحل، ويأمل أن تصبح الأمور أفضل في قادم الأيام.

Email