دبي ملهمة المبدعين المخضرمين وحديقة إثراء إمكانات الموهوبين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت دبي موئلاً حقيقياً للموهوبين والمبدعين في عالمنا، حيث لم تكتفِ بالاحتفاء بنتاجات المبدعين المخضرمين وإنما حرصت، ممثلة بكافة مؤسساتها الرسمية والمجتمعية العامة، المعنية بحقول الفن والأدب، على الارتقاء بالمواهب الشابة وإذكاء مهاراتها لوضعها على الطريق الصحيح، وذلك في شتى حقول الفن والفكر. إذ تنظم مؤسساتها، وعلى رأسها «دبي للثقافة» ورشاً فنية تشكيلية ومسرحية وأدبية كتابية، ثرية ومتنوعة، باتت تخرج وتصنع بحق خامات إبداعية حقيقية تؤدي رسالتها ومسؤولياتها في عوالم الفكر بشكل خلاق. إذ تمد هؤلاء بركائز وأساسيات الكتابة والتشكيل والمسرح، وتحتضن نتاجاتهم وتحفزهم ليكونوا في مقدمة الصفوف الابداعية بالحقول تلك.

«البيان» تضيء على أهمية الدور الذي تلعبه دبي في هذا الخصوص، من خلال استطلاع آراء مجموعة مبدعين من مجالات متنوعة.

بداية، تقول الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي : «إن البرامج والورش الكتابية والأدبية في دبي قد حققت نجاحاً ملحوظاً، وأثبتت للعالم قدرتها على تصقيل المواهب وتطوير القدرات الكتابية والأدبية، وأسهمت في إبراز المواهب وتبنتها وشجعتها. وقدمت العديد من النتاجات الأدبية والثقافية من قصص وروايات متنوعة وثرية في موضوعاتها وأفكارها، وأخرجت أسماء جديدة على الساحة الثقافية». وتابعت المزروعي: «تقوم الورش الكتابية والأدبية في دبي بتدريب الكتاب الواعدين وتمكينهم من استخدام مواهبهم وأقلامهم، والاستفادة منها في جميع المجالات الأدبية سواء في أدب الطفل والخيال العلمي، أو القصة القصيرة أو الرواية أو غيرها، وذلك عبر كتاب متمرسين ذوي خبرة عالية في المجال».

وأضافت المزروعي: «إن البرامج والورش الكتابية التي تقيمها دبي تسهم في تأسيس جيل يهتم بطرح الأفكار المختلفة والمتميزة من خلال الكتابة الإبداعية، ما يثري الساحة الأدبية في الإمارات وفي الوطن العربي بالكتاب الموهوبين وبالكتب والقصص الجديدة، فضلاً عن تعزيز اللغة العربية».

دور كبير

بدورها، قالت كاتبة الدراما ومصممة السينوغرافيا السورية، ياسمين أبو فخر: «تعد الكتابة بأنواعها المختلفة من الأشكال الفنية القائمة على التعبير عن وجهات نظر ومواقف من القضايا والمواضيع، التي يتبناها الكاتب والتي يحاول معالجتها وتقديم رؤيته الخاصة في أسلوب استعراضها وتسليط الضوء عليها، إلا أن الكتابة بقدر ما هي قائمة على الموهبة وامتلاك وجهات النظر، فإنها قائمة أيضاً على امتلاك الأسلوب والتقنيات اللازمة لكل نوع من أنواعها، والتي تتنوع مجالاتها وتتشعب بشكل واسع جداً، بالإضافة إلى تنوع أسلوبها وتقنياتها حسب اختلاف دورها الوظيفي والجمالي».

وأشادت ياسمين أبو فخر بالدور الكبير لدبي في رعاية وتبني الموهوبين عبر ورشات الكتابة والفنون بأصنافها المتنوعة، التي تنظم في عدة مجالات . وأضافت : إن ورشات الكتابة والرسم والمسرح، التي تقام في دبي، تسهم، في ظل تنوع الثقافات على أرضها، في صقل خبرات المبدعين الشباب في هذه الورش، والذين يمتلكون الموهبة، ويسعون إلى صقلها بالمعرفة المنهجية والتقنية اللازمة.

ووفقاً لما قالته ياسمين أبو فخر، فإن دبي من خلال هذه الورشات إنما تسهم في صقل مهارات أجيال واعدة من المواهب في مجال الكتابة وتصديرها إلى مجالات الخبرة والاحتراف في المنطقة والعالم بشكل يدعم قضايا تلك الأجيال وحقوقها في التعبير عنها على اختلافها واختلاف الثقافات التي تنتمي إليها.

تعزيز الوعي

من جهته، قال الروائي الأردني عامر طهبوب: «إن إطلاق برنامج دبي للكتابة عام 2013 كان خطوة في الاتجاه الصحيح لتشجيع وتمكين المواهب الشابة وتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي لدى الأجيال الجديدة».

ومن وجهة نظر عامر طهبوب فإن المسألة لا تقتصر على تعليم تقنيات الكتابة وإنما على توسيع المدارك، والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات.

وأضاف عامر طهبوب: «إن الكتابة وسيلة بوح والأجيال الجديدة، التي تأثرت بالتغيرات والتطورات التقنية والمعرفية خلقت عندها الرغبة للتعبير عن كثير من القضايا حول تلك التطورات، سواء عن طريق القصة أو المقال أو الرواية، فالفكرة إذا تستند إلى الرغبة في السرد والبوح وهذا بالضبط ما تقوم به الورش الكتابية والأدبية، التي أطلقها برنامج دبي الدولي للكتابة، بالتعاون مع المؤسسات المعنية».

Email