«أنصاف نغمات» أفلام الرعب..مقدمات مشاهد القلق والخوف والتوتر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من منّا لا يتذكر اللحن الذي رافق هجمات سمك القرش، في فيلم الإثارة والرعب «الفك المفترس»، أو «جاوس»، للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ، حيث يجري تكرار «نصف النغمة» تلك في الموسيقى التصويرية، الآن، هذا التوظيف لـ «نصف النغمة»، يبرز مجدداً في اعمال عديدة عصرية تحظى بشعبية كبيرة.

ما السبب؟لكن لماذا تضفي «نصف النغمة» هذه، والتي تعد أصغر فترة زمنية تستخدم في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، شعوراً بالتهديد أو انطلاق الشرور؟.

عن هذا الموضوع، يذكر مقال نشره موقع إذاعة «كلاسيك إف إم»، أن الملحن جون ويليامز في فيلم «الفك المفترس»، عندما عرض فكرته المكونة من نغمتين على البيانو للمخرج سبيليبرغ، عزفها على آلة «التوبا»، واصفاً التأثير بأنه «يطحنك تماماً، كما تفعل سمكة القرش، غريزي لا يمكن إيقافه، ومخيف!».

30

توضح الكاتبة صوفيا الكسندرا هال، في «كلاسيك إف إم»، أن الجزء الصوتي في لعبة الحبّار، يتناوب بين «ثالث ثانوي»، بمعنى ثلاث نصف نغمات، وهي، «إيه مينور إلى إف» ثم اثنين نصف نغمات، وهي «إيه مينور إلى جي»، مشيرة إلى أن هاتين الفترتين القصيرتين، تمنحان المستمع شعوراً مضطرباً، لا سيما مع تكرارهما على كامل المقطع، الذي تبلغ مدته 30 ثانية، لافتة إلى وجود أمثلة أخرى عن موسيقى تصويرية مخيفة، مثل المشهد المرعب من فيلم «بسيكو»، للمخرج ألفريد هيتشكوك عام 1960، حيث عزفت نصف النغمات «جي ماجور» و«إيه»، في الوقت نفسه، لإثارة مشاعر القلق في مشهد جريمة قتل دموي.

تكرار

ومع ذلك، تؤكد الكاتبة أن عرض نغمات نصفية، لا يوحي دائماً بأعمال مخيفة في حد ذاته، ومعزوفة بتهوفن «فور اليز»، تعد من الأمثلة على ذلك. فالنغمات الخمس الأولى للقطعة، عبارة عن تكرار «لنصف نغمة»، ومع ذلك، لا يجري ربط المعزوفة بحدوث أشياء مخيفة، وترجح أن ذلك بسبب ما يأتي بعد نصف النغمات. وترجح أن يكون ذلك بسبب وضع حد لهذا الشكل الافتتاحي للمقطوعة عند نغمة «إيه»، ما يضفي شعوراً بالارتياح. ولكنها تدعونا إلى تصور القطعة بكاملها، كما في النغمات الأربع الأولى، التي تتكرر بين «إيه ودي ماجور»، لتؤكد أن الاضطراب والملل سيتسلل إلى الموسيقي، وهذا ما تداركه بيتهوفن، بحل الفاصل الزمني المسبب للقلق، بعد ثوانٍ، ومنحنا إحساساً بالراحة.

Email