استطلاع «البيان»: الرواية الإماراتية لا تثري معارف الشباب حول تاريخهم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطورت مسيرة الرواية الإماراتية تطوراً ملحوظاً وحققت قفزات نوعية، وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم، وارتباطاً بالمجتمع وتعمقاً بقضاياه، ليغلب عليها صفة التنوع الأدبي، لتبحر في فضاء أوسع منحها مكانة جيدة بين الروايات العربية. ولكن بعض النقاد يرون أنها لا تزال في الخصوص تراوح ضمن خانتين، تبدو في خضم أولاهما مقصرة في تقديم معلومات وافية ومفصلة للشباب الإماراتي عن تاريخ دولتهم الضارب بجذوره في عمق التاريخ، أو أنها تقدم المعلومات ولكن ليس بالمستوى الوافي والمطلوب.

«البيان» حاولت أن تضيء هذه المسألة من خلال الاستطلاع الأسبوعي، لتتبين حقيقة وواقع ما تقدمه الرواية الإماراتية للشباب من معلومات حول تاريخهم، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: «هل قدمت الرواية الإماراتية للشباب معلومات وافية عن تاريخهم؟».

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، أن الرواية الإماراتية لا تقدم معلومات وافية للشباب عن تاريخهم العريق، إذ أكد ذلك 55 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان الإلكتروني»، بينما رأى 45 % غير ذلك. كما جاءت نتائج التصويت على منصة «البيان» على «تويتر» متقاربة مع ذلك، حيث لم توافق نسبـــة 64.6 %، على أن الرواية الإماراتية تقدم معلومات وافية للشباب عن تاريخهم، بينما تعتقد نسبة 35.4 % عكس ذلك تماماً.

تطور تدريجي

وتعليقاً على هذه النتائج، قال الكاتب محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) لـ«البيان»: «إن الرواية الإماراتية بدأت في التطور تدريجياً، والآن وصلت لمرحلة الرضا ولا نقول الامتياز، وهذا وفقاً للجوائز والانتشار الدولي، والترجمة، فقد ترجمت بعض الروايات الإماراتية إلى لغات أخرى، لكن ليس الأغلبية، كما لم تحز بعد على الجوائز العالمية».

وأضاف الحبسي: «إن بعض الروايات الإماراتية تناولت ملامح وتفاصيل بسيطة عن التاريخ الإماراتي العريق، لكن لم تصل إلى المستوى المطلوب من المعلومات الكافية والوافية التي تعرف الشباب بتاريخهم، سواء التاريخ الثقافي أم الاجتماعي أم الاقتصادي أم غيره». ووفقاً لما قاله الحبسي بدأ البعض أخيراً بخوض غمار روايات تحكي تفاصيل كثيرة عن تاريخ الإمارات العريق وهذا شيء يبشر بالخير.

ملمح بسيط

بدورها، أشارت الروائية وفاء علي سلطان العميمي إلى أن بعض الروايات الإماراتية عكست جزءاً من تاريخ الإمارات العريق، فبعض الروائيين ذكر ملمحاً بسيطاً عن حدث تاريخي مهم لكن دون أن يتطرق ويتوغل في أعماق وتفاصيل هذا الحدث، بل كمن يذكره على استحياء.

وتابعت: يستحضر بعض الروائيين صورة الماضي من خلال السرد في رواياتهم، الذي يصف المكان والزمان بشكل عام، ويرسم صورة الماضي لكن دون التطرق لأحداث تاريخية بارزة شكلت أثراً كبيراً في تلك الفترة. وأضافت العميمي: إن مواضيع الروايات الإماراتية تتعدد لكن لم أجد حتى الآن رواية تشبع نهمي وتتحدث بالتفصيل عن تاريخنا العريق المجيد أو الحديث المليء بالإنجازات.

Email