«سعيد بن جمعة النابودة».. سيرة حياة وعطاء قامة وطنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"سعيد بن جمعة النابودة.. جيل الريادة والتأسيس في دولة الإمارات"، عنوان كتاب جديد صدر أخيراً للباحث والشاعر مؤيد الشيباني، ضمن مجموعة من أبحاثه التي تتناول قيم المكان ومعطياته وتجاربه، ومنها علاقة الشخصيات بالوطن، حيث سيرة العمل والبناء، وذاكرة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما تحقق من نتائج إيجابية مشرقة على طريق التأسيس المثمر والمؤثر، والتي ستبقى في ذاكرة الأجيال حين يتم توثيقها وإبرازها في الإطار البحثي القرائي المتعدد النشر عبر الورق والإنترنت والصورة والحركة..

يأتي هذا الكتاب ضمن رؤية الدولة في العام الخمسين من حيث التذكير بالتجارب والخبرات السابقة من جهة، والرؤية المستقبلية في أبعادها العالمية من جهة أخرى. ويعد سعيد بن جمعة النابودة أحد أبرز الشخصيات من جيل الريادة والتأسيس في الإمارات، حيث نلمس في هذا الكتاب نبضاً تاريخياً اجتماعياً ثقافياً اقتصادياً إماراتياً بامتياز، قضى فيه الكاتب سنوات من البحث عن الصورة والمعلومة وكيفية صياغة الفكرة لكي تقف على مساحة مقبولة ومفيدة لجميع القراء من مختلف الشرائح والثقافات.

دور فاعل

يبين الكتاب أن سعيد بن جمعة النابودة رجل من مدرسة زايد وراشد، له دور فاعل في العمل المؤسسي سواء في المجلس الوطني الاتحادي منذ دورته الأولى والثانية بين عامي 1972 و1978، أم في غرفة تجارة وصناعة دبي بين عقدي الثمانينيات والتسعينيات (من سنة 1982 وحتى سنة 1997)، أو في بناء صرح مجموعة سعيد ومحمد النابودة التي تمثل منصة اقتصادية مهمة على الصعيد الوطني، إلى جانب دوره الاجتماعي الثقافي المشهود في العطاء والبناء طيلة أكثر من نصف قرن، وبما لا يمكن حصره.

إن توثيق السيرة العملية لشخصيات كالتي يمثلها سعيد بن جمعة النابودة، لا يمكن فصله عن توثيق مرحلة مهمة من تاريخ دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصاً وأن هذا الرجل حمل جزءاً من الأمانة التاريخية للبلاد في بداية تكوين مؤسساتها، وسلمها إلى الأجيال اللاحقة.. لقد بنى نفسه من طينة البلاد، ومن تلك اللبنات الأولى التي وضعها رجالٌ أفذاذ، قدموا للبلاد مستقبلاً باهراً ومزدهراً، فكانوا مدرسة استثنائية على مر العصور. لقد تميز ذلك الجيل بأنه عاش في روح الاتحاد، ونهل من منابعه على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما.

نشأة وحياة

تناول الكتاب في فصوله جانباً من نشأة وحياة سعيد بن جمعة النابودة منذ طفولته وصباه وحتى مرحلة تعليمه في المدرسة الأحمدية، ومن ثم من بدايات العمل في الخمسينيات مروراً بتأسيس مجموعة سعيد ومحمد النابودة، وتلك العلاقة التشجيعية والأبوية له مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي أثمرت بناء جيل من رواد العمل الاقتصادي والتجاري في مختلف الميادين، ثم تنتهي الفصول بحوارات عدة مع رفاق سعيد النابودة، أمثال: عبد الله صالح وعبد الغفار حسين وجمعة الماجد وحسن بن الشيخ وعبد الرحمن المطيوعي وغيرهم.

Email