استطلاع «البيان»: الكتاب المشترك والقراء.. قيمة معرفية غنية ومآخذ هامشية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى نقاد ومتخصصون، أن الكتاب الذي يشترك في تأليفه عدد من المؤلفين والباحثين، يمثل مغامرة أدبية مفتوحة الاحتمالات والتأويلات، ويصفه بعضهم بكونه ذوباناً أو انصهاراً فكرياً بين اثنين أو أكثر، بينما يؤكد آخرون أن هذه الكتب تولد مشوهة وغير متجانسة، لأنها «تُكتب بأقلام مختلفة» لها مشاربها الثقافية والفكرية التي تختلف من كاتب لآخر، ذلك حتى لو أنهم تناولوا الفكرة نفسها.

«البيان» حاولت أن ترصد هذه القضية من خلال الاستطلاع الأسبوعي، لتتبين نسب نجاح الكتب التي تعود لأكثر من مؤلف وباحث..ومدى كونها تستحوذ على اهتمام عدد كبير من القراء، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: هل يشدك كتاب اشترك في تأليفه مجموعة أدباء أو باحثين؟

وأظهرت بيانات الاستطلاع، أن هذا النوع من الكتب له شريحة واسعة من القراء، إذ أوضح 68 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع البيان الإلكتروني، أن الكتاب الذي يشترك في تأليفه عدد من الأدباء والباحثين يجذبهم ويشدهم لقراءته، بينما أكد 32 % غير ذلك، كما جاءت نتائج التصويت على منصة «البيان» على «تويتر» مقاربة، حيث اتفق 54.3 % على أن الكتاب المشترك يشدهم لتصفحه، بينما رأى 45.7 % عكس ذلك تماماً.

أفكار متفردة

من جهتها، أشارت الكاتبة فاطمة سلطان المزروعي، إلى أن الكتابة المشتركة ليست شيئاً جديداً، فهي موجودة في العالم الغربي والعربي، ربما ليست بكثرة لأنها تحتاج إلى وحدة فكرية وتمازج في اللغة. ووفقاً لما قالته المزروعي، هناك بعض الأجناس الأدبية التي لا يمكن أن يعمل بها اثنان أو أكثر على كتاب واحد، وضربت مثالاً للعمل الروائي؛ وأن طريقة الإبداع وكيفية العمل عليه أمر قد يختلف من شخص لآخر، حتى لو كان الكتاب يتناولون نفس الفكرة. ومن وجهة نظر المزروعي، فإن الكتابة التي يتم تجميعها في كتاب واحد، سواء كانت مقالات أو تأليفاً بحثياً أو غيرها، هي الأكثر نجاحاً ورواجاً، لأن كل واحدة من تلك الكتابات لها دور واضح في تقديم فكرة معينة.

مفاضلة

بدوره، أكد وليد المرزوقي الكاتب والإعلامي في قناة سما دبي، أنه يستمتع بقراءة كتاب لمؤلف واحد أكثر من كتاب اشترك في تأليفه عدة كتاب. وأضاف: أن أتلقى المعرفة من أفكار كتاب مؤلفه شخص واحد من الألف إلى الياء، هذا بوجهة نظري أفضل، فعندما أقرأ كتاباً اشترك في تأليفه عدد من المؤلفين أو الباحثين، أشعر وكأني أقرأ مجلة وليس كتاباً.

ومن جهته، قال الكاتب الإماراتي هزاع علي أبو الريش المنصوري: إذا كان الكتاب المشترك عن بحث علمي فالأفكار والبحوث تتعدد بما يفيد القارئ ويثري معرفته، ويفضل أن يبرز الشخص أفكاره المتفردة في الكتب الأدبية، كي لا يكون هناك تضارب في الطرح وقوة السرد، لأن الرؤية السردية والأقلام تختلف من كاتب لآخر.ويقف المنصوري إلى جانب البحوث المشتركة والكتاب الذي يضم مقالات مشتركة، لكنه ضد فكرة رواية أو قصة مشتركة لاختلاف الرؤى، الأمر الذي يؤدي، حسب رأيه، إلى تشتيت القارئ بين الطروحات والأقلام.

Email