«كورونا» والإبداع بين الوئام والخصام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل أضافت جائحة «كورونا» نمطاً إبداعياً جديداً من خلال روايات وقصص وأشعار أبدعها المبدعون في «عزلة كورونا» التي لم يختاروها بإرادتهم، إنما فرضتها الظروف الصحية الوطنية الداخلية والعالمية، أم أن «كورونا» أثرت سلباً، وحجّمت الإبداع والنتاج الإبداعي عموماً، ومنعت النشاطات الثقافية والندوات والفعاليات ومعارض الكتب؟.

حيث يلتقي المبدعون وأصحاب الشأن الثقافي والأدبي، إذ يتواصلون فيما بينهم ويتبادلون المناقشات والسجالات الأدبية والثقافية، ويتداولون الإصدارات الجديدة بالنقد والتقويم. حول هذا الموضوع استطلعنا آراء عدد من الكتاب والمبدعين في أكثر من دولة عربية وأوروبية.

تقول الكاتبة والقاصة المغربية لطيفة لبصير إنها لا يمكن لها أن تنسى اللحظات الأولى التي داهم فيها الوباء العرب والعالم، إذ أصيبت بالذهول لهول ما يحدث، وانتابها شعور غريب بأن العالم قد أسدل ستائره الأخيرة. وتضيف قائلة «لقد مررت بظروف صعبة، حتى إنني لم أعد أفعل شيئاً سوى الانتظار والغرق فيما يحدث، لكنني عدت للقراءة بنهم كي أهرب من أهوال ما أتلقاه وتخلق لدي عمل ابداعي تجلى في عملي القصصي» كوفيد الصغير«كان يضج بما يحدث في العالم بأسره وتأثر السياق العام للكتابة بالوباء، بحيث إنني حين أعيد قراءة ما كتبت، أجده قد أثر في طريقة كتابتي وغير سبلها وأساليبها وأغرق معجمها بكل ما نتلقاه سواء عن طريق العلم أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، لذا تأتي كل الأحداث العالمية سواء في خلفية الكتابة أو في مقدمتها خالقة بذلك أدباً تأثر بما حدث والذي هو أغرب من الخيال».

خارطة طريق

أما الكاتبة والشاعرة المصرية إيمان أحمد يوسف فتقول:«نحاول بالكتابة إيجاد دواء للقلب والعقل والروح حتى نعبر المحن بكل اللغات شعراً ونثراً وموسيقى، حوار مع الذات، ورسم خارطة طريق جديدة تحتمل المتناقضات الحياتية». وتختصر ردة فعل المبدعين تجاه كورونة بالقول: «يعالج الكاتب العزلة التي أصبحت وطناً له، ويعالج ذاته ويلبس أثواب التحدي الأكبر وفن إدارة الوقت والجهد وتطويع اللحظة».

وينظر الكاتب المسرحي السوري المقيم في المانيا إلى الموضوع من زاوية نفسية وقرائية وإبداعية فيقول: «لأول مرة تنعكس فائدة مطالعاتي ومشاهداتي السينمائية على فكري وروحي، إلى الضد مني، لتثير قلقي، وفزعي.

مشاهد من أفلام ونصوص مسرحية وروايات، ليس فيها سوى القتل والصراخ والموت الجماعي، لقطات وحوارات وشخصيات ومشاهد في فوضى غريبة، وكل ذلك وأنا في بيتي، عالمي الصغير الذي أصابته كورونا بالضيق، والزمن فيه بالعطالة، فجعلت منه زمناً عجيباً، مركباً وإشكالياً، أشبه بلوحة الزمن لسلفادور دالي، زمن مائع، ساعات متساقطة، ساعات ذائبة، وساعات ثابتة أيضاً، لا تتحرك، معطلة، ومتسارعة، اللحظة الحاضرة أطول من قرن، لا علاقة لها بما سبقها من زمن، ولا علاقة لها بما سيتلوها».

Email