زكي نسيبة: الشيخ زايد أذهل العالم برؤيته وفكره وإنجازاته

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أذهل العالم برؤاه وفكره وإنجازاته، موضحاً معاليه أن القائد المؤسس ارتبط، رحمه الله، بعلاقة وثيقة بمدينة العين وبالمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، جديرة بأن توصف بكونها علاقة عشق وشغف ومحبة.

وقد جاء حديث نسيبة، خلال محاضرة ثقافية له، نظمت ليلة أمس، في معرض العين للكتاب، ودارت حول أثر مدينة العين في التكوين الفكري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك ضمن البرنامج الثقافي لمعرض العين للكتاب. حضر المحاضرة التي جاءت بعنوان «زايد والعين.. أثر المكان في وجدان القائد المؤسس» عدد من المسؤولين والمثقفين، وجمع غفير من جمهور معرض الكتاب.

واستهل معاليه حديثه في المحاضرة، التي قدم لها الإعلامي على عبيد، رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، قائلاً: «أعتز وأتشرف بوجودي معكم اليوم في هذا الحدث الثقافي المهم، الذي يعنى بأثر مدينة العين في وجدان القائد المؤسس، محتفياً برؤية الشيخ زايد، رحمه الله، وبتراثه الغني بالإنجازات التي أذهلت العالم بأسره، وأود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي على استضافتي في هذه الجلسة القيمة».

وقال معالي زكي أنور نسيبة في المحاضرة: «عندما نريد الكلام عن العلاقة الحميمة، التي كانت تربط الشيخ زايد، رحمه الله، بمدينة العين وبالمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، فعلينا أن نصورها على أنها كانت علاقة عشق وشغف ومحبة، رافقته، رحمه الله، طوال مسيرته التاريخية.

وكما جاءها طفلاً صغيراً برعاية أم حنون أتت به لكي تجد الأمن والأمان في واحاتها الخضراء الجميلة، بقي على مر السنين، وبالرغم من مشاغله الجسيمة، يتردد عليها، ويتغنى بمفاتنها، ويحرص على نموها وازدهارها، وتأمين أرقى معايير العيش الكريم لسكانها».

وأضاف: بقدر اهتمامه الكبير بتنمية العين وتطويرها، للانتقال بها من قساوة العيش والحاجة، إلى مصاف المدن العصرية الحديثة في زمن قياسي، حرص الشيخ زايد بالوقت نفسه على أن تحافظ المدينة في تنميتها الحضرية على خصائصها العمرانية التراثية.

وأردف: حرص كذلك، رحمه الله، على حماية واحات العين الرئيسة ومواقعها الأثرية في قراها المتناثرة، من تداخل التوسع العمراني الحثيث داخل تلك الواحات والمواقع.

هذا الحرص على مراعاة التراث الحضري برغم سرعة وتيرة التغيير والنمو في جميع المرافق والبنى التحتية دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو لإدراج المدينة في التاسع وعشرين من يونيو 2011 على لائحة مواقع التراث الإنساني العالمي.

وذكر معاليه أن اختيار مدينة العين، أتى كما خطط لها الشيخ زايد، واستمر على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، لتميز المواقع الثقافية فيها، وبشكل خاص الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت، وحضارة هيلي، وبدع بنت سعود، ومناطق الواحات، ونظام الأفلاج، التي تعطيها الكمالية والتنوع، التي يصعب وجودها في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم.

وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، هو أول من تجول في تلك المواقع وحدد حيثيات مواقع الحضارات القديمة لبعثات الآثار في خمسينيات القرن الماضي، أثناء ترحاله الدائم في صباه في كل المناطق المحيطة بالواحات، في رحلاته الدؤوبة للاطلاع على شئون شعبه وللقنص والاستكشاف، مشيراً إلى أن بعثة اليونيسكو، التي أتت بدعوة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتقيّم مدينة العين كونها موقعاً مرشحاً على لائحة التراث الإنساني، أبلغت المسؤولين آنذاك أن المدينة بأكملها عبارة عن متحف حضاري وثقافي.

مدينة ألعاب

وقال معالي زكي نسيبة: عمل الشيخ زايد، رحمه الله، على إنشاء أول مدينة ألعاب عالمية كونها موقع ترفيه مثالياً، وأول حديقة حيوانات، وأول متحف أثري، أمر دائرة الثقافة بالإمارة آنذاك- وكنت أعمل فيها، ببنائه في العام 1971، هو «متحف العين الوطني»، الذي يقع بالقرب من قلعة الشيخ سلطان، وهو أقدم متحف في الدولة.

ريادة

قال معالي زكي نسيبة خلال المحاضرة: «لو استعرضنا كلمات تفخر كل الأمم بوجودها مثل: إنجازات، وتنمية، وبناء، وتمكين، وتعليم وغيرها الكثير، لوجدنا أنها وببساطة شديدة تلخص مسيرة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس، وقاد ريادتها، لتحتل مكانة رائدة في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم، ولا تكاد تذكر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش، إلا وتكون الإمارات في طليعتها، كل هذا وأكثر، بفضل جهود الشيخ زايد، رحمه الله، وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب، وأن لشعبه وبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات».

Email