قراءة في قصيدة حمدان بن محمد: بو راشد معدن الفخر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بوفاء أخلاقي نادر، وبصوتٍ هو أشبه شيءٍ بالنهر الهادر، ألقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، قصيدة تفوح بعطر الوفاء والإجلال لمقام والده الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبدع فيها الإبداع كله وهو يترنم بمناقب والده، ويقصّ علينا بصوته العذب الرخيم سيرة هذا الوالد القائد المقدام الذي صنع لبلاده مجداً لا تمحوه الأيام، وسطر في صفحات التاريخ إنجازات ستظل ماثلة للعيان وتحكي قصة العطاء الكبير الذي وهبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لوطنه الذي أحبه، وقدم كل شيء في سبيل رفعته ومجده.

وقبل الشروع في قراءة هذه القصيدة الجليلة التي تستمد جلالها من موضوعها ومن كونها مرفوعة إلى مقام يستحق كل محبة وتكريم، لا بد من الإشارة إلى روعة إخراج هذا الفيديو، حيث تم توزيع مادته على صورتين تحكيان مرحلتين مختلفتين من مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتؤشران إلى حالة التطور المذهلة التي تم إنجازها في مسيرة سموه في خدمة الوطن عموماً ودبي على وجه الخصوص، مع توفير إيقاع موسيقي باهر يؤكد قوة المعنى، ويمنح السامع شعوراً عميقاً بجلال المحتوى الجميل الجليل لهذه القصيدة فخمة المبنى والمعنى.

دروسٌ لا تنتهي

هذا محمد ولد راشد ومنه إليه

الفخر في عصره اللي قال مَنْ لي سواك؟

في هذا المطلع الجليل المَهيب لم يجد سمو الشيخ حمدان بن محمد مَعْقِداً للفخر أشرف من فخر والده بجده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، ذلك المعلم الأكبر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والذي نثر كثيراً من أخبار والده الجليل في كتابه الرائع «قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً»، ولا سيما في الفصل الحادي عشر منه، والذي جاء بعنوان «راشد بن سعيد: دروسٌ لا تنتهي» ليقص علينا وبأسلوبه العذب الرشيق طرفاً من أخلاق ذلك الوالد الجليل الذي كان قدوة ومُلهماً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في جوهر تفكيره وتفاصيل وعيه بالحياة، فقد كان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، نموذجاً نادراً في العمل والإدارة ومتابعة شؤون الإمارة منذ بواكير الصباح ومع انبلاجة الفجر الأولى وحتى أواخر النهار، فكان خير قدوة لولده وسنده الذي وضع فيه ثقته وآماله، وحمَّله من المسؤوليات الجِسام ما تجده مبثوثاً في ثنايا تلك السيرة الذاتية الرائعة، فكان فعلاً ولد أبيه الذي يحمل مجده ويصون إرثه وعهده بفخر واعتزاز وإصرار دائم على إحياء ذكرى والده الكبير الشيخ راشد بن سعيد، في النفوس والقلوب، ليكون هذا الوفاء نموذجاً أخلاقياً تحتذيه الأجيال في حرصها على التواصل مع ذكرى الرجال المؤسسين وصيانة إنجازاتهم، فكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو القدوة الكبرى لكل من تعامل معه وكان ضمن فريقه، في ترسيخ العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، فلذلك افتخر الفخر بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وازدهى به الزمان وقال بلسان الحال والمقال: من لي سواك أفتخر بمجده وأصول به على الأقران والمنافسين.

معادلة الأزمان

ماضيه في حد ذاته حاضر منافسيه

أما سمعت الزمان يقول ماذا دهاك؟

والأزمنة بأقسامها الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل هي في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد متلاحمة فيما بينها حتى تكاد تشعر بأنها زمن واحد، فالماضي يصبح حاضراً لقوة حضوره وفاعليته، فهو ليس لمجرد الفخر بالآباء والأجداد بل هو عنصر إلهام وإبداع يستلهم منه الحاضر الدروس والعبر، ليكون من هذا الخليط وصفة فعالة لصناعة المستقبل الزاهر على يد قائد يُحسن الجمع المدهش بين أزمنة الحياة، بحيث يقول الزمان للآخر على سبيل التعجب: ماذا دهاك أيها الزمن فخرجت عن مسارك والتحقت بمسار آخر، لتكون معادلة الأزمان هي الإطار الذي تتحرك فيه الأفكار، وتتجسد فيه الأعمال بحيث تتجلى المقولة الشهيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: نحن نفعل ما نقول، ونقول ما نفعل.

إرادة حديدية

كان حديثه هنا عن مجد ما له شبيه

والمدهش إنه يسولف عن هنا من هناك

في هذا المقطع ينتقل سمو الشيخ حمدان بن محمد، من فكرة الزمن المعنوية، للحديث عن الإرادة الحديدية لوالده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي كان يتحدث عن مستقبل لا يمكن تقليده ولا معرفة أسرار بصمته، مستقبل تكون عليه بصمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والعجيب أنه كان يتحدث عن هذا المستقبل المنظور حين كان في الضفة الأخرى من الصورة قبل سنين، لكن قائداً مقداماً جسوراً مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يعشق التحديات، ولا يعترف بفكرة المستحيل لن تصمد في وجهه العقبات، وسيواصل طريقه ويصنع إنجاز وطنه بكل ثقة وكفاءة واقتدار.

الفخر.. رفيق السفر

واليوم سافر إلى المستقبل اللي يبيه

سافر وقال الفخر يا شيخ خذني معاك

ويواصل سمو الشيخ حمدان بن محمد، تجسيد المعاني والأفكار، ويمنحها معالم الشخصية الإنسانية، فيجعلها تتكلم وتشتاق، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في هذه المرحلة من العمر قد أنجز المطلوب وما هو فوق المطلوب، وها هو يسافر بهمَّته العالية نحو المستقبل لاستكمال المسيرة، فلم يجد الفخر وسيلة للتعلق به سوى أن يرجوه لكي يقبله رفيقاً في السفر، فالفخر والمجد في غياب «بو راشد» لا قيمة لهما، فهو معدن الفخر والأصالة والعطاء المتجدد الذي لا يعرف النكوص ولا التردد والوقوف.

أغنية مجد وبناء

لا تسأله أين أنت، فالسؤال النبيه

مداك في الأرض؟ وإلا في فضانا مداك؟

ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي يطلب فيها سمو الشيخ حمدان بن محمد، من الفخر ألا يسأل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: أين أنت؟ بل المطلوب لكي يكون السائل نبيهاً في السؤال، هو أن يقول في مخاطبة سموه: هل مداك محصور بهذه الأرض التي نعيش عليها، أم أن همَّتك العالية لا ترضى بهذا الأفق نهاية للأحلام والآمال؟ لتكون السماء الواسعة والفضاء الفسيح هما المدى البعيد الذي ينظر إليه سموه بعين صقر لا تخيب له نظرة، وفروسية فارس لا تُهزم له مُهرة، ليظل هذا الوطن أغنية مجد وبناء، وأهزوجة فخر وعطاء.

فخر الزمان

مجاراة لقصيدة حمدان بن محمد

شعر: أ.د. محمد عبد الرحيم سلطان العلماء

نعمْ هـــــذا ولَدْ راشدْ وارثْ أبيه

يللي رجــــال المرجلة تمشي وراك

فخر الزمان وزينة الحاضــــر يِجيه

من بسمـة الزينات مِسواك الأراك

هذا محمــــد فارس الهيجـــا نِبيه

سيداً للـــــــدار ما نْطاولْ عَلاكْ

هذا الذي مــــا جابت الدنيا شبيه

للطيب والصولات ما نلحق نَداكْ

نظرته كالصقـــــر، نظرات النبيه

تلحقه الأمجــــاد: خليني معــاك

 

Email