معرض «قطرة بعد قطرة» يكشف أسرار النوافير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوفر معرض «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون»، الذي أطلقته هيئة الشارقة للمتاحف في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يونيو الماضي، ويستمر حتى يوم 11 ديسمبر المقبل، 120 مقتنىً تاريخياً وعملاً فنياً لحضارات مختلفة من متاحف عدة في إيطاليا.

ومن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، موزعة على أربعة محاور وهي: نعمة الماء والإسلام، الماء والحياة اليومية، والحمام التقليدي، الحدائق. 

 

يدلف الزائر بوابة المعرض التي تفتح تلقائياً ترحيباً به، حتى تبدأ رحلة أخرى، لا تقل تشويقاً عن سابقتها، وسرعان ما يشعر الزائر بعبق الحضارات التي توالت على صفحات التاريخ، ويأسره تدفق الماء الذي تصل أصواته عبر سماعات صوت هادئة، مشكّلة موسيقى عذبة تطرب الآذان وتغذي الأذهان.

وبتنقله بين ردهات المعرض وانتقاله من حضارة إلى أخرى، يجد نفسه أمام تصاميم إبداعية، وأشكال هندسية لسبع فوهات نوافير صممت على هيئات تنانين، ودلافين، وأفاعٍ، وطيور، وغيرها من الأشكال التي برعت في تصميمها ونقشها أيادٍ ماهرة في تلك العصور.

وتعود هذه الإبداعات بزائرها إلى سوريا في الفترة الزمنية ما بين القرن التاسع والثالث عشر الهجريين، والخامس عشر والتاسع عشر الميلاديين، إذ تبدأ بفوهة نافورة من النحاس الأصفر على شكل دولفين ذي زعنفة ظهرية مقدمة بشكل طبيعي وحيوي، إذ يسمح تصميم الذيل والفم المفتوح للدولفين بتدفق المياه إلى الخارج، كما تزين الجسم بأشكال زخرفية لقشور السمك، أما العينان فلوزيتا الشكل وحيويتان.

وبمواصلة الرحلة تستوقف الزائر فوهتان لنافورتين من النحاس الأصفر على شكل ثعبان، حفر جسم أحدها بأشكال دائرية تتناقص تدريجياً باتجاه رأس الثعبان، الذي زود فماً مفتوحاً يسمح بتدفق المياه إلى الخارج، فيما تعرض الثانية، وهي مصنوعة من النحاس، السمات الجوهرية كافة لفوهات النوافير ذات الشكل الحيواني بما تتضمنه من وجود الزعنفة المزدوجة والذيل الملتوي والأنياب المفتوحة والقامة الطويلة.

نافورة نحاسية

أما فوهة النافورة المسبوكة من النحاس على شكل طائر، فإن لها شكلاً غير اعتيادي، إذ يتميز الجسم بكونه أنبوبي الشكل، ينحني لتشكيل رأس وذيل بشكل منمنم لحيوان ما، ربما يكون طائراً أو تنيناً منمنماً، ويتميز الرأس بوجود عيون ناتئة ومنقار مفتوح، وإلى جانبها فوهة لنافورة من البرونز تعد مثالاً نموذجياً لهذه الفئة من الأعمال الفنية، إذ صمم الجسم على شكل حرف S، وذيل مجدول، وزعانف ظهرية وأمامية متقنة، وعيون ناتئة وأنياب مفتوحة.

كما تبرز فوهة نافورة مسبوكة من النحاس مع شكل الهلال، تم تصنيع جسمها من سبيكة نحاسية أسطوانية الشكل بها وعاء ماء مضلع وفوهة واسعة، يعلوها شكل الهلال الذي يكثر استخدامه في الرموز التركية، فيما تتألق فوهة نافورة منمنمة من البرونز على شكل تنين، وهي نموذج ثقيل الوزن من البرونز المسبوك، يتسم بوجود العناصر القياسية كافة الواجب توافرها في تلك الفئة من فوهات النوافير بما تتضمنها من زعانف ظهرية وأمامية، وطوق به ثلاثة خطوط متوازية، وقمة مدببة وأنياب حادة مفتوحة.

Email