ندى إبراهيم: الإتيكيت «سنع» متأصّل في مجتمع الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الالتقاء بالجمهور ومواجهته والتحدث إليه هي منطقة الراحة كما تصفها، ندى إبراهيم البلوشي، خبيرة معتمدة في مجال البروتوكول والإتيكيت، ودخولها هذا المجال لم يكن عشوائياً، فهو شغفها منذ الطفولة، فهي تميل إلى التحدث أمام الجمهور وتسعد بالتعرف وتكوين معارف وصداقات جديدة، تشربت أصول السنع والعادات والتقاليد من والدتها التي كانت تحرص على توجيهها خلال مراحل حياتها العمرية المختلفة بدءاً من طفولتها.

ساهمت ندى إبراهيم في تقديم الورش المتخصصة في هذا المجال لأكثر من 15 جهة حكومية واتحادية استفاد منها ما يقارب من 800 شخص.. حول الإتيكيت والبروتوكول والسنع الإماراتي كان هذا الحوار مع خبيرة الاتيكيت ندى البلوشي..

بداية.. ما هو البروتوكول وما هو الإتيكيت؟

البروتوكول هو القواعد والإتيكيت التي تحكم التصرفات على سبيل المثال في ومن واقعنا وفي ظل أزمة وجائحة كورونا هناك بروتوكولات على الجميع الالتزام بها، أما الإتيكيت فهو تطبيق هذه القواعد والقوانين بشكل أجمل، فهو إضافة، ويتضح الإتيكيت جلياً في المجتمع الإماراتي وهو ما يسمى بـ (السنع) ونجده في المجالس وعند استقبال الضيوف وفي المناسبات المختلفة وعند التعامل مع الوالدين، ولا ننسى أن الدين أيضاً يحث على حسن التصرف والسلوك واختصرت في قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم).

حيث شمل ديننا الإسلامي كافة الجوانب الحياتية في المعاملات والمال والتجارة والزواج والطلاق وغيرها الكثير، ونؤكد أن الإتيكيت ليس دخيلاً على المجتمع الإماراتي، بل هو متأصل في العادات والتقاليد والسلوكيات اليومية في المجتمع، لكن يستخدم مصطلح «إتيكيت» لأنه المتعارف عليه دولياً.

ما الذي جذبك للعمل في هذا المجال؟

منذ الصغر كانت والدتي هي مصدر إلهامي في السنع و«التوجيب» وكل ما يتعلق بالأخلاق الفاضلة والأدب، وأي سلوك يخالف العادات والسنع والمجتمع كانت تنبهني وتوجهني للتصرف السليم، غرست في داخلي حب الناس واحترامهم وأداء الواجب تجاههم، وفي كل مراحل عمري المختلفة كانت تقدم لي النصح والإرشاد، ومنها تعلمت هذه السلوكيات وأحببتها، ودائماً تردد على مسامعي بأن الوطن والمجتمع ينتظران مني أن أقدم ما ينفعه ويخدمه، فكان الاستثمار في هذا المجال الذي أجد فيه شغفي وأرد جميل الوطن.

بصفتك خبيرة في الإتيكيت بماذا يتميز السنع الإماراتي؟

أبرز ما يميز السنع هو المجالس التي تتضح فيها كل قواعد وأسس البروتوكول بدءاً من إلقاء التحية وأماكن الجلوس والتوديع وتقديم القهوة واحترام الكبير، إلا أن الكثير منها في ظل الجائحة التي تمر العالم قد تم تغييرها، كالمخاشم والمصافحة، لضمان سلامة الآخرين، وحتى لا أسبب الانزعاج للآخرين فمن أساسيات الإتيكيت هو ألا نتسبب بإزعاج الآخرين.

في ظل انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ماهو إتيكيت استخدام هذه الوسائل؟

هناك إتيكيت خاص بالمستخدم ومن ينشر في هذه المواقع، والمتابع لهذه المنشورات، فيما يتعلق للمتابع هو التعليق الإيجابي على ما ينشر وتجنب التدخل في خصوصياته والأسئلة الشخصية، أما من ينشر في هذه المواقع فهي من الإتيكيت عدم التباهي وكثرة تصوير المقتنيات والأحذية وغيرها، فهو غير لائق اجتماعياً، أيضاً على مستخدم هذه الوسائل أن يبتعد عن المنشورات التي يتحدث فيها عن تعرضه للحسد من قبل الآخرين، فإذا شعر مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بأن هذه الوسائل تسبب له الانزعاج فأفضل علاج هو الابتعاد عنها لفترة مؤقتة.

أمر آخر يتعلق بنشر الصور في هذه الوسائل، وهو الاستئذان من الشخص بنشر صورته واحترام رغبته في حال رفض النشر، والاحتفاء بالخصوصية وعدم نشر الإطراء والمدح الذي يصله من الآخرين بشكل مبالغ، وانتشر في الآونة الأخيرة تصوير الأحذية وهذا التصرف يعتبر خارج الإتيكيت.

Email