رؤية زايد في تأسيس الإمارات محور ندوة لنخبة من الباحثين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمناسبة الذكرى التاريخية لجلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أول من أمس، ندوة افتراضية بعنوان «أبوظبي مكانة استثنائية من التأسيس إلى الحضور العالمي».

وشارك فيها الدكتور عارف الشيخ، والدكتور يوسف الحسن، والدكتورة جوينتي مايترا، والدكتور خالد البلوشي، والدكتورة خصيبة اليماحي، والباحث في التاريخ المحلي المهندس محمد الجنيبي، وأدار الندوة الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث الدكتور محمد فاتح زغل.

منعطف تاريخي

في مستهل الندوة أكدت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث على أن ما يضفي أهمية استثنائية على الذكرى التاريخية لجلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هو تزامنها هذا العام مع احتفاء الدولة بعام الخمسين والاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي.

وقالت: من المناسب استحضار سنوات التأسيس والانطلاقة الحضارية الأولى لتسليط الضوء على البدايات والضوابط والأسس التي قامت عليها الدولة وتعريف الأجيال الحالية بها. وأضافت: إن الـ 6 من أغسطس يشكل منعطفاً مهماً في مسيرة تاريخ الدولة الحديث، وإن الجميع يستطيع اليوم تلمس آثار هذا التاريخ المهم في كل ما حولنا.

سمات القائد

ومن ثم تحدث الدكتور يوسف الحسن عن تحديات نشوء الدولة الحديثة ودور وسمات شخصية القائد المؤسس في السياسة والحكم، وقال: إن المنجز الحداثي لدولة الإمارات العربية المتحدة تحقق على مدى خمسة وخمسين عاماً، كانت الدولة خلالها هي قوة التحديث الرئيسة.

وأوضح: إن خطاب التحديث اجتاز على أرض الواقع ظروفاً صعبة محلية وإقليمية، حتى تمكنت الدولة في عقودها الخمسة الماضية من إخراج القطاع الأعظم من شعب الإمارات من دوائر الحرمان ويسرت للفرد معدلاً للدخل يعد من ضمن قائمة الدول العشر الأعلى في العالم.

تجربة التعليم

وخص الدكتور عارف الشيخ بحديثه تجربة التعليم، واستعرض بدايات مسيرة التعليم في الدولة التي تناولها في عدد من الكتب التي ألفها عن هذا الحقل مثل «تاريخ التعليم في دبي»، و«تاريخ التعليم في أبوظبي»، «تاريخ التعليم في الشارقة»، «تاريخ التعليم في الإمارات الأربع».

وتناول الشيخ في هذه المؤلفات الكتاتيب، ثم التعليم شبه النظامي، والتعليم النظامي، وأوضح: إنها المداخل نفسها التي مر بها التعليم في بقية الدول في الجزيرة العربية. واستعرض عدداً من أوائل المدارس في الإمارات ودول الجوار، مشدداً على أهمية التوثيق لتاريخ التعليم في الإمارات بوصفه جزءاً مهماً من مسيرة تطور الدولة، منوهاً باهتمام الشيخ زايد بالتعليم منذ وقت مبكر.

نهضة شاملة

تناولت الدكتورة جوينتي مايترا في حديثها العوامل التي أسهمت في تكوين الشخصية القيادية الفريدة للمغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، حيث ألقت الضوء على تأثير نشأته والبيئة المحيطة به في صنع سيرته كقائد وإنسان عظيم اهتم بحرية الإنسان والمساواة بين الناس كافة.

وأشارت إلى أن عدداً من العوامل أسهمت في هذا الجانب على رأسها التأثير الكبير للإسلام والقرآن الكريم عليه، بجانب تشبعه بالثقافة العربية الأصيلة وتقاليدها العريقة التي شكلت شخصيه منذ الصغر، كما استعرضت عوامل أخرى كان لها التأثير في صقل شخصية القائد المؤسس وأفكاره منها التأثير الكبير لوالديه الشيخ سلطان والشيخة سلامة.

وتناولت الدكتورة خصيبة اليماحي تجربة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي وصفته بأنه محطة مهمة في التطور السياسي للدولة، وذكرت:

أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، كان يرى أن المجلس الوطني الاتحادي له مكانة مهمة في تكريس الممارسة الديمقراطية بحكم موقعه في العملية السياسية. وأضافت: فمن خلاله تتجسد إرادة الشعب التي يمارسها بوساطة ممثليه الذين يشكلون السلطة التشريعية في مقابل السلطة التنفيذية.

الرعاية الصحية

وتحدث الدكتور خالد البلوشي عن الرعاية الصحية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وقال: إن الشيخ زايد كان يركز بشكل أساسي على بناء الإنسان، ليقينه التام بأن الفرد هو الثروة الحقيقية وهو أساس النهضة والحضارة.

وأضاف: في سبيل تحقيق حياة صحية للمواطنين والمقيمين سعى الشيخ زايد منذ قيام الدولة إلى توفير الخدمات الصحية وبناء شبكة متطورة من المستشفيات والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية وفق معايير عالمية.

وذكر: بفضل القيم والرؤى التي غرسها الوالد المؤسس في نفوس أبناء الإمارات، وسارت على نهجها القيادة الرشيدة، قدمت دولة الإمارات نموذجاً رائداً في التصدي لجائحة «كوفيد 19» والحد من تداعياتها على المستويين المحلي والعالمي.

رؤية عمرانية

واستعرض الباحث المهندس محمد حمد الجنيبي فكر الشيخ زايد ورؤيته العمرانية لمدينة أبوظبي، وقال: إن سر النهضة العمرانية في إمارة أبوظبي ومدينتها يكمن في الإدارة الحكيمة الطموحة المخلصة للشيخ زايد.

وتحدث الجنيبي بالتفصيل عن مراحل النهضة العمرانية والعوامل التي ساعدت على نجاحها لاسيما بعد تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم. منوهاً إلى المكونات الثقافية التي شكلت شخصية وأهداف وطموحات وأسلوب أداء الشيخ زايد، ودورها في تحقيق الرؤية العمرانية خلال فترة حكمه.

Email