محمد حسين: البورتريه فكرة أوروبية وأرستقراطية

ت + ت - الحجم الطبيعي

معطيات الفن التشكيلي الحديث وجدلية الخروج على التقاليد الفنية القديمة، إلى جانب التركيز على عمق تجارب الفنان الذاتي باعتبارها كينونة العمل الإبداعي، طالما كانت موضع اهتمام الفنان التشكيلي محمد حسين، عبر لوحات تنتمي لفن «البورتريه» المتحررة من القيود الواقعية إلى جانب التركيز على أسرار النور واللون وتأثيرات الخط والحركة، إلى جانب البعد عن المحاكاة للواقع مع العناية بالإبداع والابتكار.

علامة فارقة

يؤكد الفنان التشكيلي محمد حسين، في هذا السياق، أن البورتريه في الأصل فكرة أوروبية وأرستقراطية. بداياتها الحقيقية كانت في العصور الوسطى، عندما أرادت عائلات ثرية تخليد صور كبرائها، رجالاً ونساء. مع الوقت أصبحت البورتريهات علامة من علامات الانتماء إلى طبقة اجتماعية معينة، ومع دخول الثقافة الأوروبية مناطق مختلفة من العالم على أنها طريق التحضر والتمدن، دخل البورتريه صالونات البرجوازيات الصاعدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ملامح معبرة

ويشير محمد إلى أن فن «البورتريه» معني برسم الأشخاص مع إظهار المشاعر في ملامح الوجه وتعبيراته، وذلك من وجهة نظر الرسام، ويعد من أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنها معقدة؛ لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه وأهم العناصر المؤثرة في تصوير البورتريه هي الإضاءة، حيث تعبير الوجه والشخصية التي يعكسها، قد يتغير بتغير الضوء الساقط عليه.

رسالة ملهمة

يعتقد محمد أن الإبداع في مجمله أهم رسالة فنية، لما يحمله من معانٍ تعكس القيم الجمالية التي لا بد أن تمتاز بها اللوحة الواقعية، التي تمر بين أنامل الفنان عبر ريشته إلى أعين المتذوق للفنون ليتطور مستوى التأثير فيه، منتقلاً من مرحلة حب اقتناء الإبداع الواقعي إلى مرحلة إثارة الفضول المتسائل حول قيم هذا الإبداع وكيفية تحوله من مجرد فكرة إلى رسالة بصرية تسهم في إضافة جمالية ذات معنى للمكان الذي سوف تعلق فيه، وهذا يشير إلى ارتفاع أفق الذائقة الفنية لدى المتلقي، الذي يناقش الأبعاد الفنية والقيم الجمالية في اللوحة.

ثقافة

فيما يتعلق بدور الفنان المحلي في دولة الإمارات لنشر ثقافة الفنون التشكيلية يقول محمد: بلا شك تقع على عاتق الفنان مسؤولية الثقافة المجتمعية وتحديد الملامح الفنية الجديدة للعصر، التي قد لا يدرك المتلقي، أبعاد زواياها الفنية، خاصة مع تداخلها وضم تفاصيل فنية أخرى ترتبط بالأبعاد الذهنية، كرسم الوجوه ضمن فن «البورتريه».

هوية الابتكار

يوضح محمد أن «البورتريه» لا يحمل أي جنسية، بل يحمل هوية كل شخصية مبدعة ومبتكرة تستطيع أن تقنع المتلقي في كل مرة أنها هي من فكرت وأنتجت، لكننا لا نستطيع غض البصر عن الفنان المقلد لأعمال آخرين اليوم، بل وما يتمتع به من شهرة رغم اقتباس أفكار الآخرين، لهذا يجب على كل فنان أن يفكر ويبدع، ليؤسس في ذاته الإبداع، وليسهم في رفع الذائقة الفنية ويخرج جيلاً متميزاً يحافظ على الفن، لأن هذا الجيل ثروة مهمة لإرساء الإبداع في مجتمعاتنا.

Email