عادل مراد.. 4 عقود في عشق العملات القديمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الهوايات تخلص النفس من ضغوط الحياة، فهي تبدو لوهلة بمثابة «مسكن للهموم» أو «أنس جميل» تأخذ صاحبها نحو عوالم أخرى، بعيدة عن إيقاع الحياة اليومية، تشعره بالسعادة وتمنحه الطاقة الإيجابية التي يبحث عنها، وتزيد من طاقته الذهنية والجسدية، تدفعه لأن يمارس عمله بإتقان وبمزيد من الحماس.

ولكن بعض الهوايات تحول أصحابها إلى خبراء في مجالاتهم، يمتلكون كافة تفاصيلها الدقيقة.

ذلك الحال ينطبق تماماً على الإماراتي عادل مراد، الذي وقع منذ 4 عقود ونيف في «هوى العملات الورقية»، فأصبح عاشقاً لها، وخبيراً بتفاصيلها، ومالكاً لكنز من العملات الورقية والمعدنية التي لا تقدر بثمن، فحكاية مراد مع العملات الورقية القديمة، ليس حديثه العهد، حيث مضى على «علاقته معها نحو 40 عاماً»، بدأت كهواية ولكنها تحولت مع مرور الوقت إلى تجارة.

تاريخ

ما إن تلج متجره الصغير الواقع في عجمان، حتى تفتنك ألوان العملات الورقية القديمة، وتبهرك تواريخ إصدارتها القديمة، فما تكاد تنتهي من تأمل تفاصيل أول جنيه مصري والذي طبع في عام 1890.

حتى يفاجئك عادل مراد بورقة الجنيه الفلسطيني الذي كان أول إصدار له في 1727، ليميط اللثام من بعدها عن مجموعته الخاصة من العملات الإماراتية، متيحاً لك الفرصة لتأمل تفاصيل الإصدار الأول لفئة الألف درهم بألوانها الهادئة، مبيناً لك بأن «سعرها يتراوح ما بين 125 – 150 ألف درهم»، وسبب ارتفاع ثمنها يكمن في ندرة هذا الإصدار، بحسب تعبيره لـ «البيان».

حيث يقول: «بدايتي مع العملات الورقية كانت مجرد هواية، بدأت بها قبل 40 عاماً، آنذاك كنت مهتماً في البداية بجمع العملات الورقية والمعدنية المتداولة محلياً، ولاحقاً توسعت في هوايتي، وأصبحت أجمع العملات الورقية الخليجية والعربية والعملات المستخدمة في العديد من الدول الأخرى».

ثروة

4 عقود كانت كافية لأن يجمع عادل مراد «ثروة من العملات المعدنية»، اختلفت في فئاتها كما جنسياتها ومطابعها وسنوات إصدارها، جل هذه الأوراق كانت مغلفة، على طرف كل واحدة منها تحمل رقماً معيناً يبين مدى جودة العملة، حيث يتم تقييم هذه العملات، من خلال شركة PMG، وفق تعبير عادل، الذي قال: «مع مرور الزمن تكونت لدي مجموعة كبيرة من العملات الورقية والمعدنية.

حيث امتلك حالياً بعض القطع المعدنية القديمة جداً، والتي ترجع إلى 300 سنة قبل الميلاد، لحقبة الإسكندر المقدوني، ويمكن القول إنها من القطع النادرة، كما امتلك أول جنيه مصري طبع في عام 1890 ميلادية»، ويضيف: «منذ احترافي لهذه الهواية تخصصت في العملات الإماراتية الورقية والمعدنية، وامتلك حالياً مجموعة كاملة من هذه العملات، منذ بداية صدورها وحتى الآن».

لكن اللافت في مجموعة عادل من العملات الإماراتية، هي ورقة الألف درهم، وعنها يقول: «الإصدار الأول من فئة الألف درهم استغرق مني الحصول عليه ما يقارب 20 عاماً، وذلك لندرة هذه الورقة، وبحصولي عليها يمكنني القول بأن مجموعة العملات الإماراتية أصبحت كاملة لدي»، ويقول: «كانت في الإمارات قطعتان فقط من هذا الإصدار، وهو ما رفع ثمنها».

في جعبة عادل الكثير من العملات الورقية، ومن بينها عملة الروبية الهندية التي كانت متداولة في الدولة في فترة ما قبل الاتحاد وتحديداً ما بين 1957 و1966، ويقول: «لدي كامل المجموعة على اختلاف فئاتها وإصداراتها، وتعد مجموعة قيمة».

درهم ورقي

يشير عادل مراد إلى أن أكثر فئة مطلوبة ضمن مجموعة العملات الإماراتية هي فئة «الدرهم الواحد» الورقي. ويقول: «الدرهم الإماراتي الورقي لم يعد موجوداً، وهو من الفئات المطلوبة، خصوصاً الإصدار الأول منه، وثمن الورقة الواحدة حالياً يصل إلى 1500 درهم على الأقل، وهذا يعتمد على درجة تقييمها».

Email