عبدالملك بن كايد يستذكر الفكر الوحدوي للشيخ زايد في حديث لمجلة تراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أشاد معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم راس الخيمة بالفكر الوحدوي الخلاق للمغفور له بإذن الله المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان واخوانه الحكام .

معربا معاليه عن سعادته بشباب الإمارات الواعي وقناعته بأهمية الشباب في تحديد مستقبل البلاد، ويصفهم بالمشرفين في مواقع عملهم المختلفة، وبذلهم الغالي والنفيس في رفع اسم الامارات عالياً، ومشيهم على خطى الآباء والمؤسسين، وعدم ميلهم عن جادة الطريق، محبين لوطنهم، ويوصيهم معاليه بأن يحافظوا على هويتهم الوطنية .

وعلى أرض آبائهم وأجدادهم والوفاء والصدق والالتزام بالإخلاص وطاعة لأولي الأمر والقيادة الرشيدة، ومؤكدا انه من صلاح هذا الجيل الطيب، وأجد في ترديدهم مقولة نحن عيال زايد، دليلًا على حبهم لهذا الوطن الغالي. جاء ذلك في حوار مجلة تراث الصادرة عن نادي تراث الامارات أجرته معه فاطمة المنصوري مدير مركز زايد للدراسات والبحوث، وبدر الأميري .

مرحلة التعليم

وعن تعليمه يقول الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي: «تلقيت التعليم في طفولتي، شأني كشأن بقية الأطفال، في مدرسة أسسها كبار السن في المنطقة، تعتمد نظام الكتاتيب. تعلمنا في البداية القراءة والكتابة وقراءة القرآن وعلوم الحساب، لا سيما «قسمة أبدح»، وهي نوع من أنواع الحساب. ثم ختمنا القرآن.

ثم جاء لاحقاً معلم من الهند، لتدريسنا اللغة الإنجليزية، وكانت طريقته تتمثل في تحفظينا في اليوم ما بين 50 إلى 100 كلمة لتصبح لدينا حصيلة لا تقل عن أربعة آلاف كلمة تشكل مخزونًا لغويًا يساعدنا في التحدث باللغة الإنجليزية».

ويكمل حديثه حول مسيرته العلمية التي تُجسد جزءاً من مسيرة تطور التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة وتدرجه من أشكاله التقليدية إلى التعليم النظامي الحديث: «بدأ التعليم النظامي في إمارات الساحل بشكل عام، وفي إمارة الشارقة سنة 1953، عندما طلب الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة - آنذاك - من الكويت المساعدة بإرسال بعثة تعليمية. 

بعثات تعليمية

وفي سنة 1953 جاءت أول بعثة تعليمية إلى إمارات الساحل، ثم انتهجت بقية الإمارات نهج إمارة الشارقة فوصلت البعثة الكويتية إلى إمارة رأس الخيمة سنة 1954. والتحقتُ بالدراسة في المدرسة القاسمية في رأس الخيمة سنة 1955. ولا يمكننا نسيان فضل دولة الكويت في عهد المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح في تعليمنا وإرسال تلك البعثات للإمارات قبل قيام الاتحاد.

بعدما أنهيت الثانية متوسطة في رأس الخيمة، تابعت تعليمي في دولة الكويت في ثانوية الشويخ، بعدها بُعثت في دورة عسكرية لجمهورية مصر العربية من قبل المملكة العربية السعودية، وبعد عامين رجعت وعينت ملازمًا في الجيش السعودي في عهد الملك فيصل، وذلك في بداية الستينيات، وبعدها رجعت للإمارات والتحقت بدورة عسكرية مدتها ستة شهور في قوة الساحل المتصالح».   

مناصب إدارية 

بعد أن أنهى تدريبه في قوات الساحل المتصالح، اتجه مضيفنا إلى رأس الخيمة مسقط رأسه، وحظي بثقة حاكم الإمارة آنذاك، الشيخ صقر بن محمد القاسمي، لما لمسه فيه من فراسة وذكاء وعلم، فأوكل إليه مسؤولية تأسيس عدد من الدوائر الحكومية في الإمارة. فأسس الشيخ عبد الملك دائرة الزراعة سنة 1961، وترأسها إلى سنة 1961.

وأسس دائرة العمل سنة 1962، وترأسها إلى سنة 1963. وعمل رئيسًا للبلدية (1963 - 1964)، ورئيساً لدائرة التعليم والتربية (1964 - 1967) وأسس غرفة التجارة وترأسها (1967 - 1983). 

شاهد عيان 

حول فترة قيام الاتحاد، والفكر الوحدوي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وصفاته وخصاله الحميدة التي أسهمت في تأسيس ونجاح الاتحاد، يقول: «ساعدت ثقة الشيخ زايد وطيبته وكرمه كثيراً في نجاح الاتحاد، والجهود الكبيرة التي بذلها، وحرصه على حضور الاجتماعات مع الشيخ راشد بن سعيد وباقي الحكام، الذين كانوا يسعون للعمل من أجل صالح البلاد».

 ويتابع: «النية كانت طيبة لدى الجميع»، ويؤكد أنهم كانوا متواصلين مع شعبهم وأبوابهم مفتوحة، الأمر الذي ساعد في خلق الثقة بين المواطن وحكامه. وعبر عن فخره بأن أبناء الإمارات كانوا وراء ما تحقق من قيام الاتحاد وبناء الدولة ومؤسساتها، فـ«بريطانيا لم تقدم الكثير».

ويتذكر بفخر أيضًا «الشرف الكبير في حمل رسالة قرار رأس الخيمة بالانضمام إلى الاتحاد». إذ إن انضمام إمارة رأس الخيمة إلى الاتحاد جاء لاحقًا - في العاشر من فبراير سنة 1972.

ومن تفاصيل ذلك يذكر أنه ذهب من رأس الخيمة حاملاً الرسالة بوصفه مبعوثًا من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم إمارة رأس الخيمة آنذاك. اتجه إلى أبوظبي عبر طريق كان يطلق عليه (السراط) وهو طريق وعر كان يربط بين إمارات الدولة في تلك الفترة المبكرة.

رسالة مهمة

 وعندما وصل قيل له إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في مدينة العين، فسافر مباشرة إلى هناك، حيث تمكن من مقابلة الشيخ زايد قبيل المغرب، وسلمه رسالة تحمل رغبة رأس الخيمة في الانضمام إلى الاتحاد. 

ليكتمل عقد الاتحاد بدرره السبع. مع قيام الاتحاد تولى الشيخ عبد الملك القاسمي وزارة الدولة لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد لمدة سبع سنوات. كان خلالها على تواصل مع حكام الدولة باعتبار الوزارة نقطة اتصال بين الحكام ورئيس الدولة. وعن تلك الفترة يتذكر المعاملة الحسنة من الحكام، وحرصهم الكبير على التعاون والعمل من أجل تحقيق الخير للبلد والمواطنين. ويشير إلى أن الحكام كانوا يثقون ويحترمون رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان بشكل كبير، وهو ما ساعد على نجاح الاتحاد الذي اعتبره أنجح تجربة اتحادية.    

الروابي والتلال الحمراء 

كان للشعر نصيبه من حوارنا، فمضيفنا شاعر ومهتم بالشعر النبطي والفصيح، وعن ذلك يقول: «الشعر لسان العرب، كان ولا زال لغة أفراد المجتمع ولسان حالهم، وقد شكل في الماضي وسيلة إعلامية يتم من خلاله تناقل الأخبار عبر الأماكن، والتغني بمفاخر وأمجاد القبيلة». وقد لفت إلى مدى الاهتمام الذي يحظى به الشعر حاليًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووجود مؤسسات متخصصة ومهتمة بالشعر الشعبي.

ومهرجانات وجوائز مهمة منها برنامج شاعر المليون، ومهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وبرنامج أمير الشعراء، وبرنامج البيت. وحول تجربته الشعرية، قال إنه كتب الشعر منذ فترة مبكرة من عمره، في نهاية خمسينيات القرن الماضي. أصدر على مدار تجربته خمسة دواوين هي: التلال الحمراء، والشواطئ، والرواسي، والروابي، والسواقي. وهي عناوين تكشف مدى تأثره بالبيئة المحلية، وانعكاس المكان في نفس الشاعر. 

وحول هذا يقول: «التلال الحمراء تلال موجودة ومحيطة بنا، والسواقي جزء مهم من وسائل الري المستخدمة في الماضي لري النخيل والمزروعات وهكذا». كتب مضيّفنا في عدد من الأغراض الشعرية، منها القصائد الوطنية وأهمها قصائده في مدح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، ومنها قصيدة «يا أيها السيف» في أول صفحات ديوانه «السواقي» المهدى للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان بكلمات دالة، جاء فيها:

«إلى الروح الطاهرة.. إلى زايد.. إلى من علم الحب والإخلاص وعلم العمل والتضحية.. إلى الإنسان الذي وهب حياته لخدمة الإمارات وكرس وقته لكل عمل إنساني داخل الدولة وخارجها.. إلى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة».

كما تنوعت أغراضه الشعرية بين الرثاء، والعبر، والمناسبات الوطنية، والغزل، معبراً في كل قصائده عن مشاعره المتأثرة بالأحداث. وفي لمسة وفاء، أصدر الشيخ عبد الملك بن كايد القاسمي مؤخراً الأعمال الشعرية الكاملة لأخيه الشيخ الدكتور سعود بن كايد القاسمي رحمه الله، الذي شغل منصب وكيل وزارة الصحة في الفترة بين 1976و1998م. 

الأجيال على خطى الآباء المؤسسين 

لدى مضيّفنا قناعة بأهمية الشباب في تحديد مستقبل البلاد، وهو يعرب عن سعادته بشباب الإمارات الواعي، ويصفهم بالمشرفين في مواقع عملهم المختلفة، و«يبذلون الغالي والنفيس في رفع اسم الامارات عالياً.

نراهم يمشون على خطى الآباء والمؤسسين، لم يميلوا عن جادة الطريق، محبين لوطنهم». ويوصيهم بأن يحافظوا على هويتهم الوطنية وعلى أرض آبائهم وأجدادهم والوفاء والصدق والالتزام بالإخلاص وطاعة لأولي الأمر والقيادة الرشيدة. ويضيف: «أنا متأكد من صلاح هذا الجيل الطيب، وأجد في ترديدهم مقولة نحن عيال زايد، دليلًا على حبهم لهذا الوطن الغالي»

Email