فعاليات متنوعة في «دانة الدنيا» احتفاء باليوم العالمي لهذا المجال الإبداعي

الموسيقى في دبي.. سيمفونية لقاء الحضارات على وقع الجمال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين جنبات دبي، تسمو الموسيقى بإيقاعاتها وتحلق في فضاء مسارح «دانة الدنيا»، جامعة الناس من كل حدب وصوب، متجاوزة بـ «لغتها العالمية» حدود الجنسيات والجغرافيا، فالكل يفهم هذه اللغة، ويعرف تماماً ايقاعاتها ونغماتها، ويتفاعل معها فرحاً، تاركين لأجسادهم حرية الحركة، للتفاعل بكل شغف مع ايقاعات الموسيقى التي يبدو العالم من دونها فارغاً، كما دأبت الروائية الإنجليزية الراحلة جاين اوستن وصف تأثير الموسيقى على القلوب، لندرك من خلالها مدى الفرح الذي تغلفه بها. ذلك الفرح يتجسد جلياً في فعاليات اليوم العالمي للموسيقى، الذي طالما كانت دبي واحدة من محطاته الرئيسية، حيث تحتفي به بفعاليات عديدة، تتاح فيها الفرصة لكافة المواهب الموسيقية لأن تعبر عما يدور في خلدها، وتكشف عن مدى قدرتها على التعامل مع الأوتار، كما تبين مدى «طول نفسها» عند استخدام الآلات الموسيقية النفخية.

مواهب موسيقية

أمس، توزعت العديد من المواهب الموسيقية على جنبات دبي، حيث فردت آلاتها أمام عشاق الموسيقى، لتعزف لهم بعضاً من ألحان يعرفونها، ويرددون أغنيات يحفظها الجميع، بعضها عربي الهوى وأخرى أجنبية، بينما قدمت الرابطة الفرنسية في دبي، برنامجاً ثرياً بالموسيقى، التي تمثل معظم المدارس الموسيقية في العالم.

ميلاني مارتيني، مديرة الرابطة الفرنسية في دبي، قالت لـ «البيان»: «منذ 35 عاماً يتم الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، حيث كانت البداية في فرنسا، وسرعان ما انتقلت إلى العالم أجمع، إيماناً بقدرة الموسيقى على جمع الناس ووضعهم على خط واحد»، ميلاني أشارت إلى أن الرابطة الفرنسية حرصت هذا العام على أن تكون كافة فعاليات هذا اليوم حضورية.

إعادة التواصل

وقالت: «الفكرة من تنظيم الفعاليات وجهاً لوجه، جاءت من محاولة تمكين الجميع من إعادة التواصل مجدداً، بما يجعل الحياة تستحق العيش، لنتيح من خلال ذلك الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بالموسيقى والجمال». في هذا اليوم بدا فريق الرابطة منهمكاً في إعداد الأمكنة بطريقة تضمن التباعد الاجتماعي، واتباع اللوائح والإجراءات الاحترازية التي أقرتها الجهات المسؤولة في الدولة. وقالت: «الإجراءات التي تم تطبيقها في كافة الأماكن التي أقيمت فيها الاحتفالات، جاءت بهدف تمكين الجميع من الاستمتاع بالموسيقى».

مشاركة سنوية

الفنان كمال مسلم، الذي دأب على المشاركة سنوياً في هذا اليوم، قال لـ «البيان»: «أشارك في هذه الاحتفالية منذ 15 عاماً، وحتى عندما كنت مقيماً في فرنسا، كنت أشارك فيه، ويمكنني وصفه بـ»يوم جميل«لاتاحته الفرصة أمام الموسيقيين من مختلف الجنسيات على مشاركة الناس، موسيقاهم سواء كانوا ضمن مسارح عامة أو خاصة، أو حتى في الشارع، وهي احتفالية تسمح لنا تبادل هذه الخبرات والتجربة الفريدة». وأضاف: «في الوضع الراهن، وبعد مضي عام كان الإغلاق عنوانه الرئيسي، هذه هي أول إطلالة لي أمام جمهور حقيقي، يتفاعل معي ومع زملائي لحظة بلحظة»، وعبر مسلم عن سعادته بهذه المشاركة، قائلاً: «لدينا شوق كبير للقاء الناس والتفاعل معهم في الحفلات الموسيقية».

لم يكن للحفل أن يمضي من دون إطلالة العازفة روسن ميكيسكايت التي أطلت على الملأ متوسدة السكسافون، ترافقها ماجدلينا وجدزيك، المدرسة البولندية التي طالما عشقت البيانو. كما أطلت مغنية الأوبرا ومعلمة الصوت آنا كوفاشيفيتش يرافقها عازف البيانو الإيطالي ألدو دوتو، بروائع الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية. وفي احتفالات هذا اليوم، لم تغب الموسيقى العربية، فقد حضرت على يد العازف أحمد جارور، الذي قدم فقرته على إيقاع أوتار القانون.

 

ثراء

برنامج ثري، أطل به يوم الموسيقى العالمي، جامعاً في طياته بين الموسيقى العربية وكافة أصناع الموسيقى العالمية الأخرى، حيث شهد هذا اليوم، حفلاً جمع بين الفنان كمال مسلم يرافقه عازف الغيتار الجزائري رضوان ايوب، حيث جمعا في حفلهما بين الجاز و«الفيوجن» العربي، في حين أبدع ويم هوستي في تقديم أصناف الموسيقى الكلاسيكية، التي يعد ويم أحد روادها في دبي، مقدماً للجمهور لمسة فريدة من نوعها، يرافقه في الحفل ايفان كافالينكو الذي يجيد اللعب على مفاتيح البيانو بطريقة مذهلة.

Email