فوتوغرافيا

من صدمة الولادة إلى صدمة الألوان! (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

استكمالاً لحديثنا الأسبوع الماضي تحت هذا العنوان، والذي تحدَّث عنه الأديب المصور عباس فاضل هادي، في كتابه «ولا تنسَ بأن السيدة لايكا تنتظركَ في البيت» متناولاً الولادة بمعناها الواسع من وجهة نظر فوتوغرافية ملوَّنة بالعديد من الأبعاد المختلفة والمثيرة، حيث يعتبر أن الفنان يمتاز بمقدرته على التمييز والإقصاء والحذف والإضافة، انطلاقاً من كونه عصابياً يعيش صدمة الولادة على الدوام، وكونه تشكيلياً يريد إعادة صياغة العالم على هواه ورؤياه.

ويسترسل بقوله: لم نلتقِ بكثيرين يهمّهم أن يروا العالم الخارجي أكثر انسجاماً في ألوانه وأقل إزعاجاً للعين.. صدمة الألوان نشبِّهها بصدمة الولادة. لماذا خيار الغالبية العظمى من المصورين الكبار اعتماد التصوير بالأبيض والأسود؟ السبب بسيط.. وهو أن السيطرة على ألوان العالم الخارجي المتنافرة أمرٌ صعب. بالطبع يمكن تدارك ذلك باستعمال المرشّحات الضوئية (الفلاتر) إلا أنه يبقى نسبياً وغير أكيد في محصِّلته النهائية. الفنانون الكبار كانوا ومازالوا يبحثون عن الانضباط وسط الفوضى، وعن التجانس وسط التنافر، وسواءً أكانوا رسّامين أم مصورين ترى أعمالهم متجانسة لونياً.

ويضيف: المصور البارع حينما يستعمل الفيلم الملوَّن تراه ينتقي شريحةً متجانسةً مع الألوان قريبة من مبدأ «المونوكروم» وإن لم يجدها يقوم بتصنيعها وتركيب عناصرها بنفسه، كما في الأعمال الفنية المعروفة باسم «طبيعة صامتة» ولا نقول «طبيعة ميتة» لأن الطبيعة حيَّة في كل تجلّياتها المدهشة.

فلاش

ما بين ظهور اللون واختفائه في الصورة.. عشرات المفاهيم المتذبذبة غير الباحثة عن الاستقرار

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

Email