وسائل التواصل بيئة خصبة للسرقات الإبداعية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السرقات الأدبية والتشكيلية معروفة عبر التاريخ، لكن كانت الوسائل التي تساعد على ذلك محدودة وحتى كشف من يقومون بذلك لم يكن بالأمر السهل، مثلما هو عليه الآن، بوجود وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة، ويزداد الأمر تعقيداً، مع غياب الحدود الدقيقة والواضحة بين ما هو تأثر وبين ما هو سرقة.

حول هذا الأمر تحدث عدد من الفنانين إلى «البيان» وأكدوا أن نشر الأعمال الفنية على المواقع الإلكترونية يحمل جانبين، الأول إيجابي من حيث تعريف العالم بتجربته الفنية، والثاني سلبي حين يتحول بالنسبة لمن هم ضعاف الموهبة إلى فرصة لنسخ العمل ونسبه له.

حدود فاصلة

أوضح الفنان جلال لقمان: إن وسائل التواصل الاجتماعي مثلها مثل أية تكنولوجيا أخرى تعتمد في استخدامها على ذكاء المستخدم. وأضاف: السرقات موجودة، في السابق كان الشخص يدخل إلى مكتبة، وقد يذهب إلى سرقة ما يعجبه.

وقال لقمان: هناك الكثير من الخطوط الرمادية في هذه المسألة، ما بين ما هو مسروق وما هو ملهم، فالإلهام هو الحد الفاصل بين السرقة والتأثر، وذكر: الأمر مختلف بالنسبة لمن يقدم عملاً منسوخاً عن عمل آخر، فهذا يكون سرقة عن عمد.

وأوضح لقمان: شرعت الإمارات الكثير من القوانين للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، ولكن المسألة أن الكثيرين لا يعرفون حقوقهم. وأضاف: أنا سجلت كل أعمالي الفنية والروائية في حقوق الملكية الفكرية في أمريكا وبريطانيا، ولديّ محام في حال حصلت سرقات لأعمالي. وتابع: ذات مرة نشرت إحدى الصحف عملاً من أعمالي من دون إذني، وعندما كلمتهم وشرحت لهم كيف تم النشر من دون الرجوع إليّ، وهذا غير قانوني، نشروا في اليوم التالي اعتذاراً.

وشدد لقمان على أنه يجب على الفنانين أن يثقفوا أنفسهم بمثل هذه الأمور، وإن لم تُرفع العديد من القضايا فإن الناس لن تصل إلى مرحلة الثقافة، والاطلاع على مثل هذه الأمور.

نسخ وتأثر

الفنان خليل عبدالواحد: هناك شقان في تعامل الفنان مع وسائل التواصل الاجتماعي، الأول من الممكن للفنان أن يطور من أعماله، والثاني قد ينسخ الأعمال المعروضة وينسبها له. وأضاف: إن مسألة نسخ الأعمال، كما هي، تعود لضمير الفنان، فأن يتأثر بأعمال غيره مسألة عادية، ولكن يجب أن يعطي الفنانين الذين تأثر بهم حقوقهم بالإشارة إلى أنه استفاد من تجاربهم الفنية.

وأوضح عبد الواحد: من الفوائد التي تحققها وسائل التواصل الاجتماعي انتشار تجارب الفنان عالمياً، بعد أن كانت مقتصره مشاهدة أعماله على من يحضرون المعارض أو من يشاهدون كتباً تعرض لأعماله. وأضاف: بالتالي أصبح جمهور الفن قادراً على امتلاك الرؤية الفنية، التي تجعله قادراً على اكتشاف مثل هذه السرقات.

أثر إيجابي

قال الفنان والشاعر والناقد علي العبدان: أرى أن وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن مساحة تعجيل بالتأثر أو التقليد، أو في أسوأ الأحوال الاستنساخ والسرقة، ضمن مجال التفاعل في حقول الآداب والمعارف والفنون، والأمثلة كثيرة.

وأضاف: تعرضت شخصياً تعرضت لسرقة بعض قصائدي وأشعاري، التي أكتبها على «تويتر»، ولم أهتم كثيراً، لأنها كانت منشورة ضمن ديوانين صدرا منذ سنوات عن دور نشرٍ حكومية، وفسر: ولهذا قد يتوجه القلقُ من السرقات الأدبية إلى النصوص غير المنشورة أو غير الموثقة.

وقال: ومن جانب آخر أتاحت مواقع التواصل لكثير من هواة الفن الشباب دراسة الأعمال الفنية لفنانين محترفين، وفي هذا السياق سعدتُ كثيراً حين علمت بأن أحد الطلاب قد قام بدراسة إحدى لوحاتي المعروضة في الفضاء الإلكتروني، وهي لوحة (على شاطئ الخان)، واختتم: هكذا أرى أن إيجابيات الاطلاع على الأعمال الفنية والأدبية في مواقع التواصل قد تفوق سلبياتها.

Email